منوعات وفنون

حسناوات والجسد حقيبة سفر

مساءات

عادل حسن:

والشقاوة تلتصق بالعمر المسافر مع مهنة الصحافة بلا ميقات ومواعيد غير بنطال جينز كلما اتسخ يكتسب مشروعية القناعة في اعتقادي وانا في رفقة الأسفار الخشنة إلى الولايات القصيرة وآخرها كان عشية البارحة وانا برفقة اثنين من زملاء النكد المحبب للصحافة ذلك عندما توجهنا إلى تللك الولاية لعمل إعلامي رسمي والمشوار استهلكنا بدنيا قبل أن يرهق السيارة ويمتص الوقود عن آخره.

المهم في رحلة العودة للخرطوم أخذنا زمنا سرق كل ساعات النهار وعندما لاحظنا منظر مصرع الشمس في مقتل حمرة المغيب والليل ينزل ستارته زدنا من سرعة السيارة وأخذنا نلاحق سرب من الباصات السياحية الملونة حتى نحتمي بها لنعرف محطات التوقف ونتجنب مخاطر الطريق الطويل طويل طويل مثل تمدد النيل الأزرق نحو الخرطوم وفعلا توقفنا في محطة نصف عامرة لم نحس فيها بالأمان وبعد أن احتسينا أكواب القهوة قليلة السكر الشديدة السواد كعادة صناعتها.

هناك قررنا المغادرة على عجل مثل الطير الغريب الذي نزل عليه الظلام ولحظتها أسرعت تجاهي ثلاث فتيات احتارت الملاحة والسماح مع من فيهن تكون وإحداهن تترك شعر رأسها مسافرا في فوضى إلى حدود خصرها الذي ينحشر في بنطال أخذ لونه من سواد شعرها المتمرد فوق تلال صدرها شبه العاري فقالت لي يا شاب ممكن نسافر معاكم نحن مقطوعين هنا منذ الظهيرة، وكانت تحمل حقيبة
سفر شبه منتفخة فاعتذرت لها بأننا غرباء لا نحمل معنا الا غربتنا كجزء من الحرص ولكن ممكن نتشفع لكم عند أهل البصات السياحية فقالت في سخرية محرضة للرجاءات الانثوية السائلة نود أن نسافر معكم انتم والحوار كانت تراقبه عيون المسافرين في تللك المحطة الوحشة من دون سماع الصوت المهم في لغة خشنة أقنعتها باستحالة مرافقتنا ثم تدخلت صديقتها الفرسة القوام يا راقي انت خايف من شنو لحظتها دلفنا داخل سيارتنا الشاطرة وطوينا مسافات الليل وانشغلنا بانسكاب موسيقى الأغاني اللطايف للفنان الطيب عبد الله وفي إحدى نقاط العبور الليلية هدأ محرك سيارتنا والزحام أمامنا ثم هرج وتعالي الأصوات والاعناق في فضول تمتد من داخل السيارات لتنظر ماذا هناك ولم نهتم نحن وظلت الحركة سلحفائية حتى وصلنا نقطة العبور وسمح لنا بالمرور بعد النظرة الأمنية وقلنا لأحدهم ماذا يحدث هنا من زحام وجمهرة فقال كانت لدينا إشارة بتوقيف بعض الفتيات القادمات واخيرا وصلن وهن يحملن ممنوعات لحظتها ترجلت من السيارة ونظرت من بعيد وتيقنت تماما بأن حسناوات تلك المحطة تمكن من خداع أحد أصحاب السيارات الخاصة وها هو تحت التحقيق الأمني وتحركنا في ذهول وصدمة ودلفنا الخرطوم فبعد أن بقرنا بطن الليل والآن أقسمت باليمين الغليظ لن أسافر إلى تلك الولاية حتى لو اختارتني الحكومة واليا على تلك الأقاصي.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق