مقالات

بأمر إسماعيل عوض الله..

نمريات

إخلاص نمر:

والي الجزيرة إسماعيل عوض الله، الذي أكد أن عام 2022 هو عام الإسكان بالولاية، جمع كل سلطاته ليس لتأمين حديثه عن عام الإسكان عند لقائه بوفد قرية ود النور، بل لإخراج المعلم الفاضل عبدالحفيظ من سكنه، الذي استحقه بجداره وفق درجته الوظيفية، وهو الذي أفنى عمره من أجل التعليم، وبناء قدرات الأجيال من الطلاب.

وبكل العنف وقوة شرطية كبيرة أمره أن يخلي المنزل فورا، ذات المنزل الذي منح له عام2021 هو وأسرته وتناصفه فيه باحثة اجتماعية تعمل في مدرسة حكومية.

أرسل الوالي عسكره لإجباره على مغادرة المنزل، ولم يأبه بعد (فعلته) لأسرة وحولها أثاث منزلها في شارع (الله أكبر).

قفز لذاكرتي مافعله الفلول في زمن الإنقاذ سيئة الذكر، مع معلم الأجيال ووزير المالية الأسبق البروف محمد هاشم عوض أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم، حيث بلغه الأمر العاجل جداً بإخلاء المنزل الحكومي في حي المطار، بعد أن تم إيقاف راتبه، وهو في قمة المعاناة والمرض والألم من وعكة ألمت به، كانت الكاميرات تلتقط الحدث طازجا وأطفال البروف ووالدتهم في قارعة الطريق، وهاهو الوالي الانقلابي يعيد الصورة إلى الأذهان.
الوالي الانقلابي إسماعيل عوض الله، ماهو إلا امتداد للفلول، انقلابي يمثل حكومة انقلابية، يرفضها الشعب ويهتف بسقوطها لتعلو راية الحكم الديمقراطي المدني في سماء السودان الذي أطلق فيه البرهان كل أصناف الأسلحة على رقاب وصدور الثوار، وباشرت شرطته التعذيب في المعتقلات، وجاء وزير داخليته بنفسه ليسحب الوسادة من تحت رأس المحامي وجدي صالح.

من المضحك المبكي، أن والي الجزيرة عوض الله، ووفق تسجيل لوكالة السودان للأنباء ، ارسل كل التهانئ للمرأة السودانية في الثامن من مارس هذا العام وخاطبهن جميعا باسم الكنداكات وربات البيوت وكل النساء في كل بقاع وطني.

والتي أخرجتها بكل قسوة وعنف مع أطفالها أليست جزءا من هذا المجتمع والنساء اللاتي خاطبتهن في تسجيلك من مكتبك الفخيم؟ هي وزوجها صاحب الإعاقة البصرية واطفالها، في الشارع أي تناقض هذا الذي يسبح فيه والي الجزيرة إسماعيل عوض الله!.
في كل عام نحتفي بالمعلم وطبشورة المعلم، وصوت المعلم وعلم المعلم والحكايا عن تكريم المعلم تطول وتتمدد وهي جميلة بطعم العلم الذي غادر من أجله الأطفال وهم يفعا لطلبه في القرية أو المدينة المجاورة، فهو الذي نوفه التبجيلا، فهل أوفيته هذا التبجيل سيدي الوالي؟.

أبداً لقد حاصرته بالإذلال أمام المجتمع برمته بإخراجه من المنزل عنوة وتركه في الشارع إلى أن فتح له الجيران أبواب منازلهم.
بصمة سوداء في صفحة التعليم، في ولاية الجزيرة وضعها الوالي الانقلابي عوض الله، الذي تجاهل أن المعلم هو رسول الثقافة والنور، تبارى الشعراء في وصفه، وتغزلت الفتيات في الزمن الجميل في المعلم.

إنه يستحق التكريم والتقدير والاحترام فهل فعل ذلك الوالي الانقلابي؟
لم يدلل أبداً الوالي إسماعيل عوض الله على احترام العلم والتعليم والمعلم وهاهو كتابه مكشوفا أمامنا، بل ذبح ذلك على أعتاب المنزل، الذي سكن فيه المعلم القدير، صاحب الثقافة الواسعة.

سيذكر التاريخ في كل عام وعند الاحتفال بيوم المعلم في ولاية الجزيرة هذه الحادثة وستتداولها الأجيال وتدونها في دفاتر الحضور والغياب في قلب الفصول.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق