رياضة

الكوارتي ولقاء عشق الأحبة وروعة المشهد

محمد الحسن الرضي:

عشية الجمعة الماضية ٢٧/١/٢٠٢٣ بمسرح كرومة بنادي الهلال للتربية كان الموعد للقاء الأحبة في ليلة الوفاء تخليدا لذكرى أحد أنبل أهل الرياضة بمناسبة مرور عام ونيف على رحيله من هذه الدنيا الفانية ملتحقا بالرفيق الأعلى مخلفا ورائه إرثا يصعب الإحاطة بكل جوانبه وسطر بأحرف من نور سيرة عطرة لا تحتويها معاني الدلالات والألفاظ برغم شمول اللغة العربية وتعبيراتها الساحرة الآخاذة وبيان تصورات خيالها التي تعجز اللغات الأخرى عن مجاراتها أو على أحسن الفروض الدنو منها لأن الأمر يرتبط بشخصية إستثنائية أكرمها الله بصفات جامعة قل أن تجتمع في شخص واحد في زماننا هذا ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.
لقد أفلحت اللجنة القومية التي وضعت على كاهلها القيام بهذه المهمة العسيرة أن تقبل التحدي وتقدم لجمهور المحبين والعاشقين أمسية لا ككل الأمسيات وليلة لا ككل الليالي فارسها المغفور له بإذن الله تعالى محمد حمزة الكوارتي غفر الله له في المهديين وأخلف له في عقبه في الغابرين وتفوقت اللجنة على نفسها في تقديم برنامج تنافس فيه كل فقرة من فقراته أختها الأخرى إبداعا وتميزا تؤكد على حسن إختيار مقدميها بعناية فائقة ومعايير دقيقة محددة وأكثر ما أعجبني التنظيم وجمال الترتيب وروعة التسلسل والإهتمام بالصغيرة قبل الكبيرة وعندما تدخل إلى مكان الحفل تشاهد لوحة رائعة لا يرسمها إلا أهل الخبرة والتخصص والتفرد وكيف لا وهي تضم فريقا إنتهج مبدأ العمل الجماعي وتوزيع الأدوار مع عناية بالقدرات والملكات الفردية برعاية حكيمة من بروف شداد ويتكون الفريق من الحكيم د. طه علي البشير و د. أحمد دولة والأساتذة محمد الشيخ مدني وإسماعيل عثمان وهشام محمد أحمد وشجرابي واللواء البيلي ولاعب الوسط المايسترو الفريق عثمان سر الختم ودبلوماسية السفير د. عبد العزيز حسن صالح وبقية العقد الفريد ولعل ما ميز الأمسية الرائعة الفلم الوثائقي عن محطات في مسيرة الفقيد ترى وتلحظ فيه بصمات المخرج المبدع دوما شكر الله خلف الله وما ميز الأمسية أيضاً الكلمة الرصينة التي ألقاها إبن الفقيد (مهند) وكنت أخشى عليه من رهبة الموقف وصغر السن وخاصة أنه تحدث عقب عمالقة في فن الحديث وأصحاب تجارب وخبرات طويلة وأكثر ما ميز الأمسية أيضاً حديث الدبلوماسي من مصر الشقيقة اللواء حاتم باشات وهو يرثي حبيبه الفقيد عندما خنقته عبرة صادقة وجرت دمعا مقله وجفونه فكانت لحظة الصمت التي أبكت الأخرين حينما قال بأنها المرة الأولى التي يأتي فيها إلى السودان ولم يكن في إستقباله رفيق دربه وصديقه محمد حمزة الكوارتي عليه الرحمة.

إن الكلمات تتقاصر في وصف ليلة الوفاء للفقيد محمد حمزة الكوارتي فقد كانت بحق تشابه بطلها وفارسها ولعلها قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الفقيد بالرغم من أنه كان كتابا مفتوحا للجميع إلا أننا لم نتعرف عليه بعد وأثبتت كذلك أن في بلادي من يصنعون التفوق والتفرد والتميز ويدخلون الفرح والسرور على قلوب الناس ويضيئون الطريق في زمن الإحباط والظلام.

اللهم تقبل عبدك محمد حمزة الكوارتي في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا واجعل البركة في زوجه وأبنائه وذريته، آمين
إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق