مقالات
سيناريوهات متوقعة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية
د.محمد أحمد الجالب:
ماهو الدور المطلوب من السودان كدولة محورية؟
أولاً عملية تحالف تأمين البحر الأحمر المكون من ثمانية دول (السعودية، مصر، الإمارات، البحرين، الأردن إسرائيل الولايات المتحدة، وأخيراً تحت ضغط اللوبي الصهيوني تمت إضافة السودان). هذا التحالف الذي قصد منه قطع الطريق أمام الدب الروسي الذي كان قد طلب من السودان إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر كانت ستشكل هاجساً في موازين القوى.
دعونا نعود لخطاب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أولاً: الخطاب كان قصيراً لكنه يحتوي على قرارات ذات أبعاد ثلاثية خاصة قرار عدم مشاركة القوات المسلحة في الحوار، أي بمعنى أن جعل القوى السياسية تتحاور لتخرج بجهاز تنفيذي بعده يتم حل المجلس السيادي وتكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة.
نلاحظ أن تاريخ الخطاب يوافق 4 يوليو وهذا التاريخ يتزامن مع استقلال الولايات المتحدة من الاستعمار البريطاني عام 1776، كما أن الخطاب تزامن مع زيارة لوفد رفيع من الكونجرس الأمريكي للسودان وأيضاً تزامن مع اجتماع الإيقاد بالعاصمة الكينية نيروبي وهذا الاجتماع ترأسه الفريق أول البرهان باعتبار أن السودان رئيس هذه الدور مما يعني اعترافا صريحاً من الاتحاد الأفريقي برئاسة البرهان للسودان وهذا الاعتراف قطعا سيكون مدخلا لاعتراف المجتمع الدولي، وخلال الاجتماع التقى لقاءا حميميا مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. أيضا تزامن الخطاب مع بداية الحوار الوطني بجمهورية مصر العربية وهنا لنا وقفة. تزامن الخطاب مع تريب الوضع الأمني والاجتماعي بولايات دارفور بشكل نهائي وحاسم بمجهود كبير قام به الفريق حميدتي بصحبة أبناء دارفور أعضاء المجلس السيادي وبوجود حاكم إقليم دارفور وولات الولايات وهذا المجهود وجد مباركة ودعم من الأمم المتحدة باعتبار أنها بداية دمج قوات الحركات في القوات المسلحة. كذلك لا ننسى الزيارات ذات الأثر التي قام بها محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وأمير قطر، لكل من مصر وتركيا. وهنا أيضاً لنا وقفة.
واخيرا الزيارة التي سيقوم بها بايدن للسعودية وذلك لترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط.
سبق أن ذكرنا أن السودان يمكنه وبسهولة تغطية الفجوات التي صنعتها الحرب الروسية الأوكرانية في كل من الآتي:-
القمح، الحبوب الزيتية خاصة عباد الشمس، خام الحديد والطاقة الشمسية التي يمكن تصديرها لأوروبا عبر المتوسط، كل هذه الأحداث تضع القوى السياسية أمام تحدي كبير والسؤال المهم هل ستتفق القوى السياسية المكونة من أحزاب معظمها لها رؤى مختلفة من حيث المبدأ في بعض الخطوات التي اتخذتها الدولة وخاصة قضية التطبيع مع اسرائيل؟ نعم خرج المكون العسكري من الحوار ولكن يوجد وسط المكون السياسي قحت 2 وهم لهم ود وميول وصفات متشابهة مع العسكر، قطعا ستتقاطع مع توافق القوى السياسية.
يبقى السؤال الأهم ماذا يريد المجتمع الدولي وخاصة الغرب من السودان حتى يتحقق كل ما ذكرنا؟ وهل بدأ الغرب يؤمن بالإسلام السياسي السني المعتدل لتحقيق أهدافه ولإيقاف التمدد الإيراني في أفريقيا.
والمتابع للأحداث يمكنه القول إنه يصعب اتفاق القوى السياسية خاصة وأن لها تجربة حكم ثلاث سنوات لم تتفق فيها على برامج مشتركة ناهيك عن حكومة مشتركة، كما أن هذه القوى داخل كل حزب تياران مختلفان مع بعضهما البعض وبالأمس تشاكس بين الشيوعي والمؤتمر السوداني وكذا رشحت في (الميديا) أخبار تخص حزب الأمة د.إبرهيم الأمين يقدم استقالته وبعده الفريق صديق إسماعيل، بالإضافة إلى الشارع الذي له رؤية خاصة. والشارع أصلاً متقدم على القوى السياسية.
في هذه الحالة السيناريو المتوقع، هو أن تنتهي المدة المقررة لاتفاق القوى السياسية وبشهادة المجتمع الدولي انه يصعب اتفاق هذه القوى وفي هذه الحالة ستتجه القوات المسلحة لتكوين حكومة مهام بمباركة ودعم المجتمع الدولي إلى حين قيام الانتخابات في يوليو 2023 وهي ذات الفترة التي أعلنت إبان قرارت 25 أكتوبر .. فيا إخوتى قيادات القوى السياسية عجلوا باتفاقكم قبل ساعة الصفر.
هذا مجرد تحليل واجتهاد قابل للخطأ والصواب.
حفظ الله السودان وأهل السودان.