مقالات

مثلث “بارمودا” في محيط السودان “سياسة سوق إضراب”

العين الحمراء..

مدثر سيف الدين مصطفى “ودالكدرو”:

الإضراب هو الوقوف عن العمل بسبب مشاكل إدارية أو مالية أو أي أسباب أخرى ولكن أهمها (المالية)، حيث يكون الراتب أو الأجور متدنية
لا توازي ارتفاع أسعار (السوق).
نصف الراتب يذهب إلى (المواصلات) و (الفطور) كأدنى شيء.

الحل الجذري يتمثل في
ضبط السوق وأسعاره (النار) بوضع تسعيرة مناسبة وإطفاء نار اشتعاله بـ(رقابة) تصب (الماء) كلما اشتعلت (جمرة )الزيادة، وهيكلة الراتب أو الأجور بما يوافق خط السوق والغلاء المعيشي وما أعنيه هنا (هيكلة الراتب
لكل القطاعات دفعة واحدة) وليس (تدريجيا) لأن هذا يشعل نار الإضراب هنا وهناك.

ولكن ما يثير السخرية لماذا لا يُضرب السياسيون في بلادي، لماذا لا تضرب (الاحزاب)، لماذا لا يضرب (الحكام)
المتشبسون بالسلطة؟ لماذا لا يضرب (المواطن) المسكين برفع شعار الإضراب عن السلع الباهظة الثمن وعدم شراءها؟ وهذا حل جذري لمشكلة نار الأسواق.

(المقاطعة لأي سلعة ليست
في متناول اليد) وتقول النكتة إن (الكراسي) التي يجلس عليها (السياسيون) أصابها هي الداء وليس السياسيون من شدة تمسكهم بها.

أشهر إضراب في العالم هو ما قام به (مارتن لوثر كنغ) في أمريكا حيث قال لأتباعه لا تركبوا (الحافلات) وامشوا على الأقدام هذا على خلفية العنصرية التي كانت ضاربة هناك حيث كانوا يخصصون عددا بسيطا من المقاعد للزنوج في الحافلات وفي المقاعد الخلفية أيضاً.
كان إضرابا مشهورا جدا وهو ما يعرف بـ(البوي كووت) أو اعتصام الزنوج.
عملت استطلاعاً عن هذه الظاهرة، (الأسباب والحلول) وافتني ربة منزل بحل جذري كان يجب أن يتبعه الجميع، وهو أن (تنتدب الفئة المضربة مناديبا ينوبون عنها دونما تعطيل أو إيقاف (دولاب العمل) ورفع شكواهم من خلال هذه القناة (المناديب). وبذلك لا تتوقف (الخدمات) ولا يتضرر المواطن المسكين، وهذا يعتبر حلاً لهذه الظاهرة (السياسة نار الأسواق الاضرابات). هذا المثلث
الذي يعاني منه المواطن ايما معاناة، ويؤثر بعضه على بعض، ما هو الحل؟
الحل الجذري أيضاً هو رسم (ضلوعه) بمقياس (الموازنة) السليمة و(الرؤية) الثاقبة من أجل أن نحيا حياة كريمة في وطن مساحته تسع الجميع حتى لا نبحر في (بحر السوق) وتتلقفنا (أمواج الاضرابات) فنغرق جميعنا ويبتلعنا (حوت) الضياع وظلمات القاع بفوران هذا المثلث، مثلث (برمودا) السوداني.

مع تحياتي… ودالكدرو.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق