
د.السماني ود الحاج:
لا شك أن الدولة تدرك تماما الفقر الذي يعانيه الأستاذ الجامعي والظلم الإجتماعي الذي ظل يعيشه أكثر من ثلاثين عامًا ولايجد من ينصفه في كل هذه السنين فقد ظل حائرًا يؤدي رسالته بكل تجرد ونكران ولا يجد من ينصفه من صناع القرار في الدولة.
في ظل هذه الظروف الصعبة التي زادتها الحرب سوءًا يعمل فيها بصمت مفرط تقديرًا للوضع الراهن الذي تمر به البلاد ” أفقدته الحرب هيبته ووضعه الاجتماعي فأصبح همه قوت يومه من المأكل والمشرب وما يتعاطاه لا يسد رمقة لمدة عشرة أيام ناهيك عن شهرا كاملا يتقاضى فيه ما يعادل مائة دولار.
يبين الإهمال المتعمد من الدولة للأستاذ الجامعي الذي يعمل بصمت شديد وحقوقه مهضومة ووعود المسؤولين كاذبة وهي لا تتعدى كونها (بندق بحر) ينتظرها الأستاذ الجامعي للحصول على إجازة هيكله الراتبي !!.
المسؤولون في الدولة يرفضون إجازة الهيكل الراتبي الخاص بالاستاذ الجامعي الذي يتناسب مع وضعه وقدره، فقد الأساتذة الثقة في الدولة وقدرتها على إنصافه وإعطائه حقوقه، مثل زملائه في التعليم العالي في الدول العربية وأفريقيا والعالم اجمع وراتبه ما يعادل مائة دولار والتضخم مستمر.
أعتقد أن وعود الدولة للأساتذة مجرد استهلاك ووعود زائفة، يراقبها الأستاذ الجامعي منتظرًا منها نتائج إيجابية بإقرار الدولة بهيكل راتبي خاص به يتوافق مع الظرف الراهن الذي لا يكفي ما يتقاضاه من راتب أن يفي بقيمة إعاشة عشرة أيام من الشهر، ناهيك عن التزامه لأسرته من مأكل ومشرب ودراسة الأبناء وعلاقاته الاجتماعية.
الهيكل المعترف به الذي ظل ينتظره الأساتذة منذ العام (2019م) أصبح مجرد وعود واستهلاك ليس إلا، مع إيماني بأن صناع القرار في الدولة يستغلون مشاعر الأستاذ الجامعي بالوعود دون الوفاء بالحقوق التي يجب أن توفرها الدولة دون أن تُطلب منها.
وزير التعليم العالي الذي جاءت به حكومة الأمل، وعد بإيجاد حلول للهيكل الراتبي الذي أقره مجلس وزراء حكومة حمدوك في العام (2019) وظل حبيس الأدراج منذ ذلك الزمان ، ولم يستطع الوزير فعل شيء فيه ، فهو مثله مثل الأساتذة، لا حيلة له و أطلق وعوده على أمل أن تفي الدولة بحقوق الأستاذ الجامعي و مضت شهور وما زال الأمر كما هو عليه.
ميزانية عام (2026م) على الأبواب، ولا يبدو أن الدولة لديها نية في أن تدرج إجازة الهيكل الراتبي للأساتذة ضمن أولوياتها في مطلع العام المقبل فماذا ينتظر الأساتذة من دولة عجزت أن توفر المأكل والمشرب لأستاذ في التعليم العالي؟.
شذرة أخيرة
السيد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، لقد فقد الأساتذة الثقة بالمسؤولين في الدولة، أملًا في تحسين أوضاعهم، وأنت قد وعدت من قبل بالاهتمام بالتعليم العالي مصحوبًا بتحسين أجور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السودانية والذين يشتكون الفقر والعوز، وحالهم أغنى عن السؤال. لذلك، نأمل بالاهتمام بإجازة الهيكل الراتبي الخاص بأساتذة التعليم العالي في البلاد في مطلع العام المقبل وإدراج أعضاء هيئة التدريس ضمن الميزانية.



