حقوق الإنسان

يوم مفتوح بإذاعة الدانقا للتعايش السلمي بمشاركة رموز المجتمع

أم درمان- عرفة صالح:

نظمت إذاعة الدانقا fm105.6 والتي تبث من أم درمان وتهتم بقضايا السلام والتنمية في دارفور ،اليوم الخميس، وبالتعاون مع منظمة العاصمة للدراسات الاستراتيجية والسياسية يوماً مفتوحاً للتعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي في بقاع السودان على خلفية أحداث النيل الأزرق، شاركت فيه العديد من الشخصيات الاكاديمية والسياسية برئاسة الدكتورة توحيدة عبد الرحمن يوسف، أمين عام حكومة إقليم دارفور والقيادات الاجتماعية ورجال الادارة الأهلية والحكامات وشعراء التراث الدارفوري.
وقالت الدكتورة توحيدة عبد الرحمن خلال الندوة التي جاءت بعنوان: (الصراعات القبلية وأثرها على الأمن القومي)، إن الصراعات التي تشهدها البلاد وخاصة المناطق الهشة أمر مؤسف يؤدي للخراب والدمار، مشيرة إلى أن دارفور اكتوت بنيران الصراعات لعقدين من الزمان ولم تنل إلا الخراب والدمار واللجوء ونزوح السكان، مناشدة أهل النيل الأزرق كافة وخصوصا الإدارة الأهلية تحكيم صوت العقل والبعد عن إثارة الفتن وبث خطاب الكراهية.
وأكدت أن الادارة الأهلية قادرة على طي هذا الملف ويمكن أن تعلب دورا مهما في تحقيق المصالحات والتسويات بين الاطراف المتنازعة
ودعت توحيدة الشباب لحمل معاول البناء واعمار البلاد، موكدة ان الشباب هم الفئة الوحيدة المتضررة من هذه الصراعات، وقالت توحيدة انهم قادرون لبناء المستقبل وفق الخطط والبرامج.

ودعا وزير الثقافة والإعلام الإتحادي دكتور جراهام عبد القادر، لنبذ القبلية والعصبية والعمل على تماسك تنوع المجتمع ، وقال إن الصراعات القبلية تسببت في تفتق المجتمع، مؤكداً على ضرورة سياسة رتق النسيج الإجتماعي، وأشاد بإذاعة الدانقا ووصف تنظيم اليوم المفتوح بالإذاعة بأنه يعد خطوة إيجابية لمحاربة القبلية ودعم النسيج والسلم المجتمعي.
ووصف الخبير في الدستور دكتور شهاب الدين يوسف، أحداث النيل الازرق التى وقعت موخرا في الدمازين والروصيرص بالصدمة نظرا لتماسك مجتمع النيل الأزرق الذى لايعرف القبلية.
وعزا ذلك إلى أن كل بيت في الاقليم يضم كل المكونات القبلية تحت سقف واحد، لذلك لن تجد من يتحدث بلونيته القبلية.
وأكد شهاب، أن اهل النيل الأزرق نموذجاً للتعايش السلمي في السودان، مشيرا إلى أن هناك أيادٍ خفية سعدت لضرب النسيج الاجتماعي بالاقليم .
وقال إن الفقر والجهل واختلال العدالة السياسية والاجتماعية والقبلية من اهم اسباب النزاعات والصراعات التى تشهدها البلاد، وأوضح شهاب انه ولمنع تكرارمثل هذه الاحداث لابد من وقفة قوية لعمل تغيير جدى قائم على اساس وضع دستور وقوانين تعالج مثل هذه الاحداث، فضلا عن اجراء حوار جاد يعالج قضايا الهوية والحكم والادارت الاهلية ،بالاضافة لوضع مبادىء وقواعد نتواقف عليها تنبذ خطاب الكراهية واثارة النعرات بجانب ضرورة الاصلاح القانوني.
ونوه شهاب الى ان احداث النيل الازرق فرصة لرتق النسيج الاجتماعي وتعميق جذور التواصل التى عدها هي الاصل ووماحدث في النيل الازرق هو الاستثناء.
وراهن شهاب على وعي شباب النيل الازرق في تجاوز هذه المحنة ومعالجة الاخطاء، وشدد على ضرورة احياء السنن المتأصلة في التعايش السلمي والامن والاستقرار.
من جانبه اكد اللواء ركن معاش رئيس مفوضية الترتيبات الامنية أهمية دور الاعلام بانواعه المخلتفة في تعزيز قيم التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي ،وقال ان اذاعة الدانقا لها دور كبير في الترويج للسلام ونبذ خطاب الكراهية والجهوية والقبلية من خلال برامجها التى تبثها على مدار اليوم، واشار الى ان اليوم التى نظمته الاذاعة يعد خطوة ايجابية لجهة الترويج للسلام والتعايش السلمي ونبذ خطاب الكراهية والجهوية والقبلية .
ودعا اللواء لضرورة التمسك بالدين والقيم والعادات والتقاليد السمحة لمعالجة هذه الظاهرة التى ضربت المجتمع السوداني واصابته في مقتل .
ودعا اللواء جميع اهل السودان ومنظمات المجتمع المدني العمل الجاد لمحاربة خطاب الكراهية واثارة النعرات والفتن وسط مكونات المجتمع السوداني
واثني المشاركون في البرنامج المفتوح على اذاعة الدانقا وتصميمها برنامج يحد من مخاطر خطاب الكراهية ويحض المواطنين على التمسك بالقيم السمحة والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وتشجيع ثقافة السلم المجتمعي، واشاد المشاركون بهذه الخطوة التى تحسب للاذاعة في لم شمل السودانيين عبر برامجها المختلفة.
وشكل الحضور لوحة سياسية واجتماعية وفنية زاهية ترجمت ان السودان واحد لافرق بين مكوناته الاجتماعية المتنوعة، وكان لرموز الفن والإعلام والصحفيين حضورا مميزا اضاف للبرنامج رونق عكس تعاون وتواصل كل الوان الطيف السوداني في كيان واحد .
وشهد اليوم المفتوح فقرات ترويحية خارج استوديهات الإذاعة حيث انتظم الحضور في خيمة (حواء كركبة) التي كانت تعد في القهوة مصحوبة بالأغاني الشعبية والتراثية في جو سوداني نظيف وأصيل تفاعل معه الجميع بلا استثناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق