مقالات

أين تكمن مشكلة ولاية الجزيرة وأين الطريق إلى النجاح؟

فكرة ورأي

بدر الدين عمر: 

هل تكمن مشكلة ولاية الجزيرة في حكامها المتعاقبون؟ ام في شعبها الذي يدعي حبها ولا يحب الا نفسه ومصالحه؟
ولاية الجزيرة هي من الولايات ذات الأهمية بمكان للسودان قاطبة احمرهم وابيضهم واسودهم ومن لا لون له،
فالجزيرة دائما يكون حظها كدقيق فوق شوك الإهمال نثروه وقالوا للحفاة من شعبها وفقرائها يوم ريح اسود اجمعوه.!
صفر كبير في التنمية إذا ما قورن ذلك بامكانياتها مشروع أخضر لامثيل له في العالم ومياه تجري من تحتها ومن فوقها ولاية شابه ومع ذلك تكسوا وجهها التجاعيد والدمامل رداءة في الطرق واكوام من القمامة والاوساخ ترقد منتشية فوق بطون الأسواق والشوارع وساحات الأحياء ومع ذلك نسمع جعجعة لوزرائها هنا وهناك ولا نرى طحينا يفتح نافذة أو مسارا للتفاؤل.

الجزيرة تتمتع وللأسف بشعب يتأرجح بين ناقم ومشجع وبين مريد وكاره وبين مؤيد ورافض وبين من هو مع من أصلح أو أفسد وبين من هو أن معه يصفق حين يصفق المطبلون ويمتنع مع الممتنعين.
هنا تكمن مشكلة ولاية الجزيرة هذه الولاية التايهة بين احلام اليقظة واضغاث الاحلام
رحل العاقب فكبر وهلل الذين تضاربت مصالحهم في وجوده وسيذرف بدل الدموع دم من وجد ضالته وتحققت مصالحه في وجوده.
وسؤالي هنا هل ستمتد فترة حداد اولئك الذين ناصروه طويلا ام ينصبون شباكهم من جديد للوالي القادم علما بأن شباكهم لا تمتلئ وان طال أمد الانتظار لأنهم لا يعرفون اليأس ابدا لفتح احضانهم للوالي القادم وسوف تجدهم يطبلون له كما كانوا يطبلون للعاقب الذي ما انهكه غير تطبيلهم وايهامه بأنه الأفضل في تاريخ حكم الولاية فتفرعن و لكنه لم يقل انا ربكم الأعلى بل كاد أن يفعلها لولا أن سبق سيف البرهان العزل بتكليف والي قادم من ولاية أخرى وسيقول له الذين طبلوا للعاقب بأنك خير خلف لافسد سلف هكذا هم أبناء الجزيرة إن جاءهم واليا من غير جلدتهم غاروا عليه و تعالت أصواتهم بأن الجزيرة أنثى ولود وان رحمها أخضر لا تنجب الا العظماء فلا يحكمها الا أبنائها واذا جاءهم من يحكمها من أبنائها تشعب ناسها واختلفوا حوله وطالبوا بغيره لأنه لا يشبههم ولا يشبه عروس النيلين هكذا هم ناس الجزيرة لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وهكذا هم منذ أن خلقت ولاية الجزيرة فلم يحظى واليا أو حاكما على الجزيرة باحترامهم وتقديرهم بنسبة مائة بالمائة الا من رحم ربي.
ذهب العاقب كما ذهب الكنين وقبلهم الزبير بشير طه وهم أبناء الجزيرة على سبيل المثال كما ذهب ايلا الذي وجد قبولا كبيرا من بعضهم وهو ابن الشرق وأيضا لم يسلم ذاك الايلا من البعض  فوجد شوك حقد الحاقدين وحفر الحافرين الذين لا ينظرون ابعد من ارنبة أنفهم ولا يجعلون الجزيرة فوق مصالحهم الخاصة وكم وكم من الولاة أو الحكام من هم من أبناء الجزيرة ومن هم خارجها وجدوا هالات من الحقد ودس السم في العسل عبر ابواق فارغة لاتعرف الا مصلحتها فكانت النتيجة صفر كبير في تأخر الولاية وتقاعسها عن ركب التنمية وتخلفها الذي اذكم أنوف الحادبين على مصلحتها.
صفر كبير في إدارة شئون الولاية فلا خير فيما مضى ولا خير أتى علي قدوم الواردين في ظل الذين يجهلون اهمية الولاية وتقديم مصلحتها على مصلحتهم ولا يعرفون بواطن أمورها وخيرها الذي تتمناه اعتي وأعظم الدول.
وبين هذا وذاك تضيع الولاية فالشامتون هم كثر والمتامرون اكثر والمتلاعبون بمصالح الولاية لا عد لهم ولاحصر.
هذه الولاية التي يحسب الجميع انها المنقذ وأنها جنة السودان وركيزته الاقتصادية حقيقة لا ينكرها الا مكابر أو من بعينيه رمد أو حتى الذي بقلبه ران. تحتاج إلى من يقيم العدل ويحرك بفهمه عجلات التنمية
سيظل شعب الجزيرة وناس قريتي راحت يعيشون علي ذكرى مشروع الجزيرة الذي ضاع بين قوميته التي لم تكسبه عافية الانتاج ولا وولائيته التي أن وجدت كانت بلسما ووعدا لجميع أهل السودان
رحل العاقب فاستراح واراح اسعد وابكي وجاء خلفه أيضا ليبكي من بكى للذهاب العاقب ويضحك من ضحك أيضا على ذهاب العاقب وسيذهب هو ويترك الولاية كما هي عليه لا نقدح في إمكانياته ولكنه لن ينجح أن لم يستاصل سرطان المصالح ويجتث الخلايا الميته من إدارة ولاية الجزيرة ويأتي بإدارة جديدة من الألف إلى الياء لا يراعي في ذلك محسوبية ولا يلتفت إلى من يحملون في ظاهرهم مصلحة الولاية وفي باطنهم شقائها لأن مصالحهم الخاصة فوق المصلحة العامة فهي رسالة إلى الطاهر القادم لحكم ولاية الجزيرة بأنك ستحكم ولاية مختلفة في سحناتها وارثها ومواردها ولاية هي الان عاصمة أخرى بكل المقاييس وبكل معانيها تحتاج إلى منك حنكة ودراية فادارة الجزيرة وحكمها ليس كادارة وحدة ادارية أو محلية فهناك ملفات لا تستطيع إدارتها أو إنجازها الا اذا كربت القاش إلى آخره حتى لا ترحل مثل غيرك غير مأسوف عليه واعلم أن الذي يضحك أمامك الان هو نفسه الذي سيضحك عليك بعد أن تغادر كما فعلوا مع الذين كانوا قبلك.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق