أ. د. فدوى علي طه:
كتبت بروفيسر فدوى عبدالرحمن علي طه على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مايلي:
منهج عفا عليه الزمن.. “سبل كسب العيش في السودان”
زيارات إلى مناطق مختلفة في السودان قام بها نفر من أساتذة معهد التربية بخت الرضا في أربعينيات القرن الماضي، وصاغها عبدالرحمن علي طه، وكان من بين الزائرين قصيدة حلوة سهلة.
ومن الملفت أن اللحن كان واحدا في جميع مدارس السودان ولأجيال.
فى القولد التقيت بالصديـق
أنعِم به من فاضل صديقي
خرجت أمشي معه للساقية
ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا
وكــم سمعت آور أو ألودا
ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريرة
نزلتها والقرشى مضيفى
وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل
من ماء بئر جره بالعجـل
ومن هناك قمت للجفيـل
ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد
فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على
مختلف المحصول بالحب إمتلا
ومرةً بارحت دار أهـلى
لكي أزور صاحبى إبن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا
من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
في بقعة تسمى بابنوسـة
حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
مازلت فى رحلاتي السعيدة
حتى وصلت يامبيو البعيدة
منطقة غزيرة الأشجار
لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لي منقو طعـام البفره
وهو لذيذ كطعام الكسـره
وبعدها استمــر بي رحيلي
حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر
وهو فتى بفن الصيد ماهر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر
وذقت ماء لا كماء النهـــر
رحلــت من قول لودْ سلفاب
لألتقي بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر
يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر
فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
ولست أنسى بلدة أم درمان
وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة
ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائع
وزمراً من مشتر وبــــائعْ
وآخر الرحلات كانت أتبره
حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد
وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر
بدقة ليسلم المســـــافر
كل له فى عيشه طريقـة
ما كنت عنها أعرف الحقيقـة
ولا أشك أن فى بــلادى
ما يستحق الدرس باجتهـــاد
فإبشر إذن يا وطني المفدى
بالسعي مني كي تنال المجدا