عمار الضو:
فُجعت ولاية القضارف مساء أمس برحيل الطبيب القامة صاحب السيرة والمسيرة ورجل البر والإحسان الدكتور عز الدين إبراهيم بعد سنوات ليست بالقصيرة قضاها في مهنة الطب كان خلالها نبراساً ورمزاً للعطاء والوفاء.
قدم الراحل الخلوق الدكتور عزالدين أنموذجاً نعتز به ونفاخر فكان مثالا بارزا في الأخلاق يستقبل بأريحية كل من يرتاد عيادته أو مكتبه يشكو من المرض والألم وحتى منزله كانت أبوابه مشرعة بمشاركة كل أفراد أسرته لإسناد المريض وتقديم الدواء والعلاج والطعام.
ولأن عزالدين ابن القيم والأصول ويدرك بأن الطب مهنة انسانية فقد جسد ذلك الأدب والإرث في زمن يتهافت فيه الكثيرين نحو المال للظفر بالعمارات والفارهات.
نعم رحلت عنا وانت خالد في الوجدان سبقتك دعوات الملايين ورضا المساكين عنك فأنت تاج للشفاء.
كان الطبيب الخلوق عز الدين يفتح أبواب عيادته منذ الصباح وحتى آخر الليل ويرفض حديثنا حينما يسيطر عليه رهق الحياة وكثرة الكشف على المرضى فيقول لي “شفاء العيان راحتي وسعادتي” فقد شكل عز الدين ثنائية مهنية فريدة مع العم حسن جبريل اختصاصي المختبرات، كما شكل فريقاً منسجماً مع أبنائه وكل العاملين في مجمعه حتى صاروا رمزا نفتخر بهم.
رحلت عنا بسماحة الخلق وطيب القلب والسيرة الكبيرة فأنت كنت أميراً بغطاء كبير وخير وفير وخلد اسمك في،ة دواخلنا وقد شيعتك القضارف عن بكرة ابيها وتضرعت وتتضرع لك الملايين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، اللهم آمين.