مقالات
اجتماعات السيسا.. استعادة ملف الإرهاب والاعتقال والتحقيق
بقلم/ بكري المدني:
رغم التحديات التي تحيط بالبلد وبالأمن نجحت لجنة السيسا في عقد لقائها الدوري بالخرطوم والسيسا كما هو معروف مجموعة تضم أجهزة المخابرات الإقليمية -الإفريقية منها والعربية والفكرة في الأصل نابعة من جهاز المخابرات العامة السوداني ولقد نجحت السيسا خلال عمرها القصير بنسبة معقولة في غالب الأهداف التى أقيمت لأجلها والتي تتلخص في حفظ أمن دول الإقليم وتحقيق استقرارها واتصال ذلك بدوره بأمن واستقرار دول العالم.
وفي اللقاء الأخير قدم جهاز المخابرات العامة السوداني عدداً من الأوراق البحثية والتي أسهمت في أن يخلص اللقاء إلى توصيات محددة تتمثل في تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الأجهزة الأعضاء في لجنة (السيسا) والقيام بنشاطات وعمليات مشتركة بينهم على أن تقدم مفوضية الإتحاد الإفريقي ولجنة الاستخبارات الأفريقية (السيسا) والآليات الأمنية الإقليمية المساعدة للدول التي ظهرت فيها مؤخراً تهديدات أمنية إرهابية إضافة الى ضرورة تسليم الدول الأعضاء قوائمها الخاصة بالأفراد والكيانات الإرهابية مع تبني استراتيجيات تدمج الشباب والمرأة في المجتمع.
رغم نجاح اجتماع السيسا الأخير والذي يضاف إلى نجاحات سابقة إلا ان بعض الأمور لا تزال تحتاج وضوح مثل حاجتها لجهود ومنها ماهو قديم يختص بالتزامات (السيسا) ومنها ما هو جديد يحيط بجهاز المخابرات العامة السوداني والأول -أي التزامات السيسا أقول انه ورغم التزام الخرطوم وهي دولة الفكرة والمنشأ للسيسا بعدم إيواء أي جماعة تهدد أمن واستقرار أي دولة من دول السيسا لا زالت عواصم بعض هذه الدول تأوي الجماعات السياسية والمسلحة التى تهدد أمن وسلامة الخرطوم بإسم المعارضة وهذا أمر لابد من ان تتداركه دول السيسا والثاني وهو التحديات التى تحيط بجهاز المخابرات العامة السوداني والتى حدثت بعد الثورة ومنها سحب الكثير من صلاحياته وآلياته أيضا الشيء الذي أثر كثيرا في أدائه لمهامه ومنها ما يتصل بأعمال السيسا إذ لم تعد للمخابرات سلطة الإعتقال والتحفظ والتفتيش بل لم تعد له آلية تحقيق ذلك وسط دعاوى وأعمال ان يقتصر دوره على جمع وتحليل المعلومات وهى من الدعاوى الهوجاء التى أضعفت الجهاز ونقلت مهامه الإقليمية مثل مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية الى قوات الدعم السريع التى أنشأت كقوة حربية لمقاتلة التمرد.
إن جهاز المخابرات العامة السوداني هو القوة الوحيدة المخول لها العمل على مكافحة الجرائم الإقليمية والدولية بالتعاون والتنسيق مع أجهزة المخابرات الدولية وهذا العمل يقوم على خبرات وعلاقات السنين ولا يمكن أن يذهب -هكذا – كاقتسام حصص الثروة والسلطة بإسم الثورة إلى قوات الدعم السريع.
أخلص إلى أن تمام أعمال السيسا يتلخص في التزام دولها بما عليها وما لها وأن يعود جهاز المخابرات العامة السوداني فاعلا بعودة صلاحياته وآلياته إليه خاصة فيما يلي العمل على مكافحة الإرهاب والجرائم البينية وكلها تعني أن تعود للجهاز سلطات القبض والتحقيق والتفتيش والقوة والقوات التى تمكنه من ذلك.