مقالات

مبادرة الجد بين مؤيد ومعارض

عرفة صالح:

شغلت مبادرة الشيخ الطيب الجد المجتمع السوداني وحركت الرأي العام مؤيدا ومعارضا لها، وبات الجميع يتحدث عنها بجميل القول وقناعتهم بأن المبادرة هي المخرج الحقيقي لأزمات البلاد، وآخرون صبوا جام غضبهم على المبادرة وعلى صاحبها الشيخ الورع الطيب الجد وكالوا له السباب والشتم دون مراعاة لأي ميزة تضعه في خانة الكبار أصحاب العلم والتجارب والخبرات ففي سبيل الهدم وقتل الشخصية سن الجميع أقلامهم ضد الرجل الذي غرضه وهدفه جمع شمل السودانيين في مائدة مستديرة وطاولة حوار (سوداني-سوداني) والخروج برؤي توافقية تضع البلاد في الطريق الصحيح وتجنبها الانزلاق والتفتت اكثر مما هي متفتتةالآن.
إذا ما العيب في ذلك فبدلا من التهافت والجري نحو المجتمع الدولي والارتماء في أحضانه لحل مشاكلنا الداخلية، علينا أن نفكر في بنود المبادرة وماطرحته كسودانيين فقط قبل البحث عن من هو خلف المبادرة ومن يدعمها، لو كان النقد في بنود المبادرة لكان مقبولا ولكن كل الذي تم شيطنة الشيخ الطيب الجد والطرق بقوة وبساقط القول من أجل تشويه صورته وصورة المبادرة وسبها كأنها منكر وفعل مشين أنه فعلا السودان الغريب والعجيب.
والمدهش أن الذين وجهوا النقد للمبادرة ركزوا على الشخوص وليس على الفكرة والمحتوى، وفي ظني إذا كانت هذه المبادرة من جهة غربية لقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر.
إنه زمن العجائب سوداني من أسرة سودانية دينية عريقية لها أدوار معروفة في المجتمع السوداني بمختلف تشيكلاته استشعر المسؤولية والتقط القفاز وشعر بخطورة وضع البلاد المتهالك أراد ان يسد الطريق أمام من يريد تفتيت وتقسيم البلاد، بدلا من دعمه لإنجاح الحوار السوداني -السوداني والوصول إلى نهائيات ترضى الجميع تحفاظ على وحدة البلد ، ذهبنا إلى من هو وراء هذه المبادرة وتركنا الأصل ومسكنا في الفروع الحيطة القيصرة و(المراقة) التي يتبناها الطرف الآخر في كل مسوغاته حال يأتى أمر ما من آخرين لا يعجبهم أو يقع في هواهم ولا يدعم فكرتهم للتو تلصق فيهم تهمة ديل كيزان دون النظر بعمق وتحليل الى الموضوع الذي تم طرحه ،تلكم هذه الفزاعة التى جعلت الطرف الاخر في حالة توهان مستمر ليس له القدرة على انتاج مشروع ايجابي يضمن سلامة البلاد وكل الذي يدور الان في حلقة مفرغة وتكرار كلامات وجمل معروفة للجميع وتخوين وتقسيم مجتمع الى يمين ويسار والى مع وضد.
ونجاح المبادرة أو فشلها لا اعتقد انه سيضيف او ينقص من شخص الطيب الجدفي شيء فهو اراد ان ينقذ البلد من حالة الانسداد والتوهان والتشرذم والتمرس حول الانا، فان تم النجاح المنتصرالسودان كدولة وان فشلت المبادرة لا قدر الله سيكتب له التاريخ انه حاول واجتهد للم شتات الوطن ،فلن يخسر شيئا ولن يذهب لاي جهة تحميه او يشتكي لها بان الشعب السوداني خذله الشيءالوحيد الذي سيفعله سيذهب الى موطنه ام ضوا بان ويمارسه حياته الطبيعية بكل اريحية ورضا تام ويترك الجميع في حالة صراخ وهيجان وضجيج وصراع لفظي يدمر البلاد اكثر ما مدمرة الان.
علينا ان ننظر لمصلحة الوطن العليا دون مكابرة وترك الاوهام والجدل البيزنطي ونثق في انفسنا باننا قادرون على حل قضايانا وحلحلة أزماته كسودانيين دون التدخلات الأجنبية التي ليس لها مصلحة في أن يكون السودان مستقرا حتى لو دفع المجتمع الدولي مليارات الدولارات وأظهر أنه مع مصلحة الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق