مقالات

الخيوط الخفية.. حروب غزة، السودان وأوكرانيا

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

*بايدن يكذب و يحرض اسرائيل على ابادة الشعب الفلسطينى*
*اصطفاف جديد فى المنطقة تقوده مصر و السعودية و تركيا و قطر*
*هزيمة الجنجويد فى السودان ستكون آخر مسمار فى نعش الوجود الغربى فى افريقيا*
*الامارات وحدها انفردت بدعم اسرائيل وهو امر مؤسف*
*الامارات تخسر بمواقفها غير المدروسة تجاه غزة والسودان*

لم تمض ساعات حتى ادرك البيت الابيض ان تصريحات الرئيس الامريكى حول رؤيته لصور اطفال اسرائيليين قتلتهم حماس ما هى الا كذب صريح وفضيحة مجلجلة للرئيس بايدن، فى تصريحات صحفية أوضح المتحدث باسم البيت الابيض أن بايدن والمسؤولين الأميركيين لم يروا هذه الصور، ولم يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس تقف خلف هذه المزاعم، لكن على ما يبدو وصلت المعلومات عن الصور شفهيا الى بايدن أو عبر وسائل إعلام إسرائيلية ، بلينكن وزير خارجية بايدن لم يتعظ من سقطة رئيسه ، فاعلن فى مؤتمر صحفى انه يزور اسرائيل كيهودى ، و قال فى مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، (أنا ممتن لأن أكون هنا في إسرائيل.. اتحدث بشكل شخصي، وأتيت كيهودي، مكررا الإدعاء بأن حماس ذبحت الأطفال وحرقتهم احياء ،
كانت هذه مقدمة ضرورية لحشد الراى العام الامريكى و الغربى لتبرير الدعم الغير محدود لاسرائيل ، و تصويرها انها معتدى عليها ، وحث الدول الاروبية لدعم اسرائيل ، الاتحاد الاروبى قرر وقف العون للفلسطينيين و حظر التظاهرات المؤيدة لهم والمنددة بحرب الابادة التى تشنها اسرائيل على غزة بما فى ذلك قطع المياه و الكهرباء و ايقاف الامدادات الطبية و الغذائية و هدم البيوت على ساكنيها و تدمير البنية التحتية و تدمير مقرات الاونروا و منشآت الامم المتحدة و الصليب الاحمر، بهدف اخلاء غزة من السكان و احتلالها ،
امريكا و حلفاءها يقفون مع اسرائيل بفرية تعرضها لاعتداء من حماس واستهدافها لمدنيين اسرائليين ، وسكت (العالم الحر ) بقيادة امريكا عن القصف الاسرائيلى الذى استهدف بشكل اساسى المدنيين فى غزة باستخدام ذخائر فسفورية محرمة دوليآ ، امريكا و(العالم المتحضر) يحرض اسرائيل على ابادة الشعب الفلسطينى ، امريكا و بريطانيا تحرك حاملات طائرات لشرق المتوسط ، و تحذيرات لحزب الله من فتح الجبهة الشمالية ، و رسائل لسوريا من مغبة استغلال الاوضاع فى غزة ، بالرغم من ان اسرائيل تقصف سوريا يوميآ و تعلن عن ذلك فى تصريحات رسمية ،
من الواضح ان ما يقوم به الغرب ( المتوحش) يهدف لتحقيق نصر زائف فى غزة ، ومحاولة للتغطية على هزائمه الكارثية فى اوكرانيا ، و تبدد احلامه فى الحاق الهزيمة بروسيا رغم الدعم المفتوح لاوكرانيا ، مما يمكن اعتباره مساهمة بشكل مباشر فى الحرب ضد روسيا ، وارتكاب جرائم حرب بتوفير قذائف اليورانيوم المنضب للجيش الاوكرانى ، وهو ما يؤشر لوقائع سابقة تمثلت فى تزوييد اسرائيل لاوكرانيا بالاسلحة ، فرنسا تعمل على تعويض معنوى لخسائرها فى افريقيا و فقدانها لنفوذها و قواعدها العسكرية ، و ليس خافيآ الدور الاسرائيلى فى دعم حرب الجنجويد ضد الدولة السودانية و تزويد المليشيا بالاسلحة،
اذن مصير الحرب الاوكرانية – الروسية وهى ساحة المواجهة الرئيسية بين روسيا و امريكا ، مرتبط بانهاء الحروب الفرعية فى السودان و غزة ، و اعادة التموضع للاطراف الرئيسية فى الصراع الدولى من جديد يشمل روسيا و الصين والهند وايران و بعض الدول العربية ، بينما يشكل فشل الحملة على غزة بداية لانفراط التحالف الغربى ضد روسيا ، ستكون هزيمة الجنجويد فى السودان آخر مسمار فى نعش الوجود الغربى فى افريقيا ، هذا يتطلب اصطفاف جديد فى المنطقة تقوده مصر و السعودية و تركيا و قطر، وحدها الامارات انفردت بدعم اسرائيل و التودد اليها وهو امر مؤسف سيقودها الى عزلة رسمية و شعبية فى المنطقة ، الامارات تخسر بمواقفها غير المدروسة تجاه غزة والسودان ، وهى مدعوة لمراجعة سياساتها و مواقفها قبل فوات الاوان و الرجوع للحق فضيلة، العالم يتشكل من جديد.

13 اكتوبر 2023م.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق