مقالات
الشرطة المجتمعية.. عوداً حميداً
بقلم/ عرفة صالح:
حسنا تم إصدار قانون الشرطة المجتمعية وتفعيله في حياة الناس التى “تلخبطت وجاطت” لدرجة بعيدة من السوء،وأصبحت الفوضي وعدم تقدير الناس بعضهم البعض المسلك المتبع للتعامل مع بعض ،وباتت الفاحشة تمارس في العلن مما أصابنا ضنك الحياة ومعاناة البحث عن ماذا اصاب المجتمع السوداني من تفتق وتشرذم وتحنط في الأفكار، والقيم وصرنا نرى ونسمع ما يغضب الله ورسوله دون خجل وحياء بإسم الحرية والديمقراطية وأفكار الغرب تهدم في القيم الاسلامية وتفكك في المجتمع بمنهجية.
نعم للأسرة دور كبير في تربية النشء وتوجيه ابناءها نحو الطريق القويم وهذا شيء طبيعي ولابد منه ،ولكي تكتمل الحلقة قامت الحكومة بدورها في مساعدة الاسرة بتفعيل شرطة أمن المجتمع التى تم تغعيلها وباشرت مهامها في ضبط حركة المجتمع ومراقبة السلوكيات الهدامة في مجتمع عرف بالانضباط الاخلاقي واحترام الصغير للكبير وتوقير الكبير للصغير، وهذه قيم باتت في موقع التلاشي بسبب التغيير الذي حدث في البلد والذي لخبط كيان المجتمع وهدد اركانه وصار في حالة توهان وهيجان وصراخ في اللامفيد .
إن عودة الشرطة المجتمعية مطلوبة لأجل إعادة الإتزان السلوكي العام، وضبط حركة الشارع واحترامه، لذا على الشرطة المجتمعية ضرورة الاستفادة من تجاربها السابقة وان تؤدي عملها بمنهجية وعلمية دون أحداث ضرر لأي شخص، وأن تؤدي عملها بإحترافية واتقان وفق القانون والمهام المخولة لها.
وبالنظر الى مايحدث في المجتمع السوداني ومع حالة الفوضي الماثلة الآن ستبرز أصوات رافضة بشدة لعودة الشرطة المجتمعية وممارسة عملها في اطار حملة التغيير و”أوهام” التحول الديمقراطي والحكومة المدنية والحرية الشخصية، وسيقولون في هذا الشأن مالم يقوله مالك في الخمر .
إن انضباط الشاع العام ليس ضد الديمقراطية ولا للحريات، فحتى الذين عاشوا في الغرب ونهلوا من ثقافات المجتمع المتحضر والمرتكز للمفاهيمهم وافكارهم لايقبلون بالفوضى في الشارع ولايقبلون ان تنتهك حقوق الآخرين، ولا أي اختلال يحدث في حركة الشارع العام، فلماذا نحن المجتمع المسلم بالفطرة نقبل ان ندمر مجتمعنا وشبابنا بحجج واهية لاتمت لعاداتنا وتقالدينا بصلة .
إن عودة الشرطة المجتمعية في هذا التوقيت تحديداً والتى تزامنت مع ورشة تطوير الاعلام الشرطي تؤكد عودة التعافي للشارع العام ولو بدرجة قليلة، وبداية الغيث قطرة.
الواقع يحتم علينا ان ندعم مثل هذه الخطوات ونعزز من موقفها لأنها تدعم سلامة المجتمع واشاعة الاحترام بين الناس، فالشرطة من صميم عملها بث الطمأنينة في النفوس والأمن والسلم المجتمعي ومحاربة الظواهر السالبة،فالشرطة المجتمعية أمام تحدي كبير لأنها جاءت في زمن صعب وفي ظروف مختلفة تماما عما كانت في السابق، وطالما إن الأمر كذلك فان على الإعلام الشرطي تقع مسؤولية تصميم برامج تبصيرية وتوعوية توضح للمواطن مهام الشرطة المجتمعية ودورها المنوط بها وتزيل الصورة الذهنية السالبة لدى المواطن، حقيقة المهمة صعبة للغاية ولكنها ليست مستحلية.