حوارات وتحقيقات

ياسر عرمان رئيساً للحركة الشعبية “التيار الثوري الديمقراطي”

الخرطوم- الساقية برس:

أعلن ياسر سعيد عرمان، قبوله التكليف، برئاسة الحركة الشعبية لتحرير السودان (التيار الثوري الديمقراطي).

وكتب عرمان رسالة مطولة لرفاقه في المكتب القيادي ورؤساء الحركة في الولايات والمكاتب المتخصصة في الداخل والخارج والقيادات النسوية والطلابية والشبابية.

وفيما يلي نص الرسالة :

الرفاق الأعزاء:

تحية طيبة وبعد:

دعوني في البدء أرفع القبعات والعمامة وأحني الرأس تحية وإجلالًا لشعبنا وشهداء الثورة السودانية وكل من قدم تضحية عبر الحقب، سيما شهداء الحركة الشعبية وقوى الكفاح المسلح وثورة ديسمبر المجيدة.

بعد ٣٦ عاماً أمضيتها في صفوف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان مع الشهداء والأحياء، وتشرفت فيها بالعمل في مواقع عديدة ومثلت الحركة الشعبية فى كثير من المهام الداخلية والخارجية، كما شرفتني الحركة بأن قدمتني كواحد من قادتها بما في ذلك ترشيحي لرئاسة الجمهورية كأخر مرشح حُظي بأصوات من دولتي السودان.


وكنت عضواً في مجلسها القيادي الانتقالى ومكتبها السياسي ونائباً للأمين العام وأمينًا عاماً ونائبًا للرئيس ورئيسًا لكتلتها البرلمانية وناطقاً مشتركاً بإسم مفوضية الدستور وعضواً ورئيساً لوفدها التفاوضي على مدى ثلاثة عقود وناطقاً رسمياً لمدة خمسة عشر عاماً، وتوليت مواقع عدة في أجهزة إعلامها وفي قيادة التحالفات التي شاركت الحركة الشعبية في تأسيسها طوال العقود الماضية، وتشرفت بلعب دور في اللجان التسيرية للمؤتمر الأول للحركة في شقدوم ١٩٩٤ تحت رئاسة القائد الشهيد يوسف كوة مكى، والمؤتمر الثاني للحركة في ٢٠٠٨ مع الرئيس سلفاكير ميار ديت والقائد فاقان أموم، وتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مع القادة مالك عقار وعبد العزيز الحلو، والمؤتمر الأول للحركة الشعبية لتحرير السودان في ٢٠١٩ الذي اتخذ موقفاً صحيحاً من ثورة ديسمبر المجيدة، وكانت محوراً رئيسياً من محاور نقاشه وقراراته.
ولقد كان من حسن حظي أن عملت على نحو وثيق مع المفكر والقائد الشهيد الدكتور جون قرنق دي مبيور .

لقد عقدت العزم على اصطحاب كل هذه التجارب آخذاً إيجابيتها ومتمعناً بالنظرة النقدية في سلبياتها.

إنني أشكركم على اختياري وتكليفي رئيساً للحركة الشعبية لتحرير السودان- التيار الثوري الديمقراطي، معلناً قبولي لهذا التكليف إلى حين انعقاد المؤتمر الأول لحركتنا في ظرف عام من الآن.
وأتعهد بترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة التنفيذية في الحركة أمام الفضاء العام وإشاعة مباديء الديمقراطية الداخلية والمحاسبة والشفافية مع التزامي الكامل بالعمل مع الجيل الجديد بعد تركي لموقعي التنفيذي ودعم أجهزة الحركة في تنفيذ مهامها.

وأُشهد على ذلك الشعب وأعضاء وقيادات الحركة ورؤيتها ودستورها، والله على ما أقول شهيد.

نحو ميلاد ثاني وتأسيس وبداية جديدة:
رؤية السودان الجديد رؤية عظيمة لحل معضلات وقضايا البناء الوطني، الحركة الشعبية منذ تأسيسها رفعت شعار بناء سودان موحد ديمقراطي علماني جديد يحقق العدالة الاجتماعية ولكن لم يحدث ذلك. لماذا وكيف، تلك قضايا يجب أن نستطحبها في الميلاد الثاني والتأسيس لبداية جديدة تأخذ إيجابيات الماضي وتعمل مبضع النقد لكل ما هو سلبي وعلى رأس ذلك السلبيات التي ساهمنا في صنعها بأنفسنا دون تردد أو وجل. ولدي في ذلك مساهمة مكتوبة نُشرت في عام ٢٠١٧ بعنوان (نحو ميلاد ثان لرؤية السودان الجديد .. قضايا التحرر الوطني في عالم اليوم) واستهدفت تلك المساهمة تحرير الرؤية من الانغلاق والجمود والتوجهات الأثنية والمناطقية والسلفية السياسية.
رؤية السودان الجديد يجب أن تستخدم لتغير السودان وتوحيده لا كآلية لتمزيقه.

قضايا البناء والتجديد:
حركتنا بحاجة إلى تجديد وتصحيح ذاتي وإعادة بناء وفتح كل القضايا أمام الحوار الجاد والملتزم والديمقراطي بما في ذلك أسم الحركة.

ثورة ديسمبر المجيدة ثورة سودانوية:
ثورة ديسمبر المجيدة ثورة سودانوية ردت الاعتبار لرؤية السودان الجديد وأعمدة طرحها الرئيسية تتوافق مع رؤية السودان الجديد في الحرية والسلام والعدالة، وحركتنا لديها فرصة جديدة ونادرة لإعادة البناء والتجديد في خضم النضال لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

موقفنا من الانقلاب:
نعمل على اسقاط الانقلاب وهزيمته مع بنات وأبناء شعبنا مستخدمين كافة آليات العمل الجماهيري السلمي الديمقراطي.

كما نعمل على الوصول إلى مركز تنسيق ميداني كواجب مقدم ومن ثَم، جبهة مدنية موحدة لقوى الثورة كما تحتاجها بلادنا قبل وبعد إسقاط الانقلاب لتثبيت دعائم الحكم المدني الديمقراطي وحتى تصبح الانقلابات العسكرية شيئاً من الماضي يتركه شعبنا خلفه.

انتصار الثورة وبناء الدولة:
المهام الملقاة على عاتق الديسمبريات والديسمبريين مهام غير مسبوقة في تاريخنا الحديث، فالسودان الآن شبه دولة مشوه المؤسسات، تعبث بها أيدي آثمة في نهب الموارد ويمتد النهب إلى خارج الحدود ولازالت قوى النظام البائد تسيطر على الدولة ومؤسساتها ومواردها وتحلم باستعادة فردوس نهبها المفقود مما يضع مهام جديدة على عاتق الحركة الجماهيرية في انتصار الثورة وبناء مؤسسات دولة الوطن المهنية غير المحزبنة.

بناء جيش واحد يعكس التنوع:
بناء قوات مسلحة واحدة ومهنية تعكس التنوع السوداني في إطار مشروع شامل للإصلاح الأمني والعسكري، وتطبيق اتفاق جوبا للترتيبات الأمنية وإكمال السلام وترتيباته الأمنية مع الذين لم يوقعوا بعد، هذا البناء يمثل قضية ذات إرتباط وثيق بمدنية الدولة وديمقراطيتها.


قضية المواطنة بلا تمييز:
هي قضية السودان الأولى التي لا تقبل التغبيش ولا المزايدة ولا التطفيف، ومرتبطة ارتباطًا وثيقاً بمدنية الدولة وديمقراطيتها والسلام والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية.

إحياء روابط الذاكرة الوطنية:
نقف ضد الذاكرة المثقوبة ونؤوب إلى رؤية السودان الجديد وفي عمقها وحدة السودان وليس تقسيمه جغرافياً وإثنياً، مما يؤدي إلى تقزيمه، فبلادنا جزء من حضارات وادي النيل القديمة ويجب علينا احترام التنوع التاريخي والمعاصر. إن قضية احترام المعتقدات والتنوع الديني ووقوف الدولة على مسافة متساوية من الأديان والفصل بين الدين والدولة في دولة مدنية وديمقراطية هي أحدى قضايا البناء الوطني الرئيسية، وفي ذلك إننا ندعو إلى احترام جميع ديانات السماء والأرض ورفع الظلم عن كاهل المسحيين السودانيين تعزيزاً لقيم الإخاء والمواطنة.

العدالة الانتقالية وعدم الإفلات من العقاب:
العدالة الانتقالية والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب قضية رئيسية في الانتقال الديمقراطي وإنصاف الضحايا وبناء المجتمع الجديد.

النساء:
مجلسنا القيادي الجديد سيضم ٤٠٪؜ من النساء، وعلى مؤتمرنا القادم أن يعمل على تحقيق ٥٠٪؜ من التمثيل النسائي، سيما أن ثورة ديسمبر هي ثورة لم تكن لتصبح أمراً واقعاً دون المشاركة العظيمة للنساء.

الشباب والمثقفين والمبدعين والطلاب:
لن تنتصر رؤية السودان الجديد ما لم تتمكن من جذب المساهمات الفاعلة للشباب والمثقفين والمبدعين والطلاب والأكاديميين واحترام خصوصية قضاياهم ومنابرهم المستقلة.

مشروع وطني وعقد إجتماعي جديد:
ثورة ديسمبر وضعت أساساً متيناً لمشروع وطني ديمقراطي وعقد إجتماعي جديد وهي قضية تستأثر باهتمام حركتنا.

الموقف من اتفاق سلام جوبا:
حركتنا ستعمل على تنفيذ اتفاق جوبا وتطويريه واستكماله في ظل حكم مدني ديمقراطي، وسيصدر المجلس القيادي تقيماً مفصلاً بهذا الخصوص.

الموقف من التفكيك:
تجربة التفكيك السابقة بها أخطاء لا يجوز إغفالها ولكن أهدافها صحيحة، ومعلوم أن المؤتمر الوطني في السجلات الدقيقة قد قام بتمكين سياسي شمل حوالي (١٣٥ ألف) من أعضائه ومحاسبيه في أجهزة الدولة اللذين قاموا بنهب الموارد. نحتاج إلى مؤسسات دولة مهنية غير مسيسة لا تتعدى على حقوق الآخرين.

رسالة إلى لجان المقاومة:
لجان المقاومة قلب الثورة النابض والمفعم بالتضحيات، عملها المشترك مع القوى السياسية والمجتمع المدني شرط لانتصار الثورة. القوى المخربة التي تعمل ضد بناء كتلة حرجة لازمة للانتصار، هي قوة تعمل على تخريب العلاقة بين لجان المقاومة والمجتمع المدني والقوى السياسية، والصحيح أن هنالك اختلافات بين هذه القوى لا سبيل لحلها إلا بالحوار المخلص والعميق بعيداً عن التخوين والتربص والتنمر.

٢
رسالة إلى سودانيي المهجر:
لعبتم وتلعبون دوراً هاماً في انتصار ثورة ديسمبر ٢٠١٩ وشعبنا أحوج إلى دوركم الآن من أي وقت مضى.

رسالة إلى قوى الكفاح المسلح:
تضحياتكم كانت عظيمة من أجل الوصول إلى انتصار الثورة وموقف الكثير منكم بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر لا يتطابق مع طموحات الهامش الذي شارك ويشارك في هذه الثورة. آن الأوان لإتخاذ موقف واضح ضد الانقلاب الفاشل، حيث لا سلام في ظل نظام شمولي، ولا سلام إلا في ظل حكم مدني وعقد اجتماعي جديد. يجب أن نخرج من دائرة الاحتجاج والحواضن الإثنية والجغرافية إلى رحابة بناء مشروع وطني جديد.

رسالة إلى الرفيق مالك عقار وزملائه:
الطريقة التي تمت بها إدارة الخلاف بيننا إضافة إيجابية لإرث الحركة الوطنية السودانية واحترام لتاريخنا المشترك وتضع اللبنة لتطوير علاقتنا في المستقبل في كل ما يشكل قضية مكان الاتفاق والاهتمام المشترك.

رسالة إلى الرفيق عبد العزيز الحلو وزملائه:
لقد تفرقت بنا السبل، لكن ما يجمعنا حقاً هو النضال ضد الشمولية وإقامة دولة المواطنة بلا تمييز والسلام العادل وما أنبل هذه القضايا.

رسالة إلى الحركة الإسلامية السودانية:
لا تكرسوا طاقاتكم في البحث عن استرجاع الماضي الذي ولى ولن يعود، ابحثوا عن المستقبل إذا أراد الله بكم خيراً، فبضاعة القمع ونهب الموارد والشمولية لا ترضى الله وعباده، وكان العدل في كل آن هو القضية والرهان.
إن نظام الانقاذ قد ولى إلى غير رجعة، ونحن نرحب بموقف الإسلاميين الراغبين في الديمقراطية وطي صفحة الشمولية.

رسالة إلى شعب دولة جنوب السودان:
نحترم قرار استقلالكم، لكننا نسعى لإقامة (اتحاد سوداني) بين بلدين زوي سيادة وفي السعي للاتحاد السوداني فإن المسيرة التاريخية للحركة الشعبية تشكل رصيد معنوي وزاد للمستقبل.
تدعو حركتنا لوحدة أفريقيا والعلاقات الاستراتيجية بين العرب والأفارقة والتعاون بين بلدان الجنوب.

رسالة إلى المجتمع الإقليمي والدولي:
نقف مع حق شعبنا في الديمقراطية والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي.

قرارات قادمة:
نقوم باجراء مشاورات لإكمال المجلس القيادي ومراعاة تمثيل النساء بنسبة ٤٠٪؜.
وسوف يقوم المجلس القيادي في أول إجتماع له بالبت في الترشيحات المقدمة لاختيار نائب الرئيس والأمين العام على أن يكون أحدهم إمرأة، مع مراعاة التنوع السوداني والجغرافي والكفاءة في كافة أجهزة الحركة، كما سيتم المصادقة على المنفستو والدستور.
في حالة حدوث فراغ قيادي لأي سبب من الأسباب في الوقت الحاضر في موقع الرئيس فإن الرفيقة بثينة إبراهيم دينار ستقوم بمهام الرئيس المكلف بحكم الأقدمية في المجلس القيادي السابق مؤقتاً لحين انعقاد المجلس القيادي.

ياسر عرمان
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-التيار الثوري الديمقراطي

الخرطوم
٢٢ أغسطس ٢٠٢٢

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق