مقالات

سيلفي أخضر السبت

عبدالله رزق أبوسيمازة:

لن يكف الصحفيون السودانيون في المدي المنظور على الأقل عن الكتابة بفخر يستحقونه ويستحقهم عن التاريخ الذي خطوه في السابع والعشرين من أغسطس والذي سيبقى يوما مميزاً إلى الأبد.

مارأيت كاليوم!!
السبت الموافق السابع والعشرين من أغسطس عام 2022، كانت السماء على غير عادتها على غير زرقتها المعتادة تنسج قبة من خيوط الغمام الصباحية فوق دار المهندس بحي العمارات بالخرطوم، الغمام المترع بوعد المطر والدعاش.

dav

وبين الحين والآخر “تفج ” شمس السبت طبقات الغمام لتتاوق”حذرة ومتعجلة وتنصرف” في ضباب من أسى شفيف” ممنونة.

الصحفيون يجتمعون هنا وهناك وينفضون ليجتمعوا ثانية في كل ركن من أركان الدار الاربعة.
كتل من الصحفيين والصحفيات، يمنحون الحيوية والعنفوان للمكان المأهول بصور الشهداء بإطلالتهم المطمئنة.

dav

الناس والفرحة كهاتين (….)! وجهي عملة المناسبة-الحدث.

مازالت مفردة “العرس” ،العبقرية الملهمة منذ بدء الحراك الانتخابي في مارس الماضي، هي المفردة المفتاحية-الترندينغ- بامتياز، هي المهيمنة على غالب تدوينات السوشيال ميديا وتغريداتها، التي تناولت هذا التاريخ الحي الذي يسعى بين الناس، بفعل الإرادة الحرة للصحفيين، لأنها ببساطتها الشديدة وعمقها الغائر في التاريخ الاجتماعي، الكناية الأقدر على تأمين مرافقة الفرح للحدث من المنبع الى المصب ومن القلب إلى القلب.

sdr

بعيدا عن الاقتراع، عن مكتبه الكائن وسط الدار، وعن طابور الناخبين الملحق به، وهو يخطو وئيدا نحو بابه بموزاة ذلك التاريخ الذي يتخلق شيئا فشيئا يعتمل نشاط آخر يشعل باحة الدار ويضفي عليها جوا من الإلفة الجامحة،،هو ترحيب الجميع ببعضهم البعض، في طقس “فرايحي”، ومن ثم انتقالهم، في خطوة بدت كانها متفق عليها سلفا، لاقتسام “السيلفي” وتشارك الصور التذكارية.

dav

كرنفال من التصوير وتبادل التصوير استغرق الجميع. بدا أن هذا الكرنفال المشحون بالعاطفة، يستمد طاقته من احساسين دفينين: احساس الحضور بأنهم يلتقون لأول مرة ربما بعد افتراق طال، وإحساس آخر مصدره الخشية من ألا يلتقوا ثانية في المدى المنظور. لذلك بقوا في حالة اشتباك مع الزمن للتشبث باللحظة الراهنة ومحاولة تجميدها أو تأبيد راهنيتها.

dav

لقد ظل “الفرح الذي يحرس المكان” يلازم الناس من أول الاقتراع حتى آخر بطاقة، كان يشع من الجميع ويغمرهم ببهائه ويعمدهم ليبدوا وكأنهم قد انعتقوا ولو للحظات من روتين كل يوم سبحوا في طقس فوق اجتماعي فعلوا شيئا استثنائيا ليكافأوا بالرضا والغبطة.

sdr

نادرة هي الأحداث التي يكون أبطالها الصحفيون والذين يتعين عليهم تغطيتها اعلاميا في ذات الوقت وبالنزاهة نفسها. وانتخابات نقابة الصحفيين السودانيين من تلك الأحداث النادرة ما يضفي عليها
أهمية استثنائية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق