مقالات

رسالة من نيالا إلى وزير الداخلية

نبراس

نجلاء جمعة:

إلى الفريق أول شرطة حقوقي/ عنان حامد محمد عمر، وزير الداخلية المكلف المدير العام لقوات الشرطة، لك أن تطالب الإدارة العامة للمخدرات برفع وتيرة محاربة ومكافحة المخدرات والسموم المدمرة وتشديد الرقابة على المعابر والمداخل للحد من دخول المخدرات والمؤثرات العقلية، ولكننا نقول لك إن ولاية جنوب دارفور، واحدة من الولايات ذات الثقل السكاني الكبير وأكبر ولاية منتجة للحشيش (البنقو) وموزع جيد للمخدرات المستوردة ورغم شح الإمكانيات تبذل إدارة مكافحة المخدرات بالولاية جهدا مقدرا في سبيل محاربة ظاهرة انتشار السموم المدمرة.

قبل أن انقل لك رأيي ككاتبة مقال مراقبة للوضع فإن إشادات الشارع العام بإدارة مكافحة المخدرات كبيرة وهم يصفون الإدارة بالجادة ذات الهمة العالية في ظل الحملات المتكررة استطاعت إحداث حراك بالشارع العام من خلال تلك الحملات الروتينية والمحاضرات الإرشادية التوعوية التي تقدم بالأحياء، ولكن في حديثهم قدر من الحسرة على إمكانيات إدارة المكافحة الضعيفة التي لا تملك غير عربتين أليس جنوب دارفور بحاجة لدعم حقيقي؟.

فلا غرابة أن تضبط إدارة المخدرات أكثر من (1000) من المروجين خلال خمسة أشهر وقد بلغت نسبة التعاطي 80% لشباب في مقتبل العمر تتفاوت أعمارهم ما بين 20_25 سنة.

وبحسب استبيان علمي أجري بالولاية فإن ارتفاع نسبة التعاطي بهذا المستوى يعود لعدة أسباب من بينها الثراء والغنى من أقرب الطرق ونتيجة الجهل فإن التقليد الأعمى واحد من الأسباب إضافة إلى ضعف الأحكام القضائية وتساهل القانون ولك أن تتخيل أن يُحاكم مروج مخدرات تم ضبطه وأُدين قضائيا بحيازته قنطار من الحشيش تحت المادة 15/أ _20/أ من قانون المخدرات يحاكم بالسجن شهراً والغرامة “500 ألف جنيه!!.

لا نعلم هل الأمر تحصيل إيرادات أم أحكام رادعة للذين يدمرون مستقبل البلاد؟ إذاً الأمر يحتاج لمراجعة القوانين وكذلك الجلوس مع رئاسة الجهاز القضائي ومراجعة الأحكام القضائية بالخصوص، وإلا فلا فائدة من تلك الحملات المتكررة والجهود المستمرة التي تحد من انتشار المخدرات.

ختاما أشرت في حديثك لإدارة مكافحة المخدرات لأهمية دور المجتمع والأسر للحد من انتشار المخدرات بجانب دور الإعلام لمخاطبة الشرائح المستهدفة، ننقل لك رسالة الشارع العام بجنوب دارفور بضرورة دعم إدارة مكافحة المخدرات بوسائل الحركة التي تسهل مهمة القوات في ملاحقة مروجي المخدرات أينما وجدوا.

المطالب التي تحدثنا عنها تؤكد وعي الشارع بخطورة تعاطي المخدرات، فلا يمكن أن تعمل إدارة بحجم ولاية جنوب دارفور بعربتين فقط وهناك 6 أخرى عربات أخرى متعطلة وبيئة عمل تحتاج للكثير.

نقول لك سعادة الفريق عنان إذا أردت مكافحة المخدرات بهذه الولاية عليك زيارتها والوقوف على تحديد مشاكلها وبعدها تطلب العمل على الحد من انتشار المخدرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق