السياسات البيئية في حرب السودان.. هل يمكن استعادة البيئة؟

الساقية برس- إخلاص نمر:

السادس من نوفمبر من كل عام، هو اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، جاء ذلك في إعلان الجمعية العامه للأمم المتحدة، في الخامس من نوفمبر من العام 2001، بموجب القرار A/RES/56/4.
تدمير..
في خضم الصراعات العسكرية والحروب الطاحنة، تتأثر بل تتدمر البيئة تماما، وتصبح سبل الحياة قاسية ومريرة، فالبيئة هي الضحية في قلب الحرب والموت، تتلوث مياه الشرب، بتدمير محطات تنقية المياه، و انابيب الصرف الصحي، مايؤدي لتسرب المواد الكيمائية، إلى المياه العذبة والمحيطات، وبالتالي يفقد السكان مصدرا أمنا ومستداما للمياه، بجانب تلوث الهواء، الذي تتصاعد معه الغازات السامه والدخان والغبار، جراء حرق المركبات العسكرية والمصانع والمخلفات العسكرية، تشتعل النيران في المحاصيل، وتشكو التربة من تسمم مريع بفعل مايقع عليها من مخلفات، ولا ينجو الحيوان أيضا، إذ تتأثر الحياة البرية، والمحميات الطبيعيه،و تتعرض الأنواع النادرة للانقراض أكثر فأكثر، بجانب القطع الجائر للغابات.

انبعاث..
تزيدالحروب والنزاعات العسكرية المستمرة، من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، فاحتراق المواد الكيمائيه في الهواء، يسبب تصاعد غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وغيرها من الغازات الدفيئة، مايعني ان الأثر البيئ للحرب ومخلفاتها في السودان،سيظل ردحا من الزمن، يؤثر على حياة الاجيال الحالية والقادمة.

سياسات بيئية…
ويشير الدكتور طه هارون رئيس منظمة الهشاب للتنميه الريفيه، إلى أن حرب السودان الدائرة الان أثرت ، بشكل كبير على البيئة في البلاد، ومن أجل التعامل مع التحديات البيئية الناجمة عن هذه الحرب،يجب علي الحكومة السودانية أن تتبني سياسات بيئية متعددة الأوجه.، اولها
حماية الموارد الطبيعية، وذلك لأن الموارد الطبيعية مهمة للاقتصاد والبيئة في السودان، ولكن خلال الحرب، تعرضت هذه الموارد للاستغلال غير المستدام، والتلوث البيئي. بالتالي فإن سياسات الحكومة يجب أن تركز على حماية وإدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل، بما في ذلك المياه والتربة والغابات، من خلال تطبيق القوانين البيئية، وتعزيز التوعية بأهمية الحفاظ على هذه الموارد.

ويضيف هارون قائلا ( السودان يعاني من مشكلات تلوث بيئي خلال فترات الحرب، سواء من التلوث الناتج عن النفايات الصناعية أو من الحروب والصراعات المسلحة، ومن أجل مواجهة هذه التحديات فإنه على الحكومة ان تعمل على تنفيذ سياسات وبرامج للحد من التلوث البيئي، وتحسين جودة الهواء والمياه، وتعزيز التنميه المستدامة وذلك لأن التنمية المستدامة، يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من استراتيجية الحكومة، لتجاوز آثار الحرب على البيئة) واردف مضيفا (يدخل في هذه الجهود، تعزيز الزراعة المستدامة وتنمية الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دعم المشاريع البيئية التي تعزز الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل للسكان المحليين) .

تعزيز التوعية..
وفي معرض رده على سؤال صحيفة الساقية برس عن كيفية تعزيز التوعية البيئية، لتفعيل ونشر السياسات البيئية واستدامتها أثناء الحرب وبعدها، أكد هارون
ان التوعية البيئية تلعب دورًا مهمًا في التغيير الإيجابي، نحو الحفاظ على البيئة، موضحا انه على الحكومة السودانيه ان تعمل منذ الان، على تعزيز التوعية بأهمية البيئة ،وضرورة حمايتها من خلال البرامج التثقيفية، وورش العمل والحملات الإعلامية.

تعاون دولي..
ويفند طه أهمية التعاون الدولي في السياسات البيئية بأنه يلعب دورًا حيويًا، في دعم جهود السودان، لحماية بيئتها خلال فترات الحرب، وما بعدها، منوها الى ان هذه الجهود، تشمل تلقي الدعم الفني والمالي، من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى الشراكات الإقليمية والدولية، لتبادل المعرفة والتجارب في مجال حماية البيئة، وختم حديثه قائلا
(إن السياسات البيئية في حرب السودان،يجب أن تتركز على حماية الموارد الطبيعية، والحد من التلوث البيئي، وتعزيز التنمية المستدامة، وتعزيز التوعية البيئية، وتعزيز التعاون الدولي. تلك الجهود تمثل خطوات مهمة، نحو بناء مستقبل أفضل للسودان وللبيئة على مستوى البلاد.