مقالات

الحبل يعود لعنق الانقلاب

ثم لا

الجميل الفاضل:

رد فعل الآلية الثلاثية بتعطيل الحوار، هو رد الفعل الطبيعي، على نفض البرهان يده عن المشاركة في هذا الحوار.
فمن البديهي ان أي حوار لا يكون قادة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر طرفا أصيلا فيه، يصبح حوارا بلا جدوى، ولا طائل وراءه.
إذ أن غياب الطرفين الفاعلين الرئيسيين، قادة الشارع “لجان المقاومة”، وقادة الانقلاب، يعني تشييع حوار هذه الآلية لا محالة، إلى مثواه الأخير.
بل ويعني أيضا إغلاقا نهائيا لكوة الحوار الضيقة، مع مركزي الحرية والتغيير، الذي حاولت أن تجعل منه الولايات المتحدة والمملكة السعودية، قارب نجاة لحوار الثلاثية، الذي غرق إلى أذنيه في فخاخ نصبتها بمهارة الحركة الاسلامية.
أدرك فولكر بيرتس قبل فوات الأوان، أن هذه الفخاخ من شأنها أن تمدد عمر الانقلاب على الأقل، لو أنها لم تمكن الحركة الإسلامية من استعادة أراضيها، التي فقدتها، تحت وطأة ضغط الشارع الثوري.
حيث قطع فولكر في حديث لقناة الحرة: بأن بعثته لا نية لديها للحديث مع الإسلاميين أو إدخالهم إلى الحوار، واضاف: “توجد أطراف تمتلك مفتاح حل الأزمة، هي قوى الحرية والتغيير، والعسكريين”.
المهم فإن اجتماع الآلية الثلاثية اليوم مع مركزي الحرية والتغيير، ربما يضع النقاط على حروف ما يمكن أن يحدث على أرض الواقع.
هذا الواقع – اي واقع – يعتبره الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل أصلاً لكل حل بقوله: (إن النص المكتوب فى أي محاولة دبلوماسية، هو مجرد تعبير بالكلمات عن الأصل الموجود على أرض الواقع فى الأزمة التى يراد حلها. ولا يمكن أن يكون هناك خلاف بين الاثنين.
إن النص فى أى مشروع، أو مبادرة أو فكرة، هو مجرد تعبير. وأما الأصل فهو الواقع الراهن الذى يجرى التعبير عنه.
ذلك هو جوهر الحقيقة فى علاج أى أزمة، وأى شىء غيره تزيد، أو اجتهاد فيما لا يلزم فيه الاجتهاد).
ولعل ما قال به فولكر بيرتس من: “ان المتظاهرين، و المواكب، ولجان المقاومة، كانوا عناصر مهمة لدفع بقية الأطراف إلى قبول التفاوض والمحادثات. مردفا بالقول: إذا لم تكن هناك مقاومة للانقلاب لما قامت السلطات بقبول المحادثات والتفاوض” .
هذا ربما يفسر لماذا جاء رد فعل الآلية بهذه الحدة فبيرتس يعتقد أن لجان المقاومة لعبت ولا تزال تلعب دورا مهما، وأن الأحزاب والعسكر والقوى الفاعلة، قد ادركوا مؤخرا انه من دون الشباب، لا يوجد حل في هذه البلاد.
المهم فإن حبلا ربما ظن مستشارو البرهان أنهم قادرون على إحاطة أعناق قوى الثورة به، ارتد هو نفسه الآن للالتفاف، حول عنق الانقلاب، وقادته، ومن دبروا كيده، من جديد.

حالتي
أشهد ألا انتماء الآن
إلا انني في الآن لا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق