مقالات

مملكة الإنسانية.. أياد بيضاء وسجل ذاخر بالعطاء

بقلم/ أحمد حامد الجبراوي:

ارتبط الإحسان والعطاء بالمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وتوحيدها على يد مليكها الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه في الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى لسنة ١٣٥١هـ اتصالا بعهد الملك سلمان وولي عهده عبر استراتيجية المملكة ٢٠٣٠م حتى احتلت السعودية مركزا مرموقا في قائمة أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية و الإنمائية على مستوى العالم وهي الأولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط ومن خلال سجلها الطويل في الأعمال الإغاثية الذي يمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان وقد قدمت السعودية نموذجًا يحتذى في الاستجابة السريعة للاحتياجات العالمية بطريقة شاملة ومن دون تمييز لتخلد اسمها في سجل العطاء الانساني بأحرف من نور كما تصدرت المركز الأول عالميا بمعدل حجم مساعداتها دوليا والذي بلغ 1.9 في المائة من الدخل القومي الإجمالي لها.

ولما كانت المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان ترتبطان بعلاقات تاريخية مميزة، تقوم على أساس التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما فقد ظل العطاء الانساني والمواقف السياسية الداعمة للسودان والدعم الاقتصادي علامات بارزة في ذلك السجل الناصع البياض لذا قدمت المملكة حزمة من المساعدات الاقتصادية و الإنسانية شمولا للمشتقات البترولية والمواد الغذائية كالقمح والأدوية وغيرها من المعينات وغيرها وبروز تأييد المملكة لخيارات الشعب السوداني المستقبلية وتأييد ما اتخذ من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني المحافظة على الأرواح والممتلكات والمقدرات ودعوتها لشعب السودان تغليب المصلحة الوطنية وما يحقق تطلعاته وآماله في التنمية والازدهار و تأكيدها لكل ما يضمن للسودان أمنه واستقراره وسلامته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
فساهمت المملكة عبر سفيرها الهمام على بن جعفر عسيري في تجسير وتيسير الوصول للاتفاق بين شركاء الوطن والفاعلين فيه ودعم جهود الاتحاد الإفريقي والأطراف الإقليمية الأخرى في ذلك السبيل وغيرها مما معلوم ومشهور .
كما سعت لدعم السودان لإنجاح الفترة الانتقالية، وقدمت جهدا مقدرا لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ودعمت المملكة السودان بالتأثير الايجابي على دائني السودان للتوصل إلى اعفاء ديونه البالغة ٥٠ مليار دولار .

وقامت المملكة بدفع مبلغ ١.٥ مليار دولار، كمنحة والمساعدة بما سبق ان أقرته للسودان في عام ٢٠١٩م بمبلغ ٧٥٠ مليون دولار تم إيداعها في حساب الحكومة السودانيةاضافة ل ٥٠٠ مليون دولار مخصصة للمساعدة في حل أزمة القمح والدواء والبترول وبعض السلع الأخرى.

ولما كانت المملكة من أهم الدول التي تربطها علاقات وثيقة بالسودان، والداعمة له لتجاوز الصعوبات الاقتصادية فقد أودعت مبلغ ٢٥٠ مليون دولار في بنك السودان قبل عامين لتعزيز سعر صرف العملة المحلية، كما قدمت مساعدات مالية تجاوزت ذلك المبلغ منذ بداية الفترة الانتقالية، للتخفيف على المواطن السوداني جراء الضغوط الاقتصادية
كما تعهدت المملكة في ٢٠٢١م باستثمار ثلاثة مليارات دولار في صندوق مشترك للاستثمار في السودان لتكون محفزاً لاستثمارات أخرى من القطاعين الحكومي والخاص.

وتقرأ في سجل المملكة الناصع تقديم ٤٠٠ مليون دولار للسودان لتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي للموسمين الصيفي والشتوي للعام ٢٠٢١م وذلك شراكة مع آخرين كما قدم الصندوق السعودي للتنمية قرضين لتمويل مشروعات قطاعي الصحة والتعليم في السودان للعام ٢٠٢٢م قريبا من ٤٩٠ مليون دولار وهما قرضان مقدمان لدعم تنفيذ المشروعات التنموية في السودان. يضاف الى ذلك حزمة المواقف الداعمة عبر المؤسسات الإقليمية و الدولية للسودان في اكثر من ملف مهم

وفي صعيد العمل الخيري الإنساني فقد قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي تم تأسيسه بأمر سامٍ من خادم الحرمين في رجب ١٤٣٦هـ بتنفيذ اكثر من سبعين مشروعاً انسانيا في السودان، بلغت قيمتها الإجمالية اكثر من ٣٠ مليون دولار (بحسب موقع المركز) شاملة برامج الغذاء والكساء والدواء والايواء اضافة الى الدعم عبر المنظمات الطوعية الأخرى والمسؤولية الاجتماعية للمستثمربن وغيرها من وجوه البر التي لا يعلمها إلا الله كيف لا وشعب المملكة محب للخير والعطاء الانساني هذا غي الدعم عبر الشراكات الحكومية للجامعات ودعم مختلف البرامج والمشروعات.

ويلهم تلك العلاقات وذلك الدعم عمق العلاقات التاريخية مع شعبنا السوداني واصالتها وبذلك الجوار الكريم عبر بحر القلزم ومساهمة اهل السودان منذ سبعينات القرن الماضي، بنخبهم في عمليات البناء والنماء والتطور التي شهدتها المملكة وظلت العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين تشهد تطوراً مستمراً منذ نيل السودان لاستقلاله فى ال ١٩٥٦ م وإقامة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ويعمقها الجوار الكريم ويسندها مواقف الشعب السوداني وحكومته الداعمة دوما لمواقف المملكة العربية السعودية في كافة المحافل وقد مثلت قمة اللاءات الثلاث بالخرطوم في العام ١٩٦٧م نقلة نوعية في العلاقات السياسية وعمقتها زيارة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله للسودان .
وفي مجال التنمية فقد وصل حجم الاستثمارات السعودية المصادق عليها من الجانب السوداني فى فترات عديدة قريبا من ٤٠ مليار دولار، نفذت منها على أرض الواقع مشروعات بنحو ١٥مليار دولار من الاستثمارات السعودية مما يملي على الحكومة السودانية المزيد من تسهيل دخول الاستثمارات السعودية وإزالة العوائق التي تواجهها كافة.

وتعد المملكة من أوائل الدول العربية التي استثمرت في السودان، وتتميز الاستثمارات السعودية في السودان بالتنوع زراعية وصناعية وخدمية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ثمانية مليارات دولار في الأعوام الاخيرة.
وبعد
فهذا غيض من فيض من عطاء المملكة وصفحاتها البيضاء وهو سجل جدير بأن يذكر وخير يجب أن يشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الميمون وسفيره الفاضل وشعبه الكريم المعطاء فجزاهم الله خيرا وأدام عليهم نعمة التوحيد والأمن وخدمة الحرمين وقاصديهما ودعم قضايا الامة ومساندتها.

والله الموفق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق