أخبار وتقاريرحوارات وتحقيقات

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة يدين جرائم الدعم السريع

خيانة السودان: جرائم ميليشيا الدعم السريع في المستشفى السعودي بالفاشر، دعم الإمارات دور تَقدُّم وفشل المجتمع الدولي

– الإبادة الجماعية في السودان: ميليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات تستهدف النساء والأطفال والفئات الضعيفة عبر القصف العشوائي والنزوح القسري والتطهير العرقي.
– الهجمات المستمرة: المستشفى السعودي ومعسكر زمزم للنازحين في الفاشر, كرري ومناطق أخرى في السودان شهدت قصفًا ممنهجًا أدى إلى مقتل المئات وتشريد العديد من الناس بهدف إفراغ هذه المناطق من سكانها.

– معمل ييل يؤكد استخدام ميليشيا الدعم السريع مدافع AH4: كشفت صور الأقمار الصناعية وتحليل معمل حقوق الإنسان بجامعة ييل عن نشر ميليشيا الدعم السريع مدافع ثقيلة من طراز AH4 بالقرب من معسكر زمزم والفاشر لاستهداف المدنيين وإجبار الآلاف على النزوح، بدعم مستمر من الإمارات.
– تورط الإمارات: دعم الإمارات العسكري واللوجستي مكّن ميليشيا الدعم السريع من ارتكاب جرائمها بحق الشعب السوداني، مما يجعلها شريكة في هذه الجرائم، كما جاء في تقرير رويترز الأخير.
– دور تَقَدُّم السياسي: ائتلاف تَقَدُّم يسعى لتبرير جرائم ميليشيا الدعم السريع من خلال الدعوة إلى تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا، كجهد جديد منهم لشرعنة الميليشيا الإرهابية مما يعكس خيانة واضحة للشعب السوداني.

– دعوة للمحاسبة الدولية: صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يعد تواطؤًا. هناك حاجة ملحة لاتخاذ خطوات حاسمة لمحاسبة الميليشيا وداعميها وضمان العدالة للضحايا.

مقدمة

يعيش السودان في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة سببها حرب شنتها ميليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات. تستهدف هذه الميليشيا بشكل متعمد النساء والأطفال والفئات الضعيفة في المجتمع، عبر القصف العشوائي، النزوح القسري، والتطهير العرقي. من بين هذه الجرائم الفظيعة، كان قصف معسكر زمزم للنازحين في الفاشر واحدًا من أبرز الأمثلة، حيث قُتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال، في هجمات منظمة تهدف إلى القضاء على مجتمعات بأكملها.

الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر: جريمة بشعة بحق المدنيين

في الساعة الواحدة صباحًا من يوم الجمعة 13 ديسمبر 2024، تعرض المستشفى السعودي في مدينة الفاشر لهجوم مروع نفذته طائرة مسيّرة تابعة لميليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات. أدى الهجوم إلى مقتل 9 أشخاص، بينهم مرضى ومرافقون، وإصابة 20 آخرين بجروح.

كان المستشفى، الذي يمثل ملاذًا للمرضى في ظل الصراع المستمر في دارفور، هدفًا مباشرًا لهذه الجريمة. يُظهر هذا الهجوم الممنهج كيف تستهدف ميليشيا الدعم السريع الفئات الأكثر ضعفًا في السودان، في محاولة لكسر روح المجتمعات وإجبارها على الرحيل أو الخضوع.

القصف المستمر لمعسكر زمزم: إبادة جماعية بدم بارد

معسكر زمزم للنازحين في الفاشر، الذي يأوي آلاف العائلات الهاربة من العنف، تحول إلى ساحة رعب نتيجة القصف المستمر من ميليشيا الدعم السريع. قُتل المئات وأُصيب آخرون بجروح خطيرة، بينما اضطر الناجون إلى دفن أحبائهم.

تهدف هذه الهجمات إلى إفراغ المعسكر من سكانه وطمس وجودهم تمامًا. لا يمكن اعتبار هذه الجرائم عشوائية؛ فهي جزء من حملة تطهير عرقي مخططة تهدف إلى تدمير المجتمعات وإجبار السكان على النزوح الجماعي.

معمل حقوق الإنسان بجامعة ييل يؤكد استخدام ميليشيا الدعم السريع مدافع AH4 لاستهداف المدنيين في معسكر زمزم

أكد تحليل حديث أجراه معمل حقوق الإنسان بجامعة ييل، مدعومًا بصور الأقمار الصناعية، وجود أربع قطع مدفعية ثقيلة من طراز AH4 نشرتها ميليشيا الدعم السريع بالقرب من معسكر زمزم ومدينة الفاشر. تُعرف هذه المدافع المتطورة بدقتها ومدى قصفها الطويل، وقد استُخدمت لقصف المناطق المدنية في كل من معسكر زمزم للنازحين ومدينة الفاشر، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان المحليين وإجبار الآلاف على الفرار من منازلهم.

وجود مدافع AH4، وهي أسلحة عالية التقنية، بين أيدي ميليشيا الدعم السريع يبرز الدعم المستمر الذي تقدمه جهات خارجية، وخاصة الإمارات. ويؤكد ذلك التقارير الدولية التي وثقت تزويد الإمارات لميليشيا الدعم السريع بالمعدات العسكرية المتطورة، مما يُمكّن الميليشيا من توسيع حملتها العنيفة في جميع أنحاء السودان. هذا الاستخدام الممنهج للمدفعية الثقيلة يبرز الطبيعة المنظمة لهجمات ميليشيا الدعم السريع على المناطق المدنية، بفضل الدعم الذي تتلقاه من داعميها الخارجيين.

إرهاب في جميع أنحاء السودان: استراتيجية قصف ممنهجة

ما يحدث في معسكر زمزم ليس سوى مثال واحد من بين العديد من الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في جميع أنحاء السودان. في منطقة كاراري بأم درمان، أدى القصف العشوائي إلى تدمير منازل وممتلكات وإزهاق أرواح عشرات المدنيين. في حادثة واحدة، استهدفت إحدى القذائف حافلة عامة، مما أسفر عن مقتل 64 شخصًا على الفور.

تمتد هذه الممارسات إلى مناطق أخرى مثل بحري والجزيرة، حيث تهدف الميليشيا إلى تشريد السكان المحليين بشكل جماعي وترك مناطقهم خالية لفرض سيطرتها الكاملة.

دور الإمارات: شريك في الإبادة الجماعية

دعم الإمارات العسكري واللوجستي كان وما زال المحرك الأساسي لجرائم ميليشيا الدعم السريع. الطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة، التي تُنقل عبر مطارات مثل مطار نيالا وأم جرس، مكّنت الميليشيا من تنفيذ هجمات واسعة النطاق وجرائم ضد الإنسانية.

تُعتبر الإمارات شريكة في هذه الجرائم، حيث وفرت الموارد التي ساعدت الميليشيا على مواصلة حربها ضد الشعب السوداني دون أي رادع.

رويترز تكشف: الإمارات تستخدم مطارات لدعم ميليشيا الدعم السريع وتسليحها وتأجيج معاناة الشعب السوداني

كشفت تقارير رويترز الأخيرة عن تورط الإمارات في تسليح ميليشيا الدعم السريع، مما ساهم بشكل مباشر في استمرار جرائم الحرب ضد المدنيين في السودان. تُظهر التقارير أن الإمارات تستخدم مطارات استراتيجية في السودان مثل مطار نيالا، وكذلك مطارات في شرق تشاد مثل مطار أم جرس، كنقاط أساسية لإنزال شحنات الأسلحة والمساعدات اللوجستية. هذه الشحنات تشمل معدات عسكرية متطورة وذخائر تُستخدم في قصف المناطق السكنية وقتل وتشريد الآلاف من الأبرياء.

الدعم المستمر من الإمارات لمليشيا الدعم السريع يُبرز دورها المحوري في إدامة معاناة الشعب السوداني. فبينما يسعى السودانيون للنجاة من آلة الحرب التي تقودها الميليشيا، يتم تسهيل وصول الأسلحة والموارد التي تمكّنها من الاستمرار في ارتكاب الفظائع من خلال هذا التدخل الخارجي. هذا “الجسر الجوي” للإمدادات يجعل الإمارات شريكًا رئيسيًا في إبادة السكان، من دارفور إلى الخرطوم، حيث أدت هذه الممارسات إلى إبادة جماعية، نزوح قسري، وجرائم حرب بحق المدنيين.

إن استمرار هذه الممارسات يؤكد أن التدخل الإماراتي ليس مجرد دعم مادي، بل هو عامل أساسي في تمكين الميليشيا من الاستمرار في حملة الإبادة. يجب أن يتحمل العالم مسؤوليته لكسر هذه الحلقة الجهنمية من التواطؤ، ووقف عمليات نقل الأسلحة، ومحاسبة الأطراف المتورطة على دعمها لهذه الجرائم. الشعب السوداني يستحق العدالة، وليس المزيد من المعاناة على يد تحالف يجمع الجنجويد مع دعم خارجي مسلح.

تَقَدُّم: غطاء سياسي لميليشيا الدعم السريع

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوداني من هذه الجرائم، ظهر ائتلاف تَقَدُّم كواحد من أبرز الداعمين لميليشيا الدعم السريع. يسعى هذا الائتلاف إلى تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا، بحجة تمثيل الشعب السوداني.

هذه الدعوة ليست سوى محاولة لتبرير جرائم الميليشيا ومنحها غطاءً سياسيًا. يقود هذا الائتلاف شخصيات سياسية مثل رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، الذي ينكر أي صلة بالميليشيا وايضاً اَي دور للإمارات بخصوص ضلوعها المباشر في عمليات التسليح المتسمر للميليشيا كما جاء في تقارير دولية عديدة بما في ذلك تقارير لجنة خبراء الامم المتحدة، وكذلك يصر احد قيادات وتَقَدُّم خالد عمر على ان سردية الحرب هي التي عندهم والتي تفتقد إلى ذكر الإمارات على الإطلاق وربطها بميليشيا الدعم السريع وما نتج وما ذلك ينتج من هذا الرباط الشيطانيّ الذي أذاق اهل السودان وبال من العذاب والقتل والتنميل والتقتيل. بينما تعمل أفعال حمدوك وعمر وتَقَدُّم على تعزيز نفوذ ميليشيا الدعم السريع والإمارات.

الشعب السوداني أوضح رفضه لهذه المحاولات من خلال مظاهرات احتجاجية متكررة، تُظهر أن تَقَدُّم لا تمثل الشعب ولا تعبر عن تطلعاته.

دعوة للعمل: المحاسبة الدولية ضرورة ملحة

إن استهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء والفئات الضعيفة، جريمة لا يمكن السكوت عنها. صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم ليس إلا تواطؤًا.

يدعو اتحاد دارفور في المملكة المتحدة العالم إلى:
– وقف دعم الإمارات: يجب إنهاء الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه الإمارات لميليشيا الدعم السريع.
– محاسبة الجناة: يجب محاكمة ميليشيا الدعم السريع وداعميها على جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
– رفض الغطاء السياسي لتَقَدُّم: يجب على المجتمع الدولي عدم الاعتراف بمحاولات تَقَدُّم لتبرير جرائم الميليشيا.
– دعم الشعب السوداني: تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للضحايا والنازحين.
– كسر الصمت الدولي: يجب على القادة الدوليين اتخاذ خطوات حاسمة لوقف تصعيد الأزمة وضمان تحقيق العدالة.

الشعب السوداني يطالب بالعدالة والسلام والحق في الحياة بكرامة. لا يمكن للعالم أن يظل صامتًا بينما يتعرض هذا الشعب للإبادة. حان وقت العمل الآن.

اتحاد دارفور في المملكة المتحدة يقف إلى جانب الشعب السوداني ويدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإنهاء التواطؤ وضمان محاسبة الجناة.

محاكمة علي كوشيب: دلالات محورية في تحقيق العدالة للسودان

في هذه الأيام، دخلت محاكمة المتهم علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مرحلتها النهائية. يُحاكم علي كوشيب بتهم تتعلق بجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم تطهير عرقي، وجرائم إبادة جماعية ارتُكبت في إقليم دارفور بالسودان.

علي كوشيب، الذي كان أحد أبرز قادة مليشيات الجنجويد، يتحمل مسؤولية مباشرة عن مئات الانتهاكات التي ارتُكبت بحق المدنيين في دارفور بين عامي 2003 و2004. هذه المليشيات، التي قامت بحملات عنف وتطهير عرقي، كانت جزءًا من استراتيجية منهجية للقضاء على مجتمعات بأكملها. ومن اللافت أن الجنجويد تطورت لاحقًا لتصبح مليشيا الدعم السريع، التي تقود الآن نفس النهج الإجرامي ولكن على نطاق أوسع.

الجنجويد والدعم السريع: استمرار الجرائم تحت مظلة جديدة

محاكمة علي كوشيب لا تُعتبر محاسبةً على الماضي فحسب، بل تكشف أيضًا الترابط بين مليشيات الجنجويد في بداياتها وما أصبحت عليه مليشيا الدعم السريع اليوم. نفس النهج الإجرامي مستمر: استهداف المدنيين، ارتكاب الإبادة الجماعية، وتشريد السكان.

علي كوشيب كان أحد “أمراء الحرب” الذين أشرفوا على تنفيذ الجرائم في دارفور، وهي الجرائم ذاتها التي تواصل مليشيا الدعم السريع تنفيذها اليوم، مدعومةً بالإمكانيات والموارد التي توفرها الإمارات. محاكمته ليست مجرد عقاب فردي، بل هي رمز لأهمية المحاسبة والمساءلة عن الجرائم المستمرة في السودان.

المطلوب: محاكمة كل المتورطين في الجرائم الدولية

في حين يمثل علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية، لا يزال الهاربون الآخرون من العدالة الدولية، مثل الرئيس المخلوع عمر البشير، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، أحرارًا دون محاسبة. هؤلاء كانوا المهندسين الرئيسيين للجرائم التي ارتُكبت في دارفور، ويُعتبر تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية خطوة أساسية لتحقيق العدالة للشعب السوداني.

المحاسبة على الجرائم التي ارتُكبت في دارفور تمثل أكثر من مجرد تحقيق العدالة للضحايا. إنها رسالة واضحة لكل من يواصل ارتكاب الجرائم اليوم، سواء كانوا في مليشيا الدعم السريع أو داعميهم المحليين والدوليين، أن العالم لن يغض الطرف عن هذه الجرائم.

أهمية المحاكمة للعدالة والسلام

محاكمة علي كوشيب تُمثل بصيص أمل للضحايا، لكنها أيضًا تُلقي الضوء على الحاجة إلى العدالة الشاملة. الشعب السوداني يستحق رؤية جميع المسؤولين عن الجرائم، من الماضي والحاضر، يُحاسبون أمام القانون.

كما أن ربط ما يحدث اليوم في السودان بما حدث سابقًا في دارفور يُظهر أن الإفلات من العقاب يؤدي فقط إلى تكرار نفس الجرائم. مليشيا الدعم السريع هي امتداد مباشر للجنجويد، وما تقوم به اليوم هو نسخة حديثة من الجرائم التي ارتُكبت قبل 20 عامًا.

إن العدالة للشعب السوداني ليست رفاهية، بل ضرورة. العالم مُطالب بالضغط لتسليم كل المتهمين الفارين من العدالة الدولية، ومعاقبة كل من يُشارك في الجرائم الحالية. اتحاد دارفور في المملكة المتحدة يُجدد التزامه بدعم العدالة للضحايا ومواصلة الضغط لتحقيق المحاسبة الكاملة لكل المجرمين.

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
١٤ ديسمبر ٢٠٢٤

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق