مقالات

مبادرة التحالف الديمقراطي.. تهديفة مباشرة داخل الشباك

حدود المنطق

إسماعيل جبريل تيسو..

استوقفتني المبادرة الوطنية اللافتة التي أقدم عليها التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، المنضوي تحت منظومة قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية”، وقد قضت المباردة بتوجيه عضوية التحالف الديمقراطي من الشباب وكل القادرين على حمل السلاح للتحرك الفوري والالتحاق بمعسكرات التدريب في مختلف بقاع السودان، لنيل شرف الدفاع عن الأرض والعرض وحماية مقدّرات الوطن وممتلكات المواطن.

مبادرة التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، تأتي تلبيةً لنداء القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في كلمته عشية عيد الأضحى المبارك، والتي دعا فيها كل القادرين على حمل السلاح، بألا يترددوا أو يتأخروا في أن يقوموا بدورهم الوطني، كلٌّ في مكان سكنه، أو بالالتحاق والانضمام إلى الوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية.

إذن الحصة وطن، وقد استجاب التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية لنداء الوطن، وانخرضت مجموعة مقدرة من عضويته في معسكرات التدريب بمختلف بقاع السودان، كأول تنظيم من الكيانات الثورية، والأحزاب السياسية قديمها وحديثها، يصطف في منظومة الجيش دفاعاً عن الوطن، دون أن ينزع التحالف عن نفسه قميص المدنية كتنظيم سياسي ولِد من رحم الثورة، ويتطلع إلى تحقيق غاياتها، وبناء مشروع سودان جديد قائم على الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

لقد ضرب التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية بخطوة الاستجابة لنداء القوات المسلحة أكثر من عصفور بحجر واحد، فقد عزز من موقفه الثابت تجاه دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة ضد ميليشيا الدعم السريع، واستبق كل الكيانات السياسية وقوى الثورة الحديثة وانخرط مع المواطنين والإدارات الأهلية في خندق دعم الجيش والتصدي للانتهاكات والجرائم التي ظلت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في حق المواطنين، بعد أن قنعت بخسارة معركتها ضد الجيش.

ليت كل الأحزاب السياسية وقوى الثورة المختلفة، تحذو حذو التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية باستنفار قواعدها لدعم وإسناد للقوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية، ففي ذلك خير لها للوطن، وخير أكبر لحماية الأسر والعائلات والأعراض والممتلكات التي أصبحت لقمة سائغة في أيدي ميليشيا الدعم السريع وهي تحوِّل حربها لحماية الديمقراطية إلى معركة غير متكافئة ضد المواطنين الأبرياء والعزل، باستباحة الأحياء والمنازل ومواقع ومقار تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين من مستشفيات ومحطات مياه وكهرباء.

إن تدافع الأحزاب السياسية وقوى الثورة باستنفار قواعدها لتلبية نداء القوات المسلحة السودانية، من شأنه أن يقطع الطريق ويضيِّق الخناق على الكيزان وفلول النظام السابق الذين لم يتأخروا في الاستجابة لنداء القوات المسلحة، سواءاً كان ذلك بدافع وطني خالص للقضاء على الميليشيا المتمردة، أو بتخطيط مسبق للعودة إلى السلطة عبر بوابة هذه الحرب، ومهما يكن من أمر، فالواقع الماثل يقول إن الكيزان وفلول النظام السابق يشاركون في هذه الحرب، ويقدمون يوماً بعد يوم أرواحهم ودماءهم رخيصة فداءاً للوطن.

شكراً التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، على هذه الخطوة الوطنية اللافتة، والتي تعكس نظرة ثاقبة وتفكيراً متقدماً يصوٍّب خارج الصندوق، ويؤكد في الوقت نفسه قدرة هذه التنظيم على صناعة أحداث تفوق عمره، فما فعله التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية في ميدان السياسة السودانية منذ نشأته خلال العام الماضي، يؤكد أننا أمام تنظيم سياسي واعي بواقع وأهداف ومتطلبات كل مرحلة، وقادر على تحديد أولوياته الآنية والمستقبلية، ومتحفز لابتكار وابتداع أساليب تساعده على توظيف وتجيير المتوفر من الإمكانيات لاستيعاب وملاءمة كل الظروف المحيطة بالواقع، وفي ذلك فليتنافسِ المتنافسون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق