مقالات

هل يفعلها الجيش؟

نمريات

إخلاص نمر:

على نسق تصريحات المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة العميد الطاهر أبوهاجة التي يمجد فيها الجيش والحكومة الانقلابية، كتب رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، العقيد الحوري، عن الجيش في تفسير طويل ، معددا مكانة الجيش ووطنية الجيش، ومسيرة الجيش.
أخرج كل مافي داخله، حتى تهيأ لي أن الرجل يكتب وقد انتفخت اوداجه، وتمكن الغضب منه تجاه الشعب السوداني، فاستشاط وزاد في ذلك فانتقل من تهديده في مقاله السابق ساعة الصفر الذي جاء فيه (منهج القوى السياسية، محفوف بالغبينة ودس المحافير والتطاول على القوات المسلحة) ليؤكد في خطابه الجديد للشعب السوداني، ( أن الجيش وحتى آخر رجل فيه عقبة لاتسمح بتمرير مخطط ضد البلاد، ولن يكون أسيراً لشخص خارج أسواره).

عظيم جدا سيدي العقيد، أن تذكر محاسن الجيش، وانتماءات أفراده للوطن الذي يتسابق الجيش فيه للحماية والحراسة حتى آخر رمق في حياة أي (جياشي) ولكن الشعب السوداني أيضا يحرس حقوقه، ويحمي هياكلها وتفاصيلها وأطرها، ويستميت من أجلها، بضرورة إقامة دولة مدنية، ممتدة من الغرب للوسط للشمال والجنوب والشرق، دولة تعي حقوق المواطنة والمساواة والعدالة ورد المظالم، دولة يتمتع فيها الطفل بالتعليم والعلاج والرفاه، دولة تلتحق فيها المرأة بـ(مطبخ) القرار السياسي، وتنقل المعرفة لرصيفاتها، في المجتمع في كل بقاع وطني الحبيب، ترفل في حرية الرأي والتعبير، بعيدا عن عودة نظام يلاحق فاطمة لأن خصلة من شعرها تسللت من تحت الطرحة، ويحذر من لبس الإسكيرت الأحمر، دولة يجد فيها الشاب المكافح نفسه وحقه في الحياة والعمل والإنتاج، لا (جز) الشعر بموس صدئة، وذلك بعد جره جراً من المواصلات التي يستغلها للعودة، دولة يجد فيها المعاشي حقه كاملا غير منقوص، والمسن الرعاية الصحية الكاملة، بعد أن أفنى شبابه في تعليم الأجيال جيلا بعد جيل.

هذه ملامح بسيطه لدولة يتمناها الثوار الذين أبلغوا الحكومة الانقلابية، في المليونيات الهادرة أنه لا للتفاوض ولا للشراكة ولا للمساومة مع الجيش، فهل قدم الجيش سيدي الحوري وكل المنظومة الأمنية برمتها الحماية للثوار في الشارع وهم عزل؟ أبداً لم يحدث، فالصغير والكبير والقاصي والداني يعرف ذلك، يعرف مادار وماسيدور في المستقبل من قتل وقنص واختفاء، ووضع الحاويات في الكباري لمنع التحام الثوار، لكنهم أشاوس وفوارس استطاعوا التواصل والالتزام وبلغوا القصر، ورغم ذلك ليس بينهم وبين الجيش عداوة أو رغبة في الانتقام.

كل فرد من هؤلاء الثوار يعي تماما ان للجيش مهامه المعروفة في كل العالم، وهي حماية الدولة من الاعتداء الخارجي ،والمحافظة على الحدود البرية والمياه الإقليمية، والمجال الجوي للدولة، كما أن الجيش مؤسسة يجب أن تتمتع بالحياد التام تجاه الأنظمة السياسية في الدولة المدنية، فهل فعلها جيش الحكومة الانقلابية؟؟
إن الجيش في وطني، يتدخل في الشؤون السياسية ويتعاطى السياسة ويفتي فيها، ويرفض الرجوع إلى الثكنات، والتمسك بمهامه الأساسية، وترك الساحة ليبني الشعب دولته المدنية.
الجيش في وطني هجم على الاقتصاد مستثمرا في البنوك والشركات والطرق، مثله مثل الدعم السريع، الذي ينافس في التعدين والتجارة والثروة الحيوانية والزراعة والسفر والسياحة والبنوك وغيره.
تجرع الثوار عذاب الإنقاذ وامتدادها من الحكومة الانقلابية، التي مازالت تتمسك بالكراسي، ولاتود مجرد سماع مطالب الثوار برجوع الجيش للثكنات، لتعود للوطن عافيته، من مساواة في الحقوق بين الناس والعدالة والمواطنة الحقة، ليتحقق الحلم الجميل للثوار، بناة الغد ورواد المستقبل.
تهديدات الحوري وصريخ أبوهاجة، لن تجعل الثوار يقدمون فروض الطاعة والولاء للجيش، فمطالبهم ستظل على ألسنتهم في كل صباح، ولحظة وثانية وساعة وعلى لسان واحد الجيش للثكنات.
لذلك فليحتفظ الحوري بتهديده، ويصمت أبوهاجه، الذي دفق تصريحاته قبل أيام في السوشيال ميديا، عن مشاركة رئيس الحكومة الانقلابية في الجلسة رقم 77 في الأمم المتحدة، إلى أن رد عليه السفير جون قودفري بـ(النجيضة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق