مقالات
الطبقات
أحمد الصاوي:
طبقات ودضيف الله يبدو أنها استغرقت زمنا طويلا ولم يكف المؤلف عن المراجعة الا فى أواخر عمره.
وظنى أنه قد كتب أكثر من نسخة وأن بعضها ربما تداولت الأيدي قبل موته.
كان ودضيف الله يداوم النظر فيما سطر بقصد المراجعة والتهذيب وإضافة الجديد لما كتب.
يقال إن البعض امتلكوا نسخا من المؤلف (الطبقات) وسعوا انشرها مثل الشيخ حسب الرسول والشيخ إبراهيم صديق قد تصرفوا وهذبوا فى أسلوب المؤلف.
كتاب الطبقات تأليفه العام 1753 م
وهو محل احتفاء فى تقديرى لديهم
ولأتباعهم الذين دأبوا على استنساخ الكتاب بخط اليد والاحتفاظ بنسخ منه.
ظلت النسخ الأصلية من الطبقات لدى أسرة المؤلف بالحلفاية حتى قيام الثورة المهدية فضاعت.
إذ أخذها شخص سنة (الكسرة)
وهرب بها إلى الصعيد، أما النسخة الثانية يقول الروفيسور يوسف فضل
فهي موجودة حاليا لدى الأسرة فهى حديثة النسخ ومنقولة عن نسخة الشيخ حسب الرسول.
مايلفت النظر في مادة الطبقات هو تركيز المؤلف على ذكر كرامات الأولياء ؛ وخوارق العادات التي يأتون بها إلى جانب أفضالهم وإرشادهم لمريديهم على طرائق المذاهب الصوفية المعروفة عالمنا الإسلامي.
رأى بعض المعاصرين الغلو فى ذكر الخوارق وعدوه ضربا من الشعوذة والدجل ونشر الخرافة فغضوا من شأن الطبقات.
ولكن إن كنا من الذين لايؤمنون بالكرامات الصوفية مثلا، لماذا لاننظر إلى ذلك على أنه تراثا انسانيا جماليا على غرار ما ينظر به الغربيون إلى التراث الأسطوري للاغريق والرومان (كثقافة).
المؤلف يبدو لي (أنا سودانى) ومهما يكن من شد أو جذب إلا أنه كنزا معرفيا لا ينضب فى اللغة والتاريخ والثنلوجيا والعديد العديد
من العلوم.