إخلاص نمر:
تتجه الأنظار الآن إلى مؤتمر قمة المناخ (كوب 27) في مدينة شرم الشيخ المصرية، والتي بدأت بالفعل استقبال الوفود القادمة من كل الدول، وفي يد كل دولة تفاصيل إنجازاتها في قضايا معالجة تغير المناخ وآثاره، لكن السكان الأشد فقراً وهم في ذات الوقت أقل مساهمة في تغير المناخ هم الذين يكتوون بنيران هذا الفقر فالدول الجزرية والنامية والدول الهشة والتي تتنازعها الصراعات تعاني من أزمة مناخية جعلت السكان في صراع من أجل الصمود، فأثار تغير المناخ حفرت أوجاعا بالغة في حياة هؤلاء البشر، وربما تلقي بأكثر من 130مليون شخص إلى براثن الفقر المدقع في غضون العشر سنوات القادمة، مايدفع لهجرة كثيفة داخلية بحلول عام 2050.
وتعد قضايا تغير المناخ والفقر وعدم المساواة الآن من القضايا المصيرية، ولايوجد بلد بمنأى عن تأثيرات المناخ وتداعياته خاصة في مجال خفض إنتاج المحاصيل، مايجعل نقص التغذية أمرا ملموسا، ففي بعض المناطق تصبح المياه أكثر ندرة كذلك تفاقم نقص المياه بسبب الاحترار العالمي مايجعل التغير المناخي حجر عثرة في طريق إطعام سكان الأرض الذين سيبلغ عددهم عشرة مليار بحلول عام 2050 خاصة وأن معدل النمو السكاني سيرتفع في أفريقيا من 17الى40٪ من إجمالي سكان العالم بحلول عام 2100 مايدفع أفريقيا للبحث عن تنفيذ مشاريع متعددة لمكافحة الظواهر المناخية المتفاقمة والتكيف معها.
هذا الفقر وتوابعه، يدعو للنظر في مراجعة تمويل تحقيق أهداف تنشل المجتمعات الفقيرة والهشة، خاصة وأن تقرير الأمم المتحدة العام الماضي يقول (الأهداف العالمية الممثلة في علاج الفقر والمساواة وتغير المناخ تواجه عجزا في التمويل يبلغ 100تريليون دولار، ومن المرجح ألا تتحقق، مالم يتم توجيه 10٪ من الناتج الاقتصادي العالمي،ة إلى تلك الأهداف التي تتبناها الأمم المتحدة بصفة سنوية حتى عام 2030).
لم تساهم أفريقيا إلا قليلا في تغير المناخ، وتوصف انبعاثاتها بالضئيلة لكنها المنطقة الأكثر تاثراً وذلك لارتفاع مستوى الفقر فيها، وعدم توفر الأموال والخدمات، الأمر الذي انعكس على سبل العيش في القارة السمراء، خاصة أن الفجوة في التمويل المناخي في أفريقيا تصل إلى 1.8مليار دولار!!
خفض انبعاثات الكربون وزيادة التكيف أمر يتطلب استخدام أدوات ذات تكنولوجيا عالية وهائلة، بجانب تغييرات اجتماعية واقتصادية، فالبلدان النامية بحاجة إلى بناء وتعزيز استثمارات كبيرة من أجل توطين الملايين الذين يعانون من تغير المناخ، لذلك يجب الانتقال إلى اقتصاد عالمي، منخفض الكربون، وقادر على مواجهة التغييرات المناخية، وهذا يلزم ضخ الأموال والاستثمارات في البنى التحتية لضمان استدامة أهداف التنمية والدفع (الممكن) نحو نمو اقتصادي ملحوظ، يحقق المنافع الاقتصادية العالمية بقيمة كبيرة.
همسة..
اهتم بالكمامة، فالكورونا مازالت تحصد ضحاياها.