صحة وبيئة

قمة المناخ بشرم الشيخ.. فجوات كبيرة في التمويل

الساقية برس- شرم الشيخ- إخلاص نمر:

قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش، إن العالم يواجه فجوات كبيرة في التمويل والتكيف لمواجهة التغيرات المناخية.

وشدد غويتريش، على ضرورة العمل خلال وقت قصير لسد الفجوة، وأمن سيادته في الجلسة العامة لمؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ كوب 27، على أنه في حالة عدم الوصول إلى التمويل اللازم لمواجهة التغيرات المناخية في كل مختلف العالم، ستنعدم الوسائل للوصول إلى الاقتصاد الأخضر.

وطالب غويتريش الدول الكبرى، بأن تعمل على توفير التمويل للحد من الانبعاثات الكربونية، وحذر في نهاية حديثه، من تفاقم الأزمة المناخية خلال السنوات المقبلة.

تمويل وأمل

وترفع الدول النامية والأقل نمواً في العالم صوتها عاليا للإيفاء باحتياجاتها منذ أن تم الاتفاق على دعم هذه الدول ومساعدتها، لتجاوز أزمتها المناخية، ففي مؤتمر قمة المناخ في جلاسكو كوب، 26 أمن المؤتمر على أن الوفاء باحتياجات هذه الدول يعد أمرا حيويا، فالوفاء بتقديم 100 ملياردولار سنويا، هو ماتطمع فيه الدول الفقيرة، للتأقلم مع التغير المناخي والموافقة على وقف تام للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 أو قبله، على أن تكون هنالك أهداف محددة للدول المسؤولة عن الانبعاث، مثل أستراليا وأمريكا وبعض بلدان الاتحاد الأوربي، بجانب ذلك الاعتراف بالخسائر والأضرار التي تعرضت لها الدول الفقيرة.

أصبح الحديث عن التمويل يتكرر في كل مؤتمر للتغير المناخي، ولم تبادر الدول المسببة للانبعاثات في اتخاذ خطوة جادة، تبني جسر الثقة في الإيفاء بالدعم، مع الدول الفقيرة ماجعل الأمين العام للامم المتحدة يَوم الأربعاء التاسع من نوفمبر يطرق بشدة على هذا الأمر، خاصة وأن قضية دعم الدول الفقيرة تأتي على رأس أولويات جدول أعمال القمة، فالدول الفقيرة تأمل في التحول إلى طاقة نظيفة وبنية تحتية مستدامة، وإلى حين نهاية المؤتمر، سيبقى السؤال معلقا هل ستحصل الدول الفقيرة على التمويل المقترح؟؟ .
وستظل هذه القضية، مكان (إلحاح) الدول الفقيرة، التي تأمل في(ضمان) تدفق التمويل.
وهنا تؤكد الأستاذة سمية عبدون على أن تمويل البنود المختلفة، مثل المساهمات الوطنية المحددة والمشروطة بالتمويل واستراتيجيات التنمية منخفضة الانبعاثات طويلة الاجل يتم النقاش حولها خلال هذا المؤتمر، إضافة لخطط التكيف الوطنية وأنماط التعاون الجديدة، لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتقارير الشفافية وغيرها، والتي تحتاج إلى الدعم المالي والفني، حيث تتطلع الدول الأطراف إلى احراز تقدم في المناقشات المتعلقة بتمويل أنشطة المناخ.

بينما يتساءل الدكتور ماجد كرم الدين المدير الفني للمركز الإقليمي للطاقه المتجددة وكفاءة الطاقة ، كيف سيتم الدعم؟؟ ويقول في اجابته إذا كان ما نأمله هو فقط حشد التمويل، فهذا جزء من الصورة، لأن الهم الأساسي للدول النامية، وخاصه الدول الافريقيه هو تحقيق نمو اقتصادي واجتماعي ينتشل شعوب القارة الأفريقية وغيرها من الدول الفقيرة من حالتها المتدنية، في مختلف المؤشرات، التي تخص جودة حياة البشرية، ومنها معدلات الوصول للكهرباء، ونصيب الفرد من الغذاء والخدمات، ويقر كرم الدين بأن هناك خللا يكمن في توظيف التمويل قائلا (يكمن الخلل في عدم قدرة الشعوب النامية على تجهيز مشروعات قابله للتمويل البنكي، والتمويل من الصناديق الدولية، بمعنى ان تحتوي على الاشتراطات والمعلومات التي تفي بمتطلبات هذه الصناديق  وخفض المخاطر المرتبطة بالاستثمار وتجهيز البيئة لحماية الاستثمارات الاجنبيه والمحليه ،والوصول الى بيئة استثمار جاذبه تسمح بالنمو وزيادة المشروعات مستقبلا).
بنود
في غرف المناقشات جاءت بنود مفاوضات الهدف الشامل الكمى للتمويل، مبنية على
على احتياجات الدول النامية المحددة والمكتوبة فى الوثائق، مع مراعاة الكم والكيف.
بجانب سهولة الحصول عليه بعدالة وتساوي.كما كان لتحديد تدفق التمويل عن طريق المنح وليس القروض، من موارد الدول المسببة للانبعاثات، على أن يكون تمويل القطاع الخاص مكملا له. إضافة .لتحسين إجراءات الشفافية، لكتابة التقارير لمتابعة تدفق التمويل، من مصادره إلى المستحقين.

ولتوفير الدعم وسهولة الحصول عليه، لابد أن يتمدد للوصول إلى المستويات المحليةوالمجتمعات والجمعيات الطوعية وخاصة المجتمعات المتأثرة بتداعيات تغير المناخ.

أسواق الكربون الأفريقية

من قلب مؤتمر قمة المناخ، أعلنت الأمم المتحدة، إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية، وذلك من أجل تعزيز نمو و حدات الكربون، وخلق فرص عمل في أفريقيا، وياتي السؤال من أطلق المبادرة ولماذا؟؟
أطلقها الأفارقة أنفسهم، وبعض خبراءتداول الكربون مع التحالف العالمي للطاقة، من أجل الكوكب وسكانه ،ونظرة سريعة على المبادرة، نجدها، أفريقية المنحى، وربما تؤدي مستقبلا لتوسيع مشاركة القارة السمراءبشكل واسع في إنتاج الكربون، إذ من المتوقع إنتاج 300مليون وحدة كربوني سنوية بحلول عام 2030،و1.5مليار وحدة بحلول عام 2050، إضافة لعدد من الوظائف تقدر بالملايين بحلول عام 2050. وانضمت عدد من الدول الأفريقية، إلى المبادرة ،منها كينيا وملاوي، و الغابون، ونيجيريا، وتوجو، وقبل ان يجف مداد المبادرة، أعلن ممولون للوحدات الكربون عن خطط جيدة لانشاء تطبيق لنمودج الالتزام بمئات الدولارات.

وتشير الأستاذة نجلاء محجوب، من الهيئة القومية للغابات، الى أنه تم في كوب 27مناقشة المادة 6.2 الخاصة بالإجراءات والسبل والطرق المتبعة للتعاون في التبادل التجاري للكربون، كما تم استعراض الأسس والقواعد وطرق المتابعة، بجانب التسجيل المحلي الداخلي والخارجي ومستوى التنفيذ في المساهمات المحددة وطنيا.

حلول الطاقة
كان الحديث حول الطاقة الخضراء ،احد أركان النقاش في كوب 27،فالمستشار الألماني اولاف سولتش، استعرض في حديثه، أهمية الهيدروجين الأخضر ،كعنصر اساسي لمستقبل الصناعه، واحد اهم التكنولوجيات الحديثة، التي تتصل بالتغير المناخي، ووصفه بأنه يخلق فرصا للعمل، وتوقع اولاف ان يتم استخدام الهيدروجين الأخضر كبديل للطاقة حول العالم بحلول عام 2050، مايدعو للتفاؤل ،هو الحماس داخل غرف التفاوض من أجل التنفيذ، ولكن هل سيكون التنفيذ بمستوى (سخونة) النقاش والأمل؟؟ خاصة وان اولاف مملؤا بالتفاؤل في ان تكون هناك، نقطة تحول من خلال كافة المشروعات في الطاقه المتجددة.

وتضيف هنا الدكتورة سوسن سنهوري أمين الشؤون العلمية بالمركز القومي لبحوث الطاقة، قائلة إن الهيدروجين كبديل صديق للبيئة، يحتاج لطاقة كبيرة أما احفورية مثل الغاز الطبيعي لإنتاجه واستخلاصه، مايؤثر سلبا على البيئة لانه يصدر انبعاثات، ويصبح مكلفا اذا تم إنتاجه من الطاقات المتجددة).

اعتراف
مازالت بعض الدول، النامية تدير محطات للطاقه عن طريق الفحم، بجانب وجود ملوثات أخرى في الدولة نفسها ، وهنا يأتي التركيز على تخفيف الضرر، عبر دعم كبير، يسمح للدولة ببناءبنية تحتية للطاقة النظيفة، لاستبدال تلك المحطات، ولبناء محطات دفاعية قوية في وجه الفيضان ، وتوطين السكان المعرضين للخطر، وتوزيع المحاصيل المقاومة الجفاف تحتاج هذه الدول لبرامج التكيف المستدامة ورغم الاجتهادات والتشبت بالحصول على ذلك، الا ان تمويل الخسائر والاضرار الان محل (جدل) في هذا الكوب، كوب 27،اذ ترغب الدول النامية في الحصول على (دعم مضمون) من الدول المسؤولة تاريخيا عن تغير المناخ، ولكن يبدو أن هذا الدعم، الذي (ستتلقفه)الدول النامية ،ليس من السهل الايفاء به، لأن الدول المتقدمة ستعده (اعترافا) بالمسؤولية عن كوارث تغير المناخ. مازالت هناك بعض الأيام على ختام مؤتمر كوب 27 بشرم الشيخ، فهل ياترى سيظل الالتزام قائما بتنفيذ مطلوبات كوب 26في جلاسكو؟؟

غير مشتركة
واخيرا مازال التفاؤل يشكل أرضية( غير مشتركة) بين المتابعين لمؤتمر قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ الجميلة، داخل وخارج المؤتمر، ولكن ربما تحدث (مفاجأت) تجعل مخرجات الكوب قابلة للتنفيذ العاجل.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق