مقالات
سواقي كسلا تبكي العم محسوس
إبراهيم ساعد:
برحيل العم محمد الطاهر محسوس، فقدت كسلا ركناً عظيماً من أركانها الاجتماعية، فقد كان الراحل ومنذ استقراره النهائي بها في العام ١٩٣٠م يمثل نموذجاً في العصامية والسعي والإجتهاد.
حفر الأرض بيديه وعاصر تطور السواقي وكانت منتجات ساقيته مضرباً للأمثال في الجودة والتميز.
أنشأ داراً رحيبة وسط ساقيته بالسواقي الشمالية بغرب القاش كانت ملاذاً آمناً لكل صاحب حاجة وبيتاً مفتوحاً لطلبة العلم والضيوف القادمين من شتى بقاع السودان.
ساقية محسوس كانت سوداناً مصغراً جمعت كل الأجناس في توادد وتراحم فريد،
عرف الراحل بدوره الكبير في الحل والعقد للقضايا الاجتماعية وتشهد الشجرة الكبيرة بسوق غرب القاش على حكمته وتفرده في ذلك.
برحيل العم محسوس، انطوت صفحة ناصعة من تاريخ السواقي بكسلا لرجل كريم ومضياف قل أن يجود بمثله الزمان.
كان سباقاً للخير وصاحب سهم في كل الحوجات ، اشتهر الراحل بوقف منتجات ساقيته من فواكه وخضروات لكل صاحب حاجة، بل انه اتاح سبيلا للحليب المجاني من خيرة الأبقار .
نسأل الله له الرحمة والمغفرة والقبول الحسن وأن يبارك في ذريته واحفاده وصدقاته الجارية.
إنا لله وانا اليه راجعون.
كسلا – ١٥ نوفمبر ٢٠٢٢م