الساقية برس- إخلاص نمر:
قبل إصدار القرار التاريخي الخاص، بصندوق تمويل الخسائر والأضرار يوم السبت 19نوفمبر 2020، في مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية، ومن داخل مؤتمر قمة المناخ، تبادلت أكثر من دولة النقاش على (العلن) حول تعويض الدول النامية المتضررة من تداعيات المناخ.
وفي أمسية الجمعه 18نوفمبر، وهو اليوم المزمع لختام المؤتمر، أعلن نائب رئيس المفوضية الأوربية فرانس تيمانز عن موافقة الاتحاد الأوربي، على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار.
وقال إن مجموعة الـ 77 تتمسك بإنشاء الصندوق، وانه وفق تسميتها (مطلبا أساسيا).
إنهاك
أنهكت الخسائر والأضرار الناتجة من تأثيرات التغيرات المناخية، الدول النامية وبلغت البنية التحتية فيها ترديا ملحوظا ، إضافة لإنهاك خزينتها المالية وعجزها عن( تسديد الفواتير) الأمر الذي ترك أثرا بالغا على الحياة الاجتماعية لسكان تلك الدول الفقيرة.
ورغم محاولات هروب الدول الغنية من الالتزام المستدام، الا ان تيمانز هو الاخر، وفي تصريحه يوم الجمعة الثامن عشر من نوفمبر، أوضح قائلا (لم تكن فكرتنا ان يكون لدينا صندوق)، ودفع ب (تبرير) لذلك مفاده (ان الامر يستغرق وقتا، قبل أن يتم انشاء صندوق فعال، ووقتا اكثر قبل أن يجد المال طريقه للصندوق) واردف (لابد أن تتحرك الأدوات الحالية لتمويل المناخ فهي افضل) وزاد (وافقنا لأن مجموعة الـ77 مصممة على إنشاء الصندوق).
صفقة شاملة
لم يبد فرانس موافقته، على ضوء إرادة الدول النامية فقط، بل اتبع ذلك بشرط وهو (ان الاتحاد الأوربي يريد مزيدا من الطموح بشأن خفض الانبعاثات، وتطبيق الخطط الوطنية، وهدف باريس في تحديد 1.5درجة مئوية، وذروة الانبعاثات العالمية بحلول عام 2025،ولم يتردد فرانس ان يصفها بأنها (صفقة شاملة).
نوايا
كعادة الدول النامية التي (شبعت) من الوعود حد( التخمة )، أبدت كامل قلقها من نوايا اعلان الاتحاد الأوربي حول الصندوق الاتي، مادفع عدة دول جزرية ونامية الي التركيز الأكبر، حول انشاء الصندوق واعتباره (لابديل له)، في مساعدة الدول النامية وانقاذ مايمكن، لتلافي الخسائر والاضرار، واكد رئيس وزراءجزيرة باربودا وانتيغوا غاستون براون، الممثل لتحالف الدول الجزرية المهددة بارتفاع مستوى مياه البحر قائلا (علينا وضوح انشاء صندوق للخسائر والاضرار خلال هذا المؤتمر) وأضاف (سيشكل ذلك ضمانة متواضعة، أعضاء تحالفنا يخسرون يوميا ما يصل الى 2٪ من إجمالي ناتجهم المحلي، في يوم واحد بسبب ظاهرة مناخية واحدة).
ومن أفريقيا جاء صوت رئيس السنغال والاتحاد الافريقي ماكي سال (يجب احترام مبدأ ان الملوث، عليه أن يدفع في اطار التضامن). بينما دعمت دولة كندا، اقتراح الاتحاد الأوربي ،الا انها وجهت (ابهامها) نحو الصين والسعودية وقطر، لحثهم على دعم صندوق الخسائر والاضرار، حيث وصفتهم (نظرا لانبعاثاتهم وثرواتهم التاريخية).
أمان مناخي
انشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار في اعتقادي سهلاً، ولكن يجب أن تعلو الارادة اولا في الالتزام، نحو هذه الدول التي ترد موارد الوجع والهلاك، بسبب التغيرات المناخية، فالدول الغنية قد فشلت في الوفاء بوعدها السابق بتقديم 100مليار دولار سنويا، بحلول عام 2020 لتمويل التخفيف من الانبعاثات ومشروعات التكيف والحماية من الطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ، فالإلتزام والإرادة نحو مساعدة الدول المتضررة بخطوة واحدة، يجعل تلك الدول في أمان مناخي إن جاز القول.
19نوفمبر
بشروق شمس 19نوفمبر، أعلن وزير الخارجية المصري رئيس المؤتمر سامح شكري، عن اتفاق المشاركين على انشاء صندوق للخسائر والاضرار لمواجهة التحديات المناخية في الدول النامية ،ختام دفع ب (السرور) الي داخل( قلوب) الدول النامية، ولكن يبقى السؤال قائما، وهو امتداد لذات الاتفاق التاريخي، كيف ومتى سيكون تدشين العمل الرسمي لتفاصيل التمويل؟؟ وماهي آليات عمل الصندوق؟؟ وهل على الدول النامية انتظار توصيات(لجنة الانتقال) حتى كوب 28؟ وكيف ستكون (خطى الدرس والإقرار) في المسافة بين هذا الكوب 27 والقادم في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
فهل(سيطول) انتظار الدول النامية لضربة البداية؟.