مقالات

جاسوسية

نمريات

إخلاص نمر:

تناولت السوشيال ميديا، والقنوات الفضائية العالمية، خبرا طازجا نقلا عن صحيفة هاارتس الإسرائيلية، والتي كشفت عن أن نائب رئيس المجلس الانقلابي محمدحمدان دقلو حميدتي، قد وصلته في عقر العاصمة السودانية الخرطوم، أجهزة تجسس حديثة جدا وكاملة، مايعني انها تعمل بكفاءة عالية جدا، وبامان تكنولوجي رفيع المستوى في الجودة والنوع ، تلتقط التفاصيل، ولاتشرد منها شاردة، وتفي بالواردة لأجهزة دقلو في مكتبه.
نائب رئيس المجلس الانقلابي محمد حميدتي، خرج لنا بتصريحات توحي لغير (العارف)، أن قلب الرجل مع الثورة والثوار، وانه نصير هذا الهادر في شوارع الخرطوم والولايات ،الذين ينادون بخروج العسكر وعودته إلى الثكنات، والجنجويد ينحل.
ينادي الثوار دائما، وبصوت واحد بالتحرر من أسرالعسكرية، التي تعاقبت على حكم السودان منذ استقلاله، ووصمت حكومة البرهان الانقلابية ، قلبه وأطرافه وكامل جسده، بالعنف والوجع والقتل.
وجه دقلو حديثه الى المشاركين في قمع الثوار، وقتلهم، وهم الجيش والشرطة، بأمر رئيس الحكومة الانقلابية، وجه ذلك في غياب الأسماء والتركيز على الإشارات الخفية، و استدعاء( إياك أعني واسمعي يا جارة)، وزاد من حدة لومه بقوله (ناس يفتحوليهم الكباري للوصول للقصر وناس يموتو قبل الوصول اليه)، هل نسي ام تناسى حميدتي بأن قواته قد شاركت في كل خطوة، عندما قابلت الثوار فوهات البنادق، وطلقات الخرطوش والبمبان والاوبلن الجديد!!!!!.
أظهر حميدتي (طمعا وتفاؤلا وأمنيات جمة) في خطب ود الثوار بحديثه حول الوصول للقصر، فالمرحلة الان تتطلب (مكاسبا) مهما كان سلم الوصول إليها، ووصول دقلو لهذه (المكاسب) كانت كلماته، التي كشفت للشعب السوداني ان طلاقا يلوح في الأفق ، ربما (يقع) قريبا بين دقلو والبرهان،لاعودة فيه، فتصريح دقلو، ليس إلا (مقدمات) عن الخلاف الخفي بين الرجلين، وربما وقبل ان يجد مقالي طريقه للنشر، تظهر الحقائق على طاولة الشعب، الذي رفض تماما تصريحات دقلو، وعدها من (تخاريف) الرجل، لن تجدي مع الثوار مثل هذه التصريحات، ولو فرش معها دقلو، للثوار الأرض زهورا وزعفرانا،فمشاركة قوات الدعم السريع، التي يرأسها دقلو ،إلى جانب الجيش والشرطة والامن في تعقب الثوار واصطيادهم وقنصهم وقتلهم واخفائهم قسرا، لن تمر على وعي الثوار، الذين يقدمون في كل يوم درسا لساسة هذا البلد، الذين يتمرغون تحت أقدام العسكر…
في الخبر الذي أوردته صحيفة هارتس وطار الى محطات العالم الاعلاميه قالت الصحيفة (ان هذه الأداة التي امتلكها الدعم السريع، تجعل منه قادرا على قلب موازين القوى في السودان، بفضل قدرتها على تحويل الهواتف الذكية، إلى جواسيس، ترصد صوت وصورة صاحبها) انتهى تصريح الصحيفه ولكن، ومهما جاء من نفي دقلو ، إلا أن وجود خبر كهذا، على صفحات الصحف والقنوات الفضائية العالمية، يعني أن السودان مقبل على ايام مليئة بالوحشية والقتل الجماعي، ومن ينجو من مذبحة الجاسوسية سيصبح أداة في أيدي (جماعة) دقلو، وتحت السيطرة الكاملة.

وبذلك، ننعي لأنفسنا والاصدقاء والجيران، وطن المحجوب والأزهري والبلابل، وحمدنا الله عبدالقادر، ومكي سنادة، وكمالا إسحق، وعبدالرحمن على طه، و التجاني الماحي، وكل عظماء وثوار بلادي الشباب، الذين عزم دقلو الآن على التجسس عليهم، ننعي للجميع وطن الكرام، الذي أصبح مقرا لأدوات تقنية مراقبة متطورة جدا، تعمل على تحويل الهواتف إلى جواسيس، قادمة من شركة انتيللكسا، التي يملكها الاستخباراتي السابق تال ديليان.

وبعد كل ماورد، هل سندخل عصر (الردة التقنية) ونتسابق لامتلاك (3310) ؟.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق