منوعات وفنون
إشكالية الإسلام والفن
أحمد الصاوي:
منذ القدم زاول الإنسان أدوات التعبير ولقد اختلف الكتاب والأدباء والنقاد فى تعريف الفن ومن خلال وقوفي على مجمل الآراء توصلت إلى أن الفن هو التعبير الجمالي عن الإحساس وتبقى أدوات التعبير مختلفة من فن إلى فن.
فالشعر على سبيل المثال أداته اللغة
والقلم واللوحة هما أداة الرسم أما المسرح أداته الخشبة والأشخاص
والإزميل والصخرة هما أداة النحت
وهكذا لكل فن أدواته وتبقى الجمالية هى الشرط الأساس في أي لون من ألوان الفن ولها ما لها من تأثير إنساني فى تحريك المشاعر والعواطف.
لا أريد هنا الخوض فى إشكالية الإسلام والفن فقد كثر الحديث عنها علماً أن الإسلام بحدود علمي المتواضع لم يحرم الفن ولاسيما من الناحية الجمالية ولايخفى ما للجمالية من أثر بالغ فى بناء الإنسان روحياً وذوقياً وإنسانياً.
أما من حيث الغاية الموضوعية فلا شك أن الإسلام يتعارض ويتقاطع مع الغايات التى من شأنها إفساد الأذواق والعبثية والخروج على التقاليد والقيم الإسلامية بشكل عام
ولا أظن أن إنساناً سوياً يقف على الضد من الإسلام ودعوته إلى السمو بالروح والارتفاع بالأذواق ونبل الغايات كما ارتفع الفنان عبدالعزيز داؤود، رحمه الله بالذائقة السودانية إلى مراقي الجمال حين أنشد بحنجرته الذهبية كلمات وشعر إبن الفارض:
لك الحمد يامستوجب الحمد دائما
على كل حال حمد فان لدائم
وسبحانك اللهم تسبيح شاكر
لمعروفك المعروف ياذا المراحم.