مقالات

حراك الاتحادي.. استعجال أم استعدال ؟

موازنات

الطيب المكابرابي:

في خطوة أعقبت إعادة تشكيل المكتب القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالقاهرة وأداء المكلفين الجدد القسم أمام مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، وصل إلى مدينة بورتسودان قبل أيام وفد اتحادي رفيع بدأ نشاطا سياسيا وحراكا واسعا حيث أنصار الحزب هناك ومقر الحكومة الاتحادية المؤقت.
تحرك الوفد من الشرق باتجاه الغرب ليلتقي بقيادات الحزب في الشمال ويشرح مهمته وبعض الخطوات التي اتخذت في سبيل تصحيح المسار وخطوات الانطلاق نحو حياة حزبية مكتملة الدوائر خلال المرحلة المقبلة.
من بين ما يتضمنه الحراك كذلك عقد مؤتمرات تجمع الكثير من عضوية الحزب يتم فيها تقديم رؤية القيادة وشرح وتنوير العضوية بما سيكون عليه الحال.
دون الخوض في مناقشة ماكان وحدث سابقا ومايراه البعض خيانة البعض لمبادئ الحزب وتحالفهم مع من يحكم دون انتظار لرأي الحزب وإحداث بعض الشروخ ثم إهمال القيادة لنشاط الحزب وعدم إلمامها بما لحق بالعضوية من تشظ وشظف وانهيار دور لابد من مناقشة سريعة لخطوة الوفد الحالي وهذه الزيارات واللقاءات خاصة وأن البلاد ماتزال ترزح تحت ضغط حرب لم تتوقف منذ عامين ونصف بالتمام..
يرى البعض في خطوة قيادة الاتحادي هذه عملا استباقيا وخطوة مفتاحية لتوحيد الصف وتجميع القوة وطرح البرنامج على القواعد وفتح الأبواب أمام بقية الأحزاب لبدء حراك مطلوب خلال المرحلة المقبلة استعدادا لعودة حكم مني كامل ينتظره الشعب ووعدت به القيادة العسكرية والحكومة المكلفة.
البعض لا ينظر إلى الخطوة إلا بعين ترى في السودان بلدا غير مؤهل في القريب العاجل لممارسة نشاط حزبي منتج ومفيد ذلك أن الحرب لم تتوقف وإن توقفت فإن هناك من لا يرى ضمانا لأمن واستقرار وإعادة بناء إلا على يد الجيش الذي يجب أن يستمر ممسكا بالسلطة إلى وقت معقول هذا بجانب ماهو قائم فعلا من تقاعس أو عدم تفكير من الأساس من قبل بعض حملة السلاح في دمج أنفسهم في الحياة المدنية وتسمية تشكيلاتهم العسكرية وتحويلها إلى أجسام مدنية لتستعد للمشاركة في الحكم المدني.
الخطوة حركت ساكنا وأحدثت فارقا ملحوظا مابين الجمود السابق على الساحة الاتحادية خصوصا ومارآه الناس الآن ثم أنها آتت أكلها بلقاءات تمت مع بعض الأحزاب للتنسيق المستقبلي وآليات قيادة البلاد هذا فضلا عن فتحها الباب واسعا أمام أحزاب قديمة لتنهض من جديد وأحزاب لم تولد بعد لتبدأ حراكا وتتخذ خطوات باتجاه التأسيس.
ماهو مطلوب وبعد هذه الخطوة أن يتم تحرك حزبي جماعي مع الجهات الرسمية لتنقيح قوانين تسجيل وتنظيم الأحزاب حتى ينغلق الباب تماما أمام كل حزب أو جماعة عاونت مليشيا آل دقلو في حربها ضد أهل السودان وكل من تعاون أو شارك في حكومة موازية لحكومة السودان وكل من أيد دولة أو موقفا دوليا ظالما لأهل السودان وحرمانهم أحزابا وأفرادا من المشاركة بأي حال في حكم السودان.

وكان الله في عون الجميع

الأحد 5 أكتوبر 2025م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى