سمية المرضي خمجان:
لا يخفى على أحد أن السودانيين يحبون القهوة كواحدة من أهم المكيفات، فنجد من يشربها فى الصباح الباكر ومنهم من يشربها فى الظهر أو العصر أو العشاء وهذه دائما تكون في جلسة أسرية.
هناك سيدات أبدعن فى صناعتها وخاصة فى الأسواق وحديثاً سُميت أماكنهن بـ(الجنبات) وتستخدم في القهوة البهارات ويطلق عليها (الدوا) ويتم تهيئة المكان بطريقة تجذب (الكييفين) إلى شربها.
المرأة فى شرق دارفور تتناول القهوة مع طقوس معروفة ولكنها تختلف من نساء لأخريات، منهن من تمد لها الفرشات (البساطات) لتوضع القهوة وملحقاتها على طول (الفرشة) ويجلسن على أطرافها حتى تعم الجميع القهوة والونسة.
تجتمع النساء وبناتهن وخاصة المقبلات على الزواج باعتبار هذه الجلسات تعليمية لهن
وتختلف طريقة التحميص أو (القلي) حسب الكيف لديهن
فمنهن من تحمصه حريرى أو كاكاوى على حد تعبيرهن وأخريات يحمص البن داكنا أو أسود.
أيضا منهن من تحب القهوة (تقيلة) ومنهن تحبها خفيفه وكذا الحال فى البهارات أو الدواء.
تراعي صاحبة البيت كل هذا الاختلاف وتحسن إدارته لتخضر لكل ست الكيف الذى تطلبه بطريقه غير مكلفة
أما ملحقات القهوة من المكسرات (الفول السودانى مدمس أو مسلوق البلح بطاطس) مسلوق يقطع شرايح مع الدكوة والليمون بالشطة بشار أحياناً بطيخ ….الخ
البخور يمثل جزءا مهما من طقوس القهوة
(بخور التيمان) أو صمغ الجاولي أو الحب المعسل كماهو سائد فى عالم المرأة.
ولا تخلو جلسة القهوة عند النساء من الودع وقراءة الفنجان، كما تزين بالونسة والضحك ومدح القهوة وصانعتها لذا نجد عبارة (تسلم الأيادي الصانعة).
واحدة من الاستراتيجيات في الجمعيات النسوية والصناديق (القرعة) نجد المرأة تتبع أسلوباَ مغايراً للاتي يسهون فى أخذ الشاي والقهوة معا أثناء القعدة فتحكم بتنظيم الجلسة القادمة.
تستغل النساء وقت شرب القهوة فى التطريز والمشغولات اليدوية والمشاط إضافة للتجارة عبر الدلاليات.
أخريات يتغنين ويدندن بأغنيات القهوة
ويضربن الفناجين أو الكبابي لإحداث إيقاع يستمتعن به عند سحن (دق البن)
يسمى ( التلتلة).
بكر الجبنة هي المغلية الأولى تتلوها (التني) وهذه كاسمها التي تغلى بعد البكر، ثم (التلوة) وهي بقايا القهوة لذا تتغنى الفتيات: “يا يمة تلتلي الجبنة اكشحي التلوة”.
