مقالات

سلك.. بين الاخلاق والسياسة

محمد وداعة:

لم نسمع أن سلك بأي صفة من صفاته أدان رسميا انتهاكات الدعم السريع

لم نسمع بإدانة سلك أو حزبه أو جماعة الحرية والتغيير لاحتلال منازل المواطنين بعد إخراجهم منها وسرقة أموالهم 

لم نسمع يا سلك عن ادانتكم لاستباحة المستشفيات و اتخاذها مقرات عسكرية و قتل الاطباء و الكوادر الطبية

لم نسمع ادانة منك او من قومك للاغتصابات و التحرش الجنسى

لم نسمع إدانة لأحداث الجنينة وتصفية والى غرب دارفور خميس أبكر 

لماذا انت وقومك ترددون الإدانة وراء الإدانة لقصف الطيران فقط؟

هل حقيقة تواصل معك يوسف عزت مستشار الاخوة دقلو لتعيين ولاة للخرطوم وغرب دارفور؟ وان لم يفعل فلماذا لم تنف ذلك؟

سلك يتحدث بصفات متعددة ، قيادى فى الحرية و التغيير ، نائب رئيس المؤتمر السودانى ، والمتحدث باسم العملية السياسية ، والصفة الاخيرة اكتسبها بعد التوقيع على الاتفاق الاطارى ، و الذى وقع عليه برهان و حميدتى بالاضافة الى مجموعة الحرية و التغيير وقوى اخرى من خارج قوى الحرية و التغيير ابرزها المؤتمر الشعبى ، و الحزب الجمهورى بقيادة الاستاذة اسماء محمود محمد طه ،
و ليس مفهومآ استمرار سلك فى التحدث باسم العملية السياسية التى تسببت فى الحرب او كانت غطاءآ سياسيآ لها، هذه الحرب التى يتقاتل ( الطرفان ) كما يسميهم الاستاذ سلك و نفر من قيادات الاطارى ، و بالرغم من ان سلك قال مرارآ انهم محايدون فى هذه الحرب ، الا انه ينتهز كل و اى سانحة للتعبير عن انحيازه للقوات المتمردة ( الدعم السريع ) ، و بالذات العد التنازلى للحرب ، لدرجة المغالطة الصريحة للوقائع و تبنى رواية حميدتى فى تحديد يوم 15 ابريل لبداية الحرب فى المدينة الرياضية ،
هذه ليست مناسبة للتشكيك فى قدرات الاستاذ سلك السياسية و المعرفية ، والى اى حد يدرك ويفهم فى الحرب، و بغض الطرف عن احاديث اجراها مع ( الطرفين ) لتفادى الحرب ، الا انه يتجاهل تمامآ الوقائع كما حدثت قبل يوم 15 ابريل و تعتبر عملآ حربيآ ، ففى يوم 29 مارس استأجرت قوات الدعم السريع المدينة الرياضية و حشدت فيها حوالى الفين من الجنود مدججين بالسلاح ، يوم 11 ابريل تحركت (58) مدرعة و عربة مجنزرة من الزرق بشمال دارفور و ارتكزت فى معسكرات الدعم السريع و منها (28) مدرعة فى المدينة الرياضية بحلول يوم 14 ابريل ، اندفعت (130) عربة مقاتلة الى مروى و حاصرت القاعدة الجوية يوم 12 ابريل ، بالاضافة الى وصول بطاحات تحمل الالاف من الجنود و دخلت الى معسكر الرياض ( العمليات ) يوم 5 ابريل ، هذه توقيتات الوقائع الحربية التى تمت ، فالتحشيد و جلب المدرعات فى الخرطوم ، و محاصرة القاعدة الجوية فى مروى تؤرخ للبداية الحقيقة للحرب ، ثم هى لم تكن حربآ فى يوم 15 ابريل ، كانت انقلاب دموى مدعوم باطراف خارجية و داخلية يستهدف تصفية القيادات العسكرية ، والاعلان ان الجيش صحح الاوضاع داخله ، و اطاح بالفلول ، و هلم يا حميدتى و اهل الاطارى لاستعادة التحول الديمقراطى ،
سلك قال فى وقت سابق بان (الواقع ما بعد حرب ١٥ أبريل يتطلب عملية سياسية جديدة تحمل ذات غايات وأهداف العملية السياسية السابقة مثل الوصول لجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة، وضع اسس حكم مدني ديمقراطي وتداول سلمي للسلطة، ومنهج شامل للعدالة الانتقالية، على أن يوضع في الاعتبار التطورات التي حدثت بعد الحرب، وتتم معالجة شاملة لجذور الأزمة السودانية بصورة حقيقية وجادة ) ، لذلك فان كان الاخ سلك جادآ اخلاقيآ ، عليه اولآ الكف عن التحدث باسم عملية سياسية نعاها بنفسه ، و ثانيآ ان يكون حياده حقيقة و ليس انحيازآ للدعم السريع ،
تحدث سلك و قال ان الحياد هو الموقف الاخلاقى الصحيح من (الطرفين) ، و ان الانحياز لاى منهما هو موقف سياسى ، اذن توجب على الاستاذ سلك ان يتمسك بموقفه الاخلاقى ، عليه ان يكون حقآ محايدآ ، و الا يرسل حديثآ مضللآ عن ادانته لانتهاكات ( الطرفين ) ، لم نسمع ان سلك باى صفة من صفاته ادان رسميآ انتهاكات الدعم السريع ، لم نسمع بادانة سلك او حزبه او جماعة الحرية و التغيير تدين احتلال منازل المواطنين بعد اخراجهم منها و سرقة اموالهم ، لم نسمع يا سلك عن اى ادانة لاستباحة المستشفيات و اتخاذها مقرات عسكرية و قتل الاطباء و الكوادر الطبية ، لم نسمع ادانة من قومك للاغتصابات و التحرش الجنسى ، ولم نسمع ادانة لاحداث الجنينة و تصفية والى غرب دارفور خميس ابكر ،
سمعناك و قومك ترددون الادانة وراء الادانة لقصف الطيران للاحياء السكنية ، و لم نرى استنكارآ او ادانة لدخول القوات المتمردة لهذه الاحياء، و الاحتماء بالمدنيين و اتخاذهم دروعآ بشرية ، هذا مع الاسف موقف سياسى انتهازى بامتياز، هذا موقف مرتبط بوعود واوهام لن تتحقق ، هل حقيقة تواصل معك يوسف عزت مستشار الاخوة دقلو لتعيين ولاة للخرطوم و غرب دارفور ؟ و ان لم يفعل فلماذا لم تنف ذلك؟
1 يوليو 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق