مقالات

مؤتمر فرنسا “تمخض الجبل فولد فأرا”

حد السيف

محمد الصادق:

المؤتمر الإنساني حول شؤون السودان الذي دعت له ونظمته الدولة الكبرى العظمى فرنسا فى باريس من حيث الإطار والشكل العام يعتبر خطوة تستحق التقدير . ولكن للأسف الشديد هذا الإطار والشكل العام للمؤتمر شوهت صورته عدم إشراك حكومة السودان أو حتى سفيرها وسفارتها فى فرنسا، بينما دعت للمؤتمر مجموعة قوى الحرية والتغيير أو تقدم الإسم البديل لها .
هنالك مثل عربي يقول (تمخض الجبل فولد فأرا ) وهو يعني أن الجبل الكبير طولا وعرضا والقوى يخرج من بين شقوقه فأر صغير، ويضرب المثل لمن يتوقع منه الكثير لكنه يأتى بالشئ القليل أو الحقير الذى لا يتناسب مع حجمه الحقيقى أو المتوقع .

وهو ما حدث بالفعل فى مؤتمر باريس الذي صرفت عليه صرف من لا يخشى الفقر وكانت أهم مخرجاته أن يتم وضع آلية لتوصيل المساعدات لكل المناطق المتضررة من الحرب في السودان.

والمؤسف المحزن أن حكومة السودان المعنية بهذا الأمر لم تتم دعوتها كما ذكرت آنفا فهل يستقيم عقلا أن تقدم فرنسا على تلك الخطوة غير المقبولة والموفقة؟.

ثم كيف لها أن تقدم المساعدات دون مشاركة الدولة والحكومة ؟؟ والأمر المؤسف الثانى أن تحضر المؤتمر مفوض العون الإنساني في حكومة السودان وتقول أنها تشارك بصورة شخصية وهو ما يعد مخالفة صريحة فى توجه الدولة وقراراتها وربما حديثها هذا قد يفسره البعض بأنه تضامنا مع مجموعة تقدم التي تعتبر الحاضنة السياسية للدعم السريع .
إن ما حدث من تجاهل فرنسى للدولة والحكومة فى هذا المؤتمر يشير بوضوح لإنحياز واضح لجهة ضد أخرى . ولكن الشعب السوداني قادر بإذن الله بعزيمة قواته المسلحة وسلطاته الأمنية المختلفة ومستنفريه وشبابه ورجاله ونسائه أن يعيد السودان أفضل وأعظم مما كان بإذن الله . ويكفى أن الشعب السودانى كله يقف وقفة رجل واحد خلف قواته المسلحة داعما ومساندا لآخر لحظة.

وكلنا شاهدنا جموع السودانيين فى باريس كيف فعلوا مع جماعة الحرية والتغيير وحملوا اللافتات ورددوا الشعارات التى تؤكد أنه لا مكانة لهم عند الشعب السودانى الذي يسطر أروع الملاحم فى هذه الحرب المدمرة التى وضح التخطيط لها منذ سنوات خلت .
إن طال أمد الحرب أو قصر سيعود السودان بإذن الله لسيرته الأولى وأفضل بكثير ولكن بحسابات ورؤى جديدة لا مكان فيها لمتخاذل أو عميل أو طوابير.

وبكره يا سودانا تكبر
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق