مقالات
لمصلحة من تعلق الدراسة ؟
عرفة صالح:
لمصلحة من يضرب المعلمون عن العمل ؟ ولمصلحة من يصعدون إضرابهم لدرجة إغلاق المدارس أربعة ايام خصما على العام الدراسي وعلى مستوى التلاميذ والطلاب ، انه زمن المآسي والتناقضات وزمن العجائب والغرائب .ماذا ذنب الطلاب والتلاميذ وهم في بداية الطريق يتحملون اوزار معلمون يخلطون السياسة بالتعليم يريدون ان يتفذوا اغراض واهداف لا علاقة لها بالعملية التربوية والتعليمية .
ان التعليم عملية اخلاقية وتربوية في المقام الاول وان اي فرد ينتهج هذا الطريق يجب عليه ان يدرك جيدا ان هذا المضمار صعب ويحتاج لقناعات قوية وانه مسؤولية كبيرة ، وانت كمعلم تتحكم في مصير اجيال ينتظرهم مستقبل طويل ، فالنشء تحت رحمة المعلم الذي يعلم الناس ويرشدهم الى طريق العلم والتحصيل والابتكار وجادة الطريق ، مستصحبا معه قول الشاعر (كاد المعلم ان يكونا رسولا) ، هذه الجملة وحدها تكفي بان يكون المعلم في جادة الطريق وان يبتعد عن طريق السياسة الوعر والمعقد الذي لوث كل الحياة في السودان حتى العلاقات الاجتماعية لم تسلم منه واصابها داء السياسية والكراهية والتصنيف والتخوين ، اننا فعلا في السودان (كل عام ترزلون ) طالما المعلمون يضربون ويغلقون ابواب الدراسة لمدة ايام وقد تزيد بسبب المرتبات وهو السبب الظاهري ولكن هناك اسباب اخرى متخفية في اضراب ومطالب المعلمين التى فعلا تحتاج لمعالجات ، ولكن ليس بالطريقة التى نراها الان لدرجة اغلاق المدارس اغلاق شامل كظاهرة غريبة لم يراها السودان من قبل ، هذه الخطوة حتى اليونسيف استنكرتها وحذرت من اغلاق المدارس فاذا كانت اليونسيف حريصة على التعليم في السودان فما بال ابناء البلد الذين يخربون ويدمرون في بلدهم بحجة لهم مطالب ان تتحقق والا ،واذا سلمنا بان المعلمين مظلمين ويعانون فهل وسيلة الاضراب والتوقف عن الدراسة هي السبيل لتحسين الاوضاع المالية لهذه الشريحة المهمة في الحياة .
نعلم ان المطالب حق مشروع ومكفول بالدستور والقانون ولكن هل اغلاق المدارس لايام من شانه ان يحل مشاكل المعلمين في السودان؟. نتمني اجابة صادقة من الذين يقودون سلسلة الاضرابات في قطاع التعليم ، وكيف يقبل المعلمون مواصلة الدراسة في القطاع الخاص ؟،ويحرمون طلاب المدارس الحكومية من مزاولة دراستهم اين العدل في هذا .؟ ألم يكن التلاميذ كلهم سودانيون ام هناك تلاميذ وطلاب من جنسيات اخرى ،فكيف نسمح لمواصلة الدراسة في المدارس الخاصة ونفس الوقت يعلن المعلم الاضراب عن التدريس في المدارس الحكومية ونحن ندعي العدالة والمساواة ، انه الظلم بعينه .
ان قطاع التعليم قطاع مهم ولايتحمل التشويش والبلبلة ولاالنقصان في عدد ساعات الدراسة فكيف لنقابة او لجنة التعليم تعلن اغلاق تام للمدارس في البلاد وهي تدرك تماما هذا يمثل خطرا على مستقبل البلاد ويودي لنتائج سلبية ، برغم ان الوزير الحوري صادق على زيادة العلاوات والبدلات وطبيعة العمل بنسب متفاوته بالاضافة لمنح حافز شهرين تصرف قبل نهاية العام الحالي .
ان الواقع يحتم على المعلمين الجلوس معا لمناقشة كل القضايا التعليمية بالبلاد جنبا الى جنب مع استمرار الدراسة ، ولكن ان تتوقف الدراسة هذا امرغير محمود وفعل يدخل في اطار الخراب والدامر لاجيال المستقبل وهم في بداية الطريق.
ان الذين يقودون الاضراب ويسعون لضرب استقرار العام الدراسي عليهم ان يتذكروا انهم معلمون وامام مسؤولية امام الله والمجتمع وانهم بناة مستقبل العباد والبلاد ، عليه ان يعلموا ان التعليم من غير اضراب في حالة يرثي لها ، فلماذا تريدون ان يتدهور أكثر وتساعدون على خروج التلاميذ من دائرة العملية التعليمية ويتجهون لاعمال اخرى تخرجهم من الحياة تماما ، بالله عليكم بالواحد الاحد فعلا انتم تحملون هم البلد وتريدون تطويره للامام ، الغريب في الامر هناك قيادات وجهات سياسية اعلنت تضمانها مع إغلاق المدارس، ماهذا الذي يحدث أيها المعلمون الأبرار أصحاب العلم والدراية.