مقالات
ماذا يحدث في السودان؟
عرفة صالح:
عام انقضى ويدخل عام جديد والسودان يتراجع للوراء في كل المجالات بسرعة مخيفة ومزعجة للغاية ، اربعة سنوات عاش فيها السودان قمة البؤس والتعاسة والاحباط وشغف العيش وتدني الاخلاق لدرجة فقدان الاحترام بين ابناء الشعب الواحد .
أربع سنوات صار الكبير صغيرا والصغير كبيرا وارتفع صوت المراة عاليا وعمت الفوضى وتاه الجميع في مشارق الأرض ومغاربها ، دمرت البنية التحتية وتدهور التعليم والصحة وفقد بعض الناس حياتهم سنبلة بسبب الصراعات والنزاعات والاقتتال القبلي ،وحلت الكراهية محل الحب والود والوئام ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
غضب رباني حل بهذه البلاد الطيبة الواسعة التي ضاقت بأهلها رغم مواردها الطبيعية والبشرية.
نستقبل عام جديد وفي النفس طموح وآمال وحلم يتبدد في كل لحظة وحين الجميع هائمون وعاشقون ومستعدون لإظهار العداوة والبغضاء والكراهية المطلقة لكل من يخالفك الرأي.
ضاعت المشاعر النبيلة والحياة النظيفة وسط زحمة الانانية وحب الذات ، اسودت القلوب وعميت الابصار بسبب السياسة والتخوين والخلاف والاختلاف .
السودان دولة في ظاهرها التكاتف والتعاضد ولكن في جوهره دولة مفككة ممزقة مشتتة ومتشرذمة ،(٦٧) عاما نبحث فيها عن كيف يحكم ولازالت الساقية مدورة ، والجميع يدعي انه الاصلح ولكن واقع الحال يغني عن السؤال ،غابت الرؤية والحلول رغم ان هناك تغيير حدث والجميع تفأل بوضع جديد ولكن هيهات سيطرت الطاقة السلبية وتحكمت في نفوس من تولوا سدة الحكم ، حالة غياب تمام للعقل وسيطرت العاطفة بصورة اوقفت عجلة التغيير وعطلت التطوروالتقدم .
عام جديد نتمني ان نري فيه روح جديدة ايجابية اساسها حب الوطن والمواطن ، تسيطر عليه روح البناء والتعمير والاصلاح والتجديد في كل شيىء.
سنة جديدة نتمني ان يتدارك فيها كل وطني غيور حادب لمصلحة الوطن اخطائه واخطاء من سبقوه حتى نبني الوطن الذي نحلم به بروح التراضي وقبول الاخر .
عام جديد يستقبله شباب اليوم بقذف السيارات بالجحازة وقارورة المياه (الوسخانة) لتحدث الاضرار بالبشر وبالسيارات ، انه فعل غريب وعجيب وحتى بلاد الفرنجة الذين لايدينون بدين الاسلام لم يفعلوا ما فعلوه شبابنا ابناء الشعب االسوداني لمعلم ليلة رأس السنة ،انها الفوضي والانحطاط وسوء المنقلب .
ماذا حدث للاسر السودانية هل حل بنا غضب الهى كما حل من قبل بلامم السابقة التى اغضبت الله واصابها العذاب بغتة ذكرها القرأن الكريم للدورس والعبر ، هنا الجميع هائمون وغارقون في الضلال والتيه لا يعطون فرصة لصوت العقل ولو دقيقة ،فقط يفعلون مايسوس لهم الشيطان به ، ياسبحان الله من الذي يخرجنا من هذا الظلام والوهدة والغثيان ، فقر وتعب ومعاناة ضربت الجميع حتى الذين حالتهم ميسورة يسكنون العمارات ويركبون افخر السيارات لم يسلموا من تلك المعاناة الى اترسمت على وجهوه كل السودانيين الذين يتصرفون كأنما تلبسهم الشيطان .
نسأل الله ان يهدينا الى جادة الطريق والصراط المستقيم ولاصلاح النفوس التى خربتها مطامع الدنيا وانستنا عبادة الله الحقة وابعدتنا من ، القيام بدورنا المنوط بنا تجاه الله والوطن والمواطن مخافة منه وليس مخافة من بشر ايان كان وضعه وحجمه في الحياة .
العالم من حولنا يتطور ويتقدم ونحن لازلنا في حالة اشتباكات لفظية سياسية وقبلية والسودان يتمزق أمام اعيننا ولاحياة لمن تنادي.
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .