محمد وداعة:
الساكت عن الحق شيطان اخرس
السيد عليو مطالب بالإفصاح عن ( الجهات العليا) التى تعلم و لم تحرك ساكنا
عليو عليه أن يفسر كيف يكون الكشف عن القتلة مهدداً لكل السودان
ما حدث لا يحتاج لجان تحقيق ، عليوة يعلمه، و جهات عليا تعلمه
لماذا لا يستطيع نائب حاكم دارفور تسمية القتلة و هو يعلم
عليو أمامه خياران، أما الكشف عن القتلة، أو تقديم استقالته فوراً
فى حوار مع ( الترا سودان ) نشر بتاريخ 1/1/2023م، اتهم نائب حاكم دارفور محمد عيسى عليو، جهات بعينها بالوقوف خلف أحداث العنف المتكررة فى دارفور ، و قال (هذه الجهات تعرفنا ونعرفها، ومن الصعوبة تسميتها وتحديدها لأن الانعكاسات الأمنية لهذا الأمر ستكون أكبر من الذي حدث).
وقال “إن تسمية هذه الجهات يهدد أمن السودان كله”.
وقال رداً على سؤال حول واجبه في كشف هذه الجهات إنهم لم يسكتوا، بل تحدثوا مع الجهات العليا فى البلد”.
وزاد “هم يعلمون تماما هذه الجهات التي تقف وراء الأحداث، وهى جهات موجودة ولديها عناصر وجيوب في الإقليم، وهناك جهات إقليمية ودولية موجودة فى دارفور، وأصبحت دارفور سوقاً لكل الأجندات الدولية والإقليمية”.
هذا الحديث استمعت إليه (صورة وصوت)، ولولا ذلك لما صدقت حرفاً مما قاله السيد عليو ، فالرجل نفسه كاد أن يتسبب فى الحرب بتصريحات محرضة على نقل القتال (الدارفوري) إلى الخرطوم.
قال عليو في أكتوبر الماضي مخاطباً جمعا من بعض أهل دارفور” أنتم كنتم دولة مستقلة، لها علمها ولها نقودها ولها علاقاتها الخارجية ، عاوزنكم تكونوا موحدين ، الظروف الانا شايفة بى عينى دى ، ناس الخرطوم ديل نسأل الله لهم الهداية، ولكن لا سمح الله إذا حدث ما لا تحمد عقباه، تكونوا ثابتين عشان تستقبلوا الآخرين الذين يستجيرون بكم فى يوم من الأيام بكل ترحاب، وأظنكم فهمتوا الرسالة”.
ولم يكن أحد يعتقد أن الرجل سيستمر فى منصبه بعد هذا القول ، حتى أعلن بالأمس عن فشله و ربما (خوفه) من الكشف عن المتورطين فى أحداث القتل والحرق والنهب فط دارفور التى يتشرف بأنه يتقلد منصب نائب الحاكم فيها، بتبريرات غريبة ( الكشف عن المتورطين يهدد أمن كل السودان).
أليس ما يحدث فى دارفور ويتستر عليه نائب الحاكم وجهات عليا هو أكبر مهدد لأمن البلاد بأسرها ؟ ومتى كان الكشف عن المجرمين والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة مهدداً امنياً ؟.
إن كان هذا صحيحاً فعلى الدولة السلام ، وإن لم يكن صحيحاً فيتوجب على السيد عليو تقديم استقالته من منصب عجز فيه عن حماية مواطنيه، وفشل في الإعلان عن قاتليهم، فضلآ عن نكوصه عن قسمه فى تحقيق الأمن والعدالة في دارفور، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
هذا التصريح ينزع عن السيد عليو صفة المسؤول و يدمغه كـ(مواطن) بعدم المسؤولية، ويجرده من الالتزام الأخلاقي واحترام القانون. وهذه التبريرات لا تعفيه من المسؤولية.
جاء فى الحديث ( كلكم راع ، و كلكم مسؤول عن رعيته )، و يذهب عليو أبعد من ذلك فيرمى باللوم على (جهات عليا فى الدولة) ، هى الأخرى على معرفة بالمتورطين، وهذا قول خطير ، فالأمم المتحدة ربما تفرض تدخلاً تحت البند السادس إذا أخذت تصريح عليو مأخذ الجد ، ذلك ان الحكومة و(الجهات العليا) تعلم من هم المتورطون ولا تستطيع الكشف عنهم أو القبض عليهم أو تقديمهم للعدالة، فماذا تبقى من سلطة الحكومة ؟ فهذه دولة فاشلة.
السيد عليو مطالب بالإفصاح عن (الجهات العليا) التي تعلم ولم تحرك ساكناً، وما حدث لا يحتاج إلى لجان تحقيق.
عليو يعلمه وجهات عليا تعلمه، وعليه أن يفسر كيف يكون الكشف عن القتلة مهدداً لكل السودان ، عليو أمامه خياران، اما الكشف عن القتلة ، أو تقديم استقالته فوراً ، عليوة عذره أقبح من ذنبه.