سياحة وآثار وتراث
نقل الملك تراهاقا إلى مكان جديد داخل متحف السودان القومي
الخرطوم- الساقية برس:
في مشهد تاريخي مهيب تمت بنجاح في المتحف القومي السوداني عملية تحريك تمثال الملك ترهاقا أحد أهم ملوك الحضارة الكوشية النوبية القديمة من مكانه إلى مكان جديد داخل المتحف نفسه، بحضور وزير الثقافة والإعلام وعدد كبير من الإعلاميين والمهتمين بالحضارات القديمة، واكتملت العملية بتشريفة عسكرية ومراسم رئاسية كاملة.
وقال د. جراهام عبدالقادر وزير الثقافة والإعلام السوداني إن تمثال الملك تهارقا، يعتبر أكبر قطعة أثرية لذا لم تكن عملية نقله بالأمر الهين، وبهذا النقل بدأت الإجراءات النهائية لافتتاح المتحف القومي، وسيكون أحد المصادر الإيرادية للدولة ووجهة من وجهات الوحدة الوطنية وبناء إنسانية الإنسان حيث يلتقي الجميع لمشاهدة تاريخ وحضارة السودان.
ومن جانبها قالت د. إخلاص عبداللطيف نائب مدير إدارة المتاحف إن عملية النقل هذه تعتبر من أهم مراحل التأهيل، فتمثال الملك تهارقا يستحق هذا الحفل الكبير نسبة لأهميته التاريخية بوصفه الملك المحارب وأحد مؤسسي مملكة كوش وهو من ضمن ملوك الأسرة الخامسة والعشرين. ونقل التمثال من مكانه عند مدخل المتحف المطل على النيل في العاصمة الخرطوم ليستقر على بلاط ملكي داخل المتحف نفسه، ويبعد 20 مترا عن الموقع القديم، ضمن خطة تطوير تنفذها الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية بمشاركة «اليونسكو» وعدد من الوكالات الدولية وشركات القطاع الخاص.
وتعد هذه العملية هي التحريك الثالث للتمثال خلال 2700 عام، وتمت العملية عن طريق روافع وتحت إشراف فريق عمل متخصص إيطالي وبرعاية منظمة الثقافة والعلوم «اليونسكو» ليستقر وسط بلاط ملكي صنع خصيصا للتمثال ومن حوله عدد من التماثيل، لأنه الملك الأبرز في الأسرة الـ25 لمملكة كوش التي امتد حكمها من شمال الخرطوم وحتى البحر الأبيض المتوسط وفلسطين.
وقالت إخلاص عبداللطيف أحمد «إن العملية تمت بمنحة من الحكومة الإيطالية قدرها مليون دولار ومن الحكومة السودانية نصف مليون دولار وشركات خاصة تكلفت بإعمار وتجديد المتحف القومي، وكانت نقطة البداية في العام 2020 لكن فترة جائحة الكـــــورونا وتداعياتها حالت دون انطلاق المشروع إلى أن حان الوقت وبدأ المشروع.
والملك ترهاقا هو ابن الملك بغانخي وخامس ملوك مملكة كوش، وامتدت فترة حكمه بين عامي 690 – 664 ق.م. وخلال فترة حكمه بنيت العديد من الآثار من بينها مجموعة الأعمدة المقامة في الساحة الكبيرة لمعبد آمون بالكرنك، ولم يتبقَ منها الآن سوى عمود واحد وقام أيضا بعمل منحدر ملكي في منتصف المعبر الثاني لمعبد الكرنك ليقسمه على ثلاثة، بعد تشييد هذا المنحدر.
وحظيت تجربة نقل التمثال باهتمام إعلامي عالمي ومحلي لما يمثله الملك ترهاقا للحضارة الإنسانية القديمة، وبفعاليات رسمية من سلاح الموسيقى الذي ألقى التحية على الملك لحظة جلوسه على عرشه الجديد.