مقالات

كلمني يا حلو العيون

صوت القلم

د.معاوية عبيد:

كلمات وأحاسيس قالها الشاعر و الفنان وقبل ذلك كله اتحف مسامعنا بها الاستاذ المرهف مربي الاجيال محمد ميرغني ربي أجيال من طباشيرته ، وانتقل بفكره وعقله و احاسيسه من مسرح المدرسة الي مسرح أرحب مسرح الحياة مسرح الطرب و الغناء فكان استاذاً للجميع ، كان مدرسة متفردة واستاذ يجيد الكتابة علي دفتر الحضور في اي زمان واي مكان ، يجيد الكتابة في حضرة ( السبورة ) فيبهر تلامذته بروائع العبارات و المفردات فيسهل الشرح وتصل الرسالة ، رسالة نصف قرن من الزمان قضاها بين تلاميذه و ابنائه بمدارس الخرطوم بحري حين كان معلماً لعشرات السنوات وقد تخرج علي يديه المئات من التلاميذ الذين يعرفون فضل عطائه في مجال التربية والتعليم ، بحري التي عشقها حد الثمالة ، ابدع فيها بكل ضروب الإبداع، وهبها فكره فكان استاذاً في مدارسها وكان رياضياً بين انديتها ، فكان احد اعمدة نادي التحرير البحراوي في ستينيات القرن الماضي ، محمد ميرغني عزف الفن كفراً ووتراً و استاذاً ، فشكل نهراً من العطاء نهل من معينه الكثيربن ، تفرد ميرغني في ثنائيته و تعدد مواهبة فكان من اقطاب نادي الهلال الام درماني و احد اعضائها وفي الاتجاه المعاكس كان يعشقه جمهور المريخ فكان محباً لهم ، غاب ميرغني في محراب التصوف فشكل ثنائية بين الختمية السكن و العقيدة ، فابدع لحناً شجياً ومدحاً ذكياً في حب المصطفي ، كان مبدعا يطربك حلو حديثه اذا جالسته ، فكان الجانب الخفي فيه أنه كان اباً روحياً لكل روابط الطلاب بالجامعات والجمعيات اذكر عندما كان بالجامعة شكل مجموعات للأعمال الخيرية استهدفنا بها عدد من الخيرين من بينهم المطربين كان محمد ميرغني حاضراً بيننا و مبادراً بفنه ووقته وجيبه ، قدم العديد من الحفلات التي عاد ريعها للمحتاجين ، قدم العديد من الامسيات الجميلة في مسارح الجامعات مشاركاً في حفلات التخرج أو البرامج الثقافية ، ايضاً لا يبخل بفنه للاصدقاء كان مجاملاً من الطراز الأول، رحل عن دنيانا المبدع محمد ميرغني ، ونحن لا ننسي أن نقول له كلمني يا حلو العيون ، كما قالها التجاني حاج موسي ، ونقول ليهو عاطفة وحنان ياناس ، فعلا فقد ضمتنا معك العديد من الجلسات اتحفتنا فيها بحلو حديثك وجميل صوتك فكنت مبدعاً حقا، ونقول ليك (اشتقنا ليك) واشتاق لك جمهور الاذاعة الرياضية التي ابدعت من خلف مايكرفونها مقدما لاجمل البرامج ، وتتداعي القوافي والالحان ،وتبقى سيرتك هي الكلام ، وتبقى صورتك هي الرؤى الحلوة التي نعيشها ، ونبقي نحن والأشواق في بعدك اكثر من قرايب ولن تغيب عن ذاكرتنا ابدا ،وتظل فينا الراحل المقيم ابداً ، نسأل الله لك الرحمة بقدر ما قدمت من فعل الخيرات ، وما خرجته من أجيال انتفعت بهم الأمة، فكنت بحق رسولاً حمل مشعل التعليم وخرج اجيالا وراء أجيال.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق