مقالات

محمد عبدالقادر يكتب: شيطنة جهاز الأمن.. ليت قومي يعلمون

على كل

ر  سيعلم قومى (عاجلا ام اجلا) ولعلهم ادركوا الان ان الحملة الشعواء المنظمة ضد (جهاز الامن والمخابرات) والسعى لعزله عن دائرة الفعل الحقيقي وضعت السودان (في السهله) وجعلته بلا اسوار، و هياته للفوضي الشاملة لانها استهدفت حائط الصد الاول في الحفاظ علي استقراره وامنه وحماية مقدرات ومكتسبات المواطن ..
هذا موقفى الذي عبرت عنه عقب تجريد جهاز الامن والمخابرات من الحصانات وسلطات الاعتقال والتفتيش وتفريغه فقط لجمع المعلومات بلا ترو او دراسة تعزز الايجابيات وتعالج السلبيات..
نعم لتقييد سلطات جهاز الامن بالقانون، وتحسين البيئة الملائمة لممارسة سفافة لاتصادر حرية الافراد ولاتمنح الجهاز سلطة مطلقة، ولكن ان يتم الغاء الادوار المهمة للجهاز والمطلوبة ب( جرة قلم) فهذا يضعنا جميعا امام خطأ تاريخي فادح لن يغتفر..
بات معلوما للجميع فى مرحلة الفوضى الشاملة التى تغرق فيها بلادنا الان ان جهات داخلية وخارجية ذات اجندة هدامة خططت وقادت حملات منظمة لتجريد بلادنا من قرنى استشعارها ، وللاسف هذا ما حدث وجعلنا نتحسر اليوم على الفوصي الامنية واختراق السيادة الوطنية وارتفاع معدلات الجرائم والتردي الاقتصادى وانتشار المخدرات وخطاب الكراهية ومخططات تفكيك النسيج الاجتماعي.
للاسف الشديد وسط الهياج والهتاف والانسياق وراء شعارات بعض السياسيين المهرجين توارت ادوار جهاز الامن والمخابرات ، واصبحت بلادنا نهبا للاختطاف بواسطة المخابرات الاجنبية والمحاور الاقليمية بعد ان دخلت فى حالة متاخرة من الانفلات الامني والتصدعات القبلية والاحتقانات التي اورثتنا الجرائم و السرقات والقتل والخراب والدمار .
مع تغييب وشيطنة جهاز الامن والمخابرات تواجه بلادنا الان معركة التغيير بلا (حارس مرمي) ، اهداف كثيرة ولجت شباكها وانزلت عليها هزائم ثقيلة فى المجالات كافة .
مازال يظن البعض ان جهاز الامن والمخابرات جهة مصممة لحماية النظام السياسي واعتقال وترويع الناس متناسين ان مفاصل الدولة الحديثة لا تستقيم الا بممارسة جهاز الامن لادواره المقدرة والمطلوبة فى حماية الدولة والمواطن.
وجود جهاز امن ومخابرات قوى كفيل بردع المخربين والمجرمين، واشاعة الطمانينة فى نفوس المواطنين ، لا احد يستشعر الان وجود جهة ترصد وتتابع و تراقب لمكافحة او ضبط الجرائم ضد الناس والبلد ، لذا فقد سرح اصحاب الاجندة فى تنفيذ مخططاتهم الهدامة بعد ان نجحت مخططاتهم فى تغييب قرني الاستشعار وتقليم اظافر جهاز الامن والمخابرات فاستباحوا حياة المواطن الذى فقد نعمة الامان والاطمئنان تماما.
فى ظل ما تشهده البلاد من جرائم قتل وسرقة وترويج للمخدرات واستباحة لاعراض وممتلكات ومقدرات السودانيين فان جهاز المخابرات الذى تمت شيطنته خلال السنوات الماضية قادر على دعم عمليات الأمن الداخلي ، عندما قل انتشاره الميداني ونامت عيونه بشم المجرمون وتجراوا على حياة المواطن بلا رقيب او راداع.
بفعل حملات التحريض ضد جهاز الامن غابت ادواره المقدرة والمطلوبة فى حماية الاقتصاد فنشطت المضاربات ودارت الاسواق ( على حل شعرها) واصبح المواطن فى ايدى من لايرحم فعزت اللقمة واستحالت الاسواق الى جحيم ..
سيظل أمن المجتمع من التحديات الخطيرة التى تواجه بلادنا بالحاح ، الجهاز فى تقديري هو الجهة الاكثر قدرة وخبرة فى رصد الانشطة الهدامة لمروجى المخدرات وعصابات الاتجار بالبشر ومحاربة الجرائم العابرة للحدود ، وباضعافه استباح المخربون حدود البلد وعاثوا فيها فسادا فدخلت البضائع المضروبة الحاملة للسموم وتجرأ مجرمو العصابات على الدولة وفعلوا ما يريدون ..
نخطئ تماماً إذا استمرأنا التعامل مع جهاز الأمن باعتباره احد المخلفات سيئة السمعة لنظام الإنقاذ ، لابد من التعامل مع هذا الجهاز الحساس بما يتناسب مع الأدوار الوطنية التي يمكن أن يلعبها في مواجهة أية محاولات لاختراق الداخل أو تهديد الأمن القومي عبر اصلاح البيىة القانونية ومعالجة التحفظات على التجربة السابقة ذات الصلة باوضاع الحريات وحقوق الانسان.
مازلت اتعجب من الدعوات المتكررة لمناهضة المجموعات الارهابية ، والجهات المروجة لخطاب الكراهية وضرب النسيج الإجتماعي ونسف الاستقرار بعيدا عن استدعاء الدور المهم الذى يمكن ان يقوم به جهاز الامن والمخابرات فى رصد الانشطة الهدامة ، ومتابعة منشأ خطاب الكراهية الذى تحركه دوائر مجهولة لن يقدر على فك طلاسمها الا جهاز امن بصلاحيات تعينه على انجاز المهمة التى تشكل خطرا كبيرا وتنذر بنسف التعايش والامن والاستقرار.. واذا توجهنا بسؤال الان حول التحليل لخطاب الجهات التى تروج لخطاب الكراهية فسنجد اننا عاجزين عن تقديم المعلومة لان الجهة التى تراقب وتحلل وترصد وتعالج وتطلق الحملات المناهضة محاربة من قبل مستفيدين لا يعلمهم احد، لذا فان اصحاب هذا الطرح مازالوا فى مامن يمارسون نشاطهم الهدام لانهم وثقوا فى ان الجهات المعنية مكبلة عن رصدهم وملاحقتهم وتقديمهم للمحاكمة.
بغياب جهاز الامن فعلت المنظمات كل شئ في السودان ، قادت حملات التنصير وسرقت مواردنا المعدنية النفيسة ، واستمرات التجني على ديننا وموروثاتنا فاقامت ( علي عينك يا تاجر) ورش تدعو الفتيات للتمرد علي ابائهن وتطالب بمسخ تعايشنا الاجتماعي بافكار دخيلة وسمجة احدثت اختلالات بائنة في نسيج شعبنا المتسامح.
مع غياب جهاز الامن باتت اراضينا مستباحة للمخابرات العالمية يتجول فيها السفراء وعملاء الواجهات الاقليمية والغربية دون رقيب او حسيب..
من باب الإشفاق على بلادنا من الاختراقات والتهديدات الأمنية نحتاج إلى جهاز مخابرات وطني، نعيد صلاحياته المسلوبة ونعزز ثقتنا في أفراده بعيداً عن الشيطنة، ونطالبه كذلك بإنجاز أعمالهم وفقاً للقانون وبلا فرعنة، تماشياً مع روح واهداف التغيير.. وارى انه لزاما علي كل من هاجم جهاز الامن وسعى لالغائه وتغييبه واضعاف دوره في حماية البلاد وامنها ان يتقدم باعتذاره للشعب السوداني اليوم وليس غدا .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق