محمد أحمد الكباشي:
يمضي قطار الموسم الزراعي لهذا الموسم إلى نهاية محطاته فقد وصل إليها بعد (معاناة) وعقبات كادت أن تؤدي الى فشله والذي يعني بالضرورة دخول البلاد في فجوة غذائية لا تبقي عواقبها ولا تذر.. أول هذه العقبات قضية الإعسار التي طالت مئات المزارعين ممن يمثلون الركيزة الاساسية للزراعة المطرية بالولايات ثم وقفت عملية التمويل حجر عثرة أمام الموسم ، وما زاد الطين بله الحرب التى تخوضها قواتنا المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع بالعاصمة وعدد من الولايات منذ منتصف أبريل الماضي..هذا الوضع جعل تركيز ميزانية الصرف على المجهود الحربي
في المقابل تسببت الحرب وتردى الامنية في خروج ولايات دارفور الى جانب مساحات مقدرة من ولايات جنوب وغرب كردفان من الموسم الزراعي ..
ولم يكن أمام مجلس السيادة كأعلى سلطة في البلاد خيار غير انقاذ الموسم الزرعي وفق خطة عاجلة تمخضت عنها تشكيل لجنة عليا لإنجاح الموسم الزراعي المطري فجاءت تسمية والي القضارف محمد عبدالرحمن محجوب رئيسا لهذه اللجنة ، وهي مهمة تبدو شائكة ومعقدة وفي ظروف استثنائية كلها تلقي باعباء اضافية علي والي القضارف والذي جاء اختياره من واقع أن ولايته تمثل مطمورة السودان أضف الي ذلك تجربته الإدارية والتنفيذية وقبل ذلك تجربته كمزارع مارس المهنة وخبر دروبها ما جعله ولا سبيل أمامه سوى تحقيق هدف اللجنة وهو انجاح الموسم
استشعرت اللجنة خطورة الموقف وبذلت جهدا واضحا في مسألة الإستعداد للموسم الزراعي والتحضير له تبع ذلك تحركات واسعة ولقاءات مع قيادات الدولة والجهات ذات الصلة وكانت محصلة هذه اللقاءات بمثابة فتح شهية للجنة للمضي قدما لتحقيق الهدف
استطاعت اللجنة العليا لإنجاح الموسم التوصل الى تفاهمات مع البنوك خاصة التجارية حيث وافقت علي تمويل المزارعين هذا العام بالرغم من ان بين هؤلاء المزارعين معسرين وبمبالغ طائلة وهذا ما لم يحدث في السابق
بلغت المساحة المزروعة بولاية القضارف 5 مليون فدان ذرة وأكثر من مليون فدان سمسم و 354 ألف فدان قطن و660 ألف زهرة الشمس و و560 فول سوداني
وبصور
هاهي اللجنة العليا تحصد ثمار ما غرست من جهود بعد ان اخضرت المشاريع بالولايات المعنية
بالمحاصيل النقدية
ثلاثة أيام كانت حصيلة جولة ميدانية رافقنا خلالها مجموعة من الصحفيين رئيس اللجنة العليا لإنجاح الموسم والي القضارف محمد عبد الرحمن والوفد المرافق له الى ولاية سنار ومنها إلى إقليم النيل الأزرق
المشاهد تحدث عن نجاح الموسم مع اهتمام كل من والي سنار توفيق محمد وحاكم النيل الأزرق أحمد العمدة بادى والتفاف المزارعين حول مع الحكومتين
استمع رئيس اللجنة الى أصحاب المصلحة من المزارعين من خلال لقاءات نوعية وقدم تنويرا ضافيا حول أداء اللجنة بجهود اللجنة منذ مارس الماضي بينما أكد المزارعون وجود عقبات مطالبين واجهتهم خلال الموسم مطالبين بازالتها استكمالا لجهود اللجنة
رئيس اللجنة العليا رد التحية بأفضل منها بقوله للمزارعين مثلما يحمل إخوتنا بالقوات المسلحة السلاح دفاعا عن الارض والعرض انتم كذلك تحملون معاول الإنتاج وتأمين البلاد بالغذاء ما يؤكد شراكة اصيلة بين الجهات وتكامل الأدوار
عموما زيارة والي القضارف الي ولاية سنار واقليم النيل الازرق أحدثت حراكا في أوساط القطاع الزراعي وجدت ارتياحا بالغا لدى المزارعين وبالتالي فإن اللجنة العليا لإنجاح الموسم بهذه الجهود وفي ظل الراهن الذي تمر به البلاد تستحق الإشادة فقد نجحت فيما فشلت فيه لجان سابقة صرفت عليها اموالا طائلة وليس في الإمكان افضل مما كان.
