محمد وداعة:
البرهان يزور تشاد في اليوم التالي يزورها حميدتي
البرهان يعلن دعمه للمبادرة المصرية.. حميدتي لا يعلن دعمه للمبادرة المصرية
آبي أحمد نصح (متدخلاً) بعدم قبول التدخل الأجنبي وربما يعتبر ذلك تحريضاً ضد المبادرة المصرية
المشهد الاقليمى يتشكل بعيداً عن القوى السياسية التى انشغلت بالصراع على السلطة و مغانمها
حسم الصراع فى الخرطوم يتطلب حسمه فى بانقى و انجمينا
ما يجرى فى بلادنا هو انعكاس للصراع الدولى فى االمنطقة
خاطب البرهان اجتماع تدشين الإطاري ، وكذلك خاطبه حميدتى، وقع البرهان على الاتفاق الإطاري ، و أيضاً وقع حميدتي ، وبينما تراجع مصطلح ( المكون العسكري ) ، أصبح المتداول ( الرئيس ونائبه).
البرهان يزور جنوب السودان، يعقبه حميدتى في الزيارة، البرهان يزور تشاد ، في اليوم التالي يزورها حميدتي ، البرهان يقدم مبادرة لتقريب وجهات النظر بين المجلس المركزى و الكتلة الديمقراطية، يسحب المبادرة، فيتقدم حميدتى بمبادرة بين المجموعتين. البرهان يقابل رئيس الوزراء الإثيوبي ، ويقابله أيضاً حميدتي، البرهان يعلن دعمه للمبادرة المصرية، حميدتي لا يعلن دعمه للمبادرة المصرية. وحسبما رشح من معلومات نصح أفراد وقوى سياسية بعدم السفر إلى القاهرة.
مفهوم حسب الأعراف الدولية أن يقوم (النائب) بزيارة لأي جهة تمهيداً لزيارة (الرئيس)، أو يذهب حاملاً رسالة ومبعوثاً من الرئيس ، أو على الأقل لا يعقبه فى الزيارة، وعلى الأقل هل تحدث الرجلان لغة واحدة فيما يخص زيارة آبي أحمد إلى السودان، أو زيارتهما إلى تشاد؟ فقد سمعنا آبي أحمد (يرفض) التدخل الأجنبي فى بلادنا، وهو نصح (متدخلاً) بعدم قبول التدخل الأجنبي، وربما يعتبر ذلك تحريضاً ضد المبادرة المصرية، لأن الرئيس الإثيوبي (لم يشجب ) التدخل الأجنبي الذي يجري منذ أكثر من عام بواسطة الثلاثية والرباعية وآخرين.
هذا المشهد المسخرة يسيئ للسودان ، وللقيادات السياسية والوطنية التي تقبله، أو تقبل الانخراط فيه وفي نتائجه، هذه مهزلة لا تليق بالشعب السوداني ، ولا تليق بثورته العظيمة، فلا يمكن أن يتم الاستهتار بكل إرث الشعب السوداني، الذى قدم قيادات ساهمت في صياغة الوضع الإقليمي والدولي وشكلته، ابتداءا من مؤتمر عدم الانحياز ، ولاءات الخرطوم الثلاث، ودور معلوم في العمل العربي والأفريقي والإسلامي.
تسلسل الأحداث يشير إلى أن حسم الصراع في الخرطوم يتطلب حسمه في بانقى وانجمينا، ما يجري في بلادنا هو انعكاس للصراع الدولي في المنطقة.
روسيا (فاغنر) من جهة، وفرنسا وأمريكا من الجهة الأخرى، والسودان ينزلق من حافة الصراع الدولي ليكون أحد أدوات هذا الصراع، ما يبدو عليه الأمر أن هناك تباينا سودانيا بين (الرئيس ونائبه) تجاه المشهد الإقليمي الذى يتشكل بعيداً عن القوى السياسية التي انشغلت بالصراع على السلطة ومغانمها، وهم لا يدركون أن الخطر الماثل الآن هو انخراط السودان فط أتون الصراع الدولي.
الحكومة المدنية (المنتظرة) ستعصف بها الريح الداخلية والخارجية ولن تصمد طويلاً و”ريسين غرقوا .. المركب”.
يعتذر الكاتب عن قطع مسلسل (طه.. وطه) ، هذا المقال استجابة لـ(المغسة) التي يفرضها هذا المشهد البائس.
نواصل مع (طه.. وطه) .