مقالات
الجميل الفاضل يكتب: “مُسدسُ الغرب” على أي أدمغةٍ غَداً يُصُّوبْ؟
مبعوثون خاصون،ٍ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق،. يتداعون كتداعي الأكلة علي قصعتها، يمثلون الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، النرويج، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، يحلّون بالخرطوم في زيارة مشتركة تمتد ليومين.
يلتقون في غضونها بالموقعين على الإتفاق الإطاري، من مدنيين وعسكريين، من بينهم وعلي رأسهم، رأسي إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، الجنرالان عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو, إضافة لقادة المجموعات الأخري غير الموقعة علي الإتفاق، وممثلين عن المجتمع المدني، وعن الشباب والنساء.
وتأتي زيارة المبعوثين الغربيين وفق ما هو معلن، للتعبير عن دعمهم القوي للجهود الرامية إلى توسيع المشاركة في الاتفاق السياسي، وإستكماله بأسرع ما يمكن تمهيداً لقيام حكومة إنتقالية بقيادة مدنية، يمكنها معالجة التحديات الاقتصادية، والأمنية، والإنسانية، في السودان.
وينتظر ان يضم الوفد أرفع مسئولين غربيين معنيين بشئون السودان والقرن الأفريقي وشرق القارة.. من بينهم الدكتورة أنيت ويبر، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي، وفريديريك كلافيه، المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي،
وتورستن هوتر، رئيس شعبة القرن الأفريقي في الخارجية الألمانية.
الي جانب جون أنطون جونسون، المبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان.
فضلا عن روبرت فيرويذر، المبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان.
وبيتر لورد، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان.
وبدا كأن مبعوثو الولايات المتحدة والدول الأوربية واتحادها، يسابقون الزمن لإستكمال إتفاق تسوية نهائي، يفوم علي اوسع قاعدة من المشاركين والموقعين، الأمر الذي يعتقد الغربيون أنه يُعبّدُ الطريق لتشكيل حكومة مدنية قادرة علي مجابهة التحديات الكبيرة التي تواجه وتحاصر البلاد.
بيد أن كفكفة ومحاصرة النفوذ الروسي المتنامي والذي تمدد مؤخرا بصورة لافتة في غرب افريقيا، خصما علي النفوذ الغربي التقليدي علي مناطق شرق ووسط وغرب القارة، ربما كان هو الدافع الرئيسي والحقيقي وراء الاهتمام الغربي بالسودان.
إذ لا يخفي أن دول الغرب التي تخوض الآن حربا شبه مباشرة ضد روسيا في اوكرانيا، قد بدات بالفعل في توسيع نطاق تلك الحرب لتشمل عدة جبهات وأكثر من ميدان، سعت روسيا و حليفتها الكبري الصين لتوطيد علاقاتهما فيه.
وبالطبع فإن موقع السودان “الجيو إستراتيجي” المميز والفريد، كواسطة عقد بين شمال القارة وجنوبها، وشرقها وغربها، قد دفع الغرب كما يبدو لتبني استراتيجية جديدة تجاه المنطقة، ربما أضحي محورها وحجر الزاوية فيها السودان.