مقالات

حول ميثاق الشرف المهني.. ملاحظات ومقترحات

" ملاحظات مبنية على مسودة الميثاق التي قدمت للجمعية العمومية المنعقدة بدار المهندس بالخرطوم في 23 يوليو2022"

بقلم/ عبدالله رزق أبوسيمازة

يلاحظ التعميم الشديد الذي يسم بنود الميثاق. وخلوه ،بالتالي، من الموجهات المستمدة من واقع ممارسة المهنة في بلادنا.
لاستكمال هذا الجانب اقترح تنظيم ورشة بمشاركة الصحفيين لالقاء الضوء على تجربة العمل الصحفي والاعلامي، من منطلق النقد والنقد الذاتي.ففي الصحافة الرباضية،التي تشكل المرآة التي تعكس مجمل سلبيات وايجابيات المهنة،وبطريقة مركزة،ادى التراخي في ضوابط المهنة الى السماح لغير الصحافيين للولوج الى ساحتها والتاسيس لماعرف بصحافة المشجعين.ويمكن ملاحظة العديد من الظواهر السالبة المرتبطة بذلك الضعف في التقيد بضوابط المهنة وتقاليدها. ومن ذلك التحيز لناد بعينه، والتحيز لقطب بعينه في ذلك النادي. وتلوين الاخبار،التي تختلط بالراي،غالبا، بما ينسجم مع تلك الولاءات. .واتباع ذلك بالمهاترات،الموغلة في العنف اللفظي،لصالح هذا القطب او ذاك.،وقد استقر عرف بان المهاترات هي التي تسوق الصحيفة وان الصحفي المتخصص في هذا الفن الذي يشمل القذف واشانة السمعة والكذب الضار هو المثل الاعلى للممارسين.وقد نبغ صحفيون في هذا المجال،(مجال الاستخدام الغليظ للعنف اللفظي)،مثلما بنى اخرون شهرتهم على تعاملهم مع (الزبالة).

sdr

ظاهرة الولاء للاقطاب الرياضيين،وما فيها من نفع متبادل،حيث يحقق بعض العاملين بالصحف مكاسب مادية،لها ما يشابهها من ولاءات لاقطاب السياسة وكياناتها،وللفنانين والفنانات،او للكيانات القبلية او الجهوية،بما يؤثر على استقلالية الصحفي وعلى نزاهة تغطياته.
وتمتد هذه الاستقلالية لترسم الحدود الفاصلة بين الصحفي والادارات العليا،وبين التحرير والادارة.وفي حين تنحو القيادات الجاهلة نحو ادارة العمل بالقطيعة والوشاية،بدلا من التقارير النظامية،فان الصحفي يمتنع من ان يكون اداة من ادوات تلك القيادات.
يحتشد راندوك الصحفيين بالعديد من الشفرات الدالة على ممارسات غير سوية من وجهة نظر الاخلاق المهنية،من شاكلة:(الحب والظروف)،(فوائد مابعد التحقيق)، (عصير المنقة)،(الزبالة،(الحفر)،(الشتل)،(النجر)،…الخ
ان ما يصطلح عليه بالزبالة او( فوائد ما بعد التحقيق)او (الحب والظروف)، او(عصير المنقة)…الخ
وتفشو ،على نحو خاص،ظاهرة (الزبالة)كعائد غير مشروع يحصل عليه الصحفي،من اداء مهامه،فوق ماتمنحه له الصحيفة،ومع انها تبدو واضحة وملموسة في سوح الصحافةالرياضية،الا انها ليست قاصرة عليها.

sdr

لمحاصرة هذه السلبيات،لابد ان يؤكد الميثاق على ما يلي:-
1 – يمتنع الصحفي عن تلقي اي اموال من الجهات التي يقوم بتغطية نشاطها،او مطالبتها بمقابل مادي نظير تغطية اخبارها.
2 – يمتنع الصحفي ان الجمع بين عمله المهني وعمل الاعلانات.
3 – الصحفي مستقل،لذلك لا تتاثر تغطيته للاحداث سياسية كاتت او فنية او رياضية،بميوله الرياضية او السياسية او ذوقه الفني او صداقته للفاعلين في هذه الميادين الفنية والرياضية والسياسية،ولا تقدح بالتالي في حياده ونزاهته.فولاء الصحفي الاول للشعب، والتزامه الاول هو الحقيقة.
يقرر الميثاق الاخلاقي لصحيفة ذا نيويورك تايمز The New York Times انه “لا مكان للصحفيين في ميادين السياسة.”.
Journalists have no place on the playing fields of politics.
ويحض ميثاق جمعية الصحفيين المحترفين ،بامريكا,SPJ على “تجنب الانشطة السياسية او الخارجية الاخرى،التي قد تشكك في النزاهة والحياد،او قد تضر بالمصداقية”
Refuse gifts, favors, fees, free travel and special treatment, and avoid political and other outside activities that may compromise integrity or impartiality, or may damage credibility.

. لكن مشروع ميثاق الشرف الصحفي، الذي اقرته الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين السودانيين، قيد التكوين،لا يكتفي بالزام الصحفي “…بمبادئ الحرية والسلام والعدالة،”، حسب،وانما يلزمه ب”الدفاع عن الديموقراطية والحكم الرشيد وحماية النظام الديموقراطي التعددي.”
وخلافا لمقولة “النقابة للجميع ولكل حزبه”،فان هذه المادة الاولى في المشروع، تضمر تحويل النقابة ولحزب او كائن نشط سياسيا،بالدرجة الاساس.او تشي بان النقابة،تحت التاسيس،التي يفترض ان تكون حرة وديموقراطية ومستقلة،ربما لا تتسع لانصار النظام الخالف او المشروع الحضاري او الخلافة الاسلامية او الجبهة الوطنية الديموقراطية او دكتاتورية البروليتاريا.

4 – يمتنع الصحفي عن التعامل مع الاجهزة الامنية،(شرطة ،امن،مخابرات …الخ)،فمهمة جمع المعلومات لاتشكل اساسا مشتركا للعمل معا.فالامن امن والصحافة صحافة ولا يلتقيان.يمتنع الصحفي بوجه خاص عن تمرير اجندة الامن تحت غطاء الاخبار او اي شكل تحريري اخر.مثلما يمتنع عن القيام بجمع المعلومات لصالح الاجهزة الامنية او تزويدها بما يتوفر لديه من معلومات عن طريق عمله المهني.

 

sdr

5 – لا يسمح الصحفي بتدخل الاداريين في تفاصيل العمل التحريري اليومي،او التغول على سلطات التحرير في التقرير بنشر المواد الصحفية من عدمه.
6 – ليس الصحفي بواش ولا نمام. اذ يمتنع الصحفي عن نقل مايدور في الصالة او بين زملائه الى رئيس التحرير او اي من الادارات العليا،بغرض التقرب منها او تخقيق بعض المكاسب.كما يمتنع ان اتخاذ اي مواقف لجانب الادارة من شانها الاضرار بمصالح زملائه.فالصحفي يلتزم بالتضامن مع زملائه والوقوف معهم في قضاياهم العادلة بمواجهة عسف الادارات وملاك الصحف واجهزة الاعلام الاخرى.
7 – تنبغي اعادة صياغة الميثاق بتخليصه من الحشو والتكرار والمترادفات والجمل الفضفاضة،واعادة صياغة موجهات السلوك المهني بلغة واضحة ودقيقة،وبعبارات محددة لا لبس فيها.على ان تتم مراجعة الميثاق بتعديلاته المقترحة،قبل اجازته على لجنة من مدققين لغويين وقانونيين وخبراء نقابيين من اجل احكام صياغته،وضبط اتساق بنوده مع بعضها،ومع القوانين المعمول بها في البلاد.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق