بقلم/الطاهر إسحق الدومة:
aldooma2012@gmail.com
تعقيدات سياسية مثيرة تصعد وتهبط تارة مابين القوى السياسية وتارة مابين العسكريين والقوى السياسية ولكن ماعقد المشهد هو خلافات العسكريين الذين كانوا في توافق منذ سقوط البشير، وإلى حد ما في بدايات انقلاب 25 أكتوبر بقيادة البرهان ورهطه السياسي الذي يدير معه المشهد السياسي من وراء الستار، فوجد نفسه غارقا في حيثيات توصيف الانقلاب المشؤوم للشعب وساعي سعيا حثيثا لكسب ود المجتمع الدولي والاقليمي فخرج منهم بمصر وسياسيا بالداخل بما يسمي بالكتله الديموقراطية
الاتفاق الاطاري الذي بات واضحا محاطا بخلافات العسكريين من تأييد بلا تحفظ من الشق العسكري أي الدعم السريع إلى تغيير التأييد بتحفظ من قبل البرهان بغية إدخال مسميات سياسية جديدة محسوبة على فلول النظام السابق.
المحطة التي لم يتجاوزها الراهن السياسي اليوم مع وجود مصفوفة واضحة منذ توقيع الإطاري تم انجاز ثلاثة أخماس متبقي خمسان يتمثلان في العدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري مع بزوغ خلافات العسكريين وهنا قاب قوسين أو أدنى وصولا لنهايات مصفوفات الإطاري،
فهل ياترى تؤثر خلافات العسكريين في تأجيل العملية السياسية الإطارية برمتها أم تنسفها أم كل ذلك مجرد فقاقيع وضغط للحصول على مكاسب، ولكن بأسلوب الشر يعم فلا غرابه ماحدث ويحدث للشعب السوداني من ضيق اقتصادي وتدهور أمني وانحسار الطموح لبلوغ أمجاد المدنية اللهم إلا التفكير اعدادا وتعبئة بسبل أخرى غير الطريقة التي أطاحت بالبشير ذلك نتيجة هشاشة الأوضاع الاجتماعية والأمنية التى اعتملتها قوى الفلول ضد الثورة بترتيب أو بغض الطرف من قبل القوات النظامية التي انسحبت بشكل جاد وكامل من حماية الثورة وتركت الفلول يفعلون كل مايروق لهم فكانت السبب المباشر في انقسام الرؤى والأفكار داخل المؤسسة العسكرية ليجد الدعم السريع كقيادة واقفا مع العودة للمدنية عبر الاتفاق الإطاري بالتالي متحالفا تحالفا كاملا مع قوى الحرية والتغيير.
لقد وضع الدعم السريع قيادة القوات المسلحة في وضع لايحسد عليه كونها
أولاً تركتها مناصرة لعودة الفلول بأوجه لاتفوت على فطنة الشارع العام ناهيك عن القوي السياسية.
ثانيا وضعتها في مواجهة المجتمع الدولي وغالب قوى الإقليم.
ثالثا وضعتها في موقف كيفية حسم الدعم السريع عسكريا وسياسيا الذي ترى بعضا من قيادات الجيش أن الدعم السريع تجاوز حدوده وهنا المحك في كيفية التعامل مع جيش عرمرم منتشرا بكل أنحاء السودان حتى ولو صارت التقديرات العسكرية بتفوق القوات المسلحة تدريبا وعتادا لكن ماهي نتائج المواجهة المباشرة التي ستنعكس علي الشعب السوداني الذي بات حاضنا اجتماعيا للقوتين شاء من شاء وأبى من ابي.
رابعا لا أحد يتصور تداعيات ومآلات التدخلات الإقليمية والدولية حينها يبقى من بدأ اشعال الحرب كمن جهز سكينا لقتل نمله تسرح في رأس إنسان.
خامساً كل الدلائل تشير إلى حنق المؤتمر الوطني وحقده الدفين ضد ثورة الشعب السلمية فبات يحرك كل مايمتلك من قوى مادية على الارض لإجهاض الثورة..
سادسا، في خطابه الأخير حدد حميدتي بشكل جاد وواضح نزوعه ضد الفلول واستحالة التعايش معهم لقراءته في تمسك غالب الشعب السوداني بثورته لبلوغ الدولة المدنية ولإزالة تشوهات ثلاثين عاما من حكم الانقاذ ازدادت بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وعليه من خلال مخاض المحاور أعلاه ياترى كيف المتوقع؟
1/اما أن تتدخل قوى الحرية والتغيير وتنزع فتيل الأزمة الذي لو اشتعل بين العسكريين من الصعوبة تتم لملمة وطن بشكله الراهن لأن الاتفاق الإطاري يجمع الثلاثة أطرافأاولا وتطبيقه لايتم إلا من خلال توافقهم ثانيا.
2/واما أن تبدأ شرارة فتنة ليلتقط القفاز المجتمع الدولي عبر مجلس أمنه الذي هو موجود سلفا عبر البند السادس وينتقل إلى البند السابع بكل سهولة لأن الروس والأمريكان القطبين الدوليين تحالفاتهما موجودة مع الموقعين للاتفاق الإطاري مع سهولة تقاسم أدوارهما في السودان كقطر شاسع ومتنوع الموارد بظاهر وباطن الأرض.
3/ واما ان يقوم الشعب السوداني بثوره شعبيه تصحيحيه حال تعنت قيادة القوات المسلحه بتنفيذ الاتفاق الاطاري بالتالي القوات النظاميه والدعم السريع والحركات المسلحه أمام مسؤولياتها التاريخية والقانونية والاخلاقية في تحقيق تطلعات شعب قدم تضحيات ومازال مستعدا لتقديم المزيد.