مقالات

ترامبيات الثورة السودانية المجيدة وسلمنتها لن تجدي نفعاً لأن الكلمة الأولى والأخيرة ستكون بأيادي أهل السودان

برير إسماعيل:

العديل رأي و لكن الأعوج ليس رأياً و المجد لأهل السودان و لقواهم السياسية و المدنيَّة الحيَّة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في السودان و ليست لأصحاب الأجندات الحربية الذين إعتدوا على معظم المواطنين المدنيين في كل أنحاء السودان تحت ذريعة محاربة الكيزان.

عندنا صديقنا الله يطراه بالخير كان يقول لنا “أسمعوا يا هووووي ما تعملونا لنا سافوتة في رؤوسنا لأننا سنخسر الكثير لو باريناكم : الأعوج ما رأى و لا هم يحزنون و يضيف قائلاً إنَّ إضفاء الشرعية السياسية على المليشيات العسكرية الخاصة العابرة لحدود السودان ليست رأياً”.

على ذكر الشرعيات فإنَّ الشرعيتين الثورية والسياسية يجب أن تكونا للقوى السياسية والمدنية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في البلاد و ليست للذين نهبوا موارد البلاد و أسسوا لأنفسهم كارتيلات عسكرية أسرية و مع ذلك يريدون من كل أهل السودان أن يضفوا على الكارتيلات العسكرية المجرمة الشرعية السياسية وهم بهذا السلوك السياسي الإحتيالي يقدمون على قرصنة سياسية لا مثيل لها.

فِرية الواقعية السياسية هي التي مكَّنت اللجنة الأمنية و مليشيتها الجنجويدية بقيادة عيال دقلو من الإستمرار في السلطة بعد 11 أبريل 2019 و كأن شيئا لم يكن وهي التي أضفت الشرعيات الثورية و السياسية والدستورية و القانونية على اللجنة الأمنية وعلى مليشيا الجنجويد عند التوقيع على الوثيقة الدستورية الكارثية في أغسطس 2019م وعند التوقيع على إتفاقيات السلام في جوبا في أكتوبر 2020م.

فات على مروجي فِرية الواقعية السياسية أن السفاح البشير كان واقعا و أن السفاح النميري كان واقعا و أن الديكتاتور عبود كان واقعا وأن الإتحاد السوفيتي الذي تفكك صامولة صامولة كان واقعا …إلخ و بإختصار شديد الثورة السودانية أصلا كانت و لازالت ضد الواقع المعاش و لو رضي أهل السودان بالواقع الذي يعيشونه لما ثاروا ضده من أجل تغييره من الأساس.

إمتلاك ترسانة السلاح لا تعطي أحداً من أهل السودان فرداً كان أو جماعةً شرعية سياسية و لو كان إمتلاك السلاح يعني بصورة أوتوماتكية إكتساب الشرعية السياسية لما ناضل أهل السودان ضد الأنظمة الشمولية والديكتاتورية التي امتلكت سلاح الدولة.

المؤسسة العسكرية السودانية التي ظلت تحارب شعوبها لأكثر من ستين عاماً ليست لديها شرعية سياسية مجمع عليها من قِبل أغلبية أهل السودان و كل ما تقوم به هذه المؤسسة العسكرية المسيسة بإمتياز في تاريخها الطويل هو البحث عن هذه الشرعية السياسية المفقودة.

مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو ليست لديها شرعية سياسية لأنها في الأصل أسسها الكيزان الذين جاءوا للسلطة عبر إنقلابهم المشؤوم في 30 يونيو 1989م و معلوم أن معظم أهل السودان لم يفوضوا مليشيا الجنجويد لقتل المواطنين الأبرياء و إحتلال بيوتهم و إغتصابهم و سرقة ممتلكاتهم و تنزيحهم و تشريدهم و التنكيل بهم في كل أنحاء البلاد تحت غطاء محاربة الكيزان.

لا يمكن لزعيم الجنجويد المجرم القاتل ولص الموارد و المرتزق حميدتي الذي وصل لرتبة فريق في عهد الكيزان الذي لازال مستمرا أن يتحدث عن الفلول و كأنه كان مقاتلاً من أجل الحرية والسلام والعدالة في الإحراش ضد الكيزان.

لا يستطيع السيد دونالد ترامب والذين معه فرض الحلول السياسية على الشعوب السودانية ومن المحن و الإحن السياسية السودانية أن تعول الكثير من مكونات القوى السياسية والمدنية المحتالة على السيد دونالد ترامب و كأنه رئيس لجمعية خيرية مهمتها الأساسية هي توزيع المواد الغذائية والخيام والبطاطين على المتضررين من الحرب ذات الأبعاد المحلية و الإقليمية والدولية التي تجري في السودان منذ عام الرمادة وهذه ليست دعوة للإستمرار في الحرب وإنما هي دعوة جادة إلى التعويل على إرادة الشعوب السودانية الغلَّابة.

معظم أهل السودان ضد الحرب لأنها مدمرة و لا يمكن للأزمات السياسية التاريخية السودانية أن تحل عبر البندقية مهما كبر حجم هذه البندقية بعد أن وجدت لها ممولين من الخارج و لكن في نفس الوقت فإن معظم أهل السودان مع تحقيق السلام الشامل العادل في كل أنحاء البلاد والذي يعني بالضرورة حل جميع المليشيات و الكارتيلات العسكرية الأسرية مثل كارتيل عيال دقلو و يعني عودة العسكر للثكنات كشعار مبدئي و يعني عدم إضفاء الشرعية السياسية على القتلة المجرمين بإسم الواقعية السياسية والعسكرية.

الخلاصة تقول إنَّ الإبتزاز السياسي الذي ظلت تمارسه مليشيا الجنجويد على معظم أهل السودان لن يعطيها شرعية سياسية و كما أنه لن يعطي الذين تحالفوا معها تحالفاً علنياً أو سراً شرعية سياسية و في المجمل لن يستمر الكيزان و جنجويدهم و طحالبهم السياسية في السلطة بشرعية البندقية لأن المجد الحقيقي للقوى السياسية و المدنية التي ثارت ضد الكيزان و جنجويدهم بقيادة عيال دقلو وضد كل اللصوص و المحتالين القدامى والجدد و معلوم أن الشعوب السودانية الثائرة ليست في حاجة لأحد لكي يعطيها دروساً في العصريات عن سوءات الكيزان و سوءات جنجويدهم و سوءات نفاياتهم السياسية.

الثورة السودانية مستمرة و النصر أكيد و لا للحرب و نعم لحل جميع المليشيات بما في ذلك حل مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو و نعم لعودة العسكر للثكنات و للقصاص ولتسليم جميع المطلوبين دولياً و ألف لا للمحاصصات السياسية مع اللجنة الأمنية الكيزانية و مع مليشيتها الجنجويدية بقيادة عيال دقلو لأنها هي التي مهَّدت للحرب الجارية في السودان منذ 15 أبريل 2023م.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى