إخلاص نمر:
إضافة لسلسلة جرائم الحكومة الانقلابية ، كانت جريمة الثامن والعشرين من فبراير والتي تربص فيها الشرطي القاتل مع سبق الإصرار بجسد المجذوب، وأمطره وابلا من الرصاص وجها لوجه، سارعت الشرطة، تؤكد للشعب السوداني، ان ماحدث تصرف فردي، واسرعت بدفق البيان في السوشيال ميديا ، على مظان أن يغسل ذلك عارها العالق بها منذ فجر الثورة، بهذه السرعة في توزيع بيانها، تناست ماكانت تفعله من قبل، وَهي التي كانت تلاحق الثوار والكنداكات، وتنتاشهم بالسلاح، وتوسع الكنداكات ضربا وقتلا ، لذلك يأتي اعتذارها او بيانها او حديثها او إسناد قتل المجذوب لفرد من افرادها، بأنه تصرف فردي، حديث لن يمرعلى ذاكرة الشعب الذي ذاق على يدها ابشع انواع القتل ، ولن يمحو ذلك سوءها وجرائمها، التي ارتكبتها في حق الثوار، وللأسف نجد ان ماحدث من قتل مقصود للمجذوب، تزامن مع تفاوض مستمر، مع الحكومة الانقلابية ،للدفع بحكومة مدنية، تنشل السودان من وهداته المستمرة و من ترهات فكي جبرين ،الذي أغرق السودان في لجة من الهتك الاقتصادي،وهو عديم الخبرة بالاقتصاد، ولايدرك عاقبة ما يفعل من قرارات يكتبها، تحت ستار ليل، و يعلنها صباحا على الملأ.
الشرطة هي آلية العنف المعروفه منذ بدءالثورة، وهي التي وصفت الثوار قبل هذا التاريخ، باستهداف مقارها، في فرية لم تجد من يساندها او يقتنع بمحتواها، وبما ان الشرطة قد استخدمت بمبانها وسلاحها وعنفها في هذا التوقيت الذي يجري فيه محاولات فتح طريق أمن، للوصول إلى تسمية العملية السياسية في محطتها الأخيرة ،فإن ذلك يوصم الحوار ب (القربة المقدودة) ،التي ينفخها البرهان حينا، ويثنيها دقلو حينا اخر، لترتاح بين ايدي المتحاورين، بثقوبها وعيوبها، فيدرك الشعب عدم جدية الحكومة الانقلابية في ذلك ،بينما تبرز جديتها في القتل والموت،تمهر الأوراق ب (يمناها) وتقتل الثوار ب (اذرعها) ،وتحت تمويه يجري سريعا يدعي الجميع حقن الدماء، والعودة لسودان خال من الوجع والاحباط والشتات، والمستقبل المظلم…
عار على التفاوض الذي يجري الان، وخارج غرفه تصطاد الشرطة الشباب في المليونيات السلمية، وجود جثمان الطفل المجذوب، الذي ارتوت الأرض بدمه، والذي قصد قاتله، تصويب سلاحه لصدره وعينه على عين الضحية الطفل،يقود الى السؤال كم ياترى، من مجذوب قادم سيترصده سلاح هذا الفرد الشرطي او ذاك، ويظل الافلات من العقاب سمة متكررة في ملفات الجرائم.
يحمل الشعب الأبي، المسؤولية كاملة للحكومة الانقلابية، وهذه الحادثة تؤكد ان العنف العنيف هو سمة الحكومة الانقلابية، وهو الذي يقتل اي بارقة امل تلوح حول حلول مرتقبة، طالما ان القتل هو ديدن الانقلابيين ولو في زمن التفاوض، نحو إقامة دولة مدنية، فالحكومة الانقلابية فرخت كافة انواع العنف المميتة ومعيناته في قلب الثوار ، الأمر الذي يقدم الدليل الكافي على جعجعة رئيس الحكومة الانقلابية ونائبه، وهذا حقا وجه الحوار البشع، الذي تكون خاتمة أمسياته قتل الثوار على أيدي الشرطة، التي تبرع لها ذات الثوار في يوم جميل ماض، بتأهيل احد مقارها في بحري..
لم يحاول رئيس الحكومة الانقلابية الانصات للثوار، ومضت حكومته القاتلة في غيها، بل استعانت بأعداء الثورة ،إذ مازال الفلول واشياعهم يديرون الدولة بمباركة البرهان وقرارات تعيينه لهم في مفاصلها، ليأتي سياق العملية الأمنية وتطبيقها المزعوم معدوم تماما، إذ تجاهل البرهان لاءات الثورة، التي مازالت وستظل هي الثورة وحق الثورة ومشعل الثورة، وبيان الثورة وطريق الثورة نحو مدنية حقيقية، والنصر أت لاريب فيه.
يجب على أصحاب البيانات، والذين مازالوا يلتفتون حول طاولة التفاوض، نفض أيديهم عنه، و الاتجاه للالتحام مع الشارع السوداني الذي قدم الشهداء الشباب والشابات، لأن استمرار التفاوض في هذا المناخ وما تم من من جريمة مقصودة بالأمس للطفل المجذوب، يوضح السقوط الأخلاقي المدوي، للعملية التفاوضية برمتها، فلا فائدة تعود من بيانات الاستنكار والشجب والادانه ،مع استمرار حالات القتل الممنهج ، فبعد البيان، يتناول كل فرد منهم حول الطاولة كوبا من العصير المثلج.
بربكم، ماذا افادتنا نجمة عنان التي قلدها له البرهان؟ جزاء( وهم) حسبه البرهان حقيقة، وهو استقرار الأمن في السودان، وظن ان هيبة الدولة في امان، لكن ولابد وإن طال الزمان، سيشتعل النصر البركان.