حوارات وتحقيقات

حزب البعث العربي يفارق تحالف الحرية والتغيير

أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل بياناً أعلن فيه خروجه من تحالف قوى الحرية والتغيير، وأوضح أسباب اتخاذ القرار.

وفيما يلي تنشر الساقية برس نص البيان:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان

افتراق حزب البعث العربي الاشتراكي عن تحالف قوى الحرية والتغيير الذين ساروا على طريق المصالحة وشرعنة انقلاب 25 أكتوبر.

إسقاط الانقلاب وإزالة آثاره، وتفكيك منظومة نظام الإنقاذ البائد، شروط أساسية لبناء نظام ديموقراطي مستدام

ملتزمون بالعمل مع جماهير شعبنا وقواها الحية لبناء تحالف جديد من أجل إسقاط انقلاب 25 أكتوبر بتصعيد الانتفاضة وصولا للإضراب السياسي والعصيان المدني

ندعو لاستكمال بناء أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير

يا جماهير شعبنا المناضل:

ظل حزب البعث العربي الاشتراكي، منذ اليوم الأول لانقلاب الجبهة الإسلامية القومية على النظام التعددي الديموقراطي في 30 يونيو 1989م، وحتى سقوطه سياسيا في 11 أبريل 2019م، ثابتا واضحًا في مواقفه المناهضة للانقلاب، مثلما ظل ملتزمًا بالعمل مع القوى الوطنية والديمقراطية وقتما التقت معه في الموقف الوطني الصحيح، لتحقيق مطالب الجماهير أينما وجدت. لم يغير حزب البعث هذا النهج الوطني الثابت، رغم المنعرجات والتطورات العديدة، على صعيد جبهتي النظام والمعارضة، التي واجهت مسيرة النضال الوطني طيلة عقود نظام الإنقاذ العجاف، والتي مثلت محطات افتراق بائنة بينه وبين الآخرين.. حدث ذلك عند نقل مركز المعارضة للخارج في مارس 1992 من قبل أطراف في التجمع الوطني الديموقراطي بافتراق مع ما نص عليه ميثاق ولائحة التجمع الموقعه في أكتوبر 1989م، والتي قادت في مؤتمر أسمرا إلى تبني تقرير المصير (1995)، واتفاقيات نيفاشا 2005م، والقاهرة وجدة الإطاري التي أشركت الكثيرين في مؤسسات النظام البائد، وعند تسويق فكرة الهبوط الناعم بعد انتفاضة سبتمبر 2013م، وغيرها. احتفظ البعث في كافة تلك التطورات بموقفه الثابت وسط الجماهير، التي واصلت نضالاتها حتى أبريل 2019.

وبذات النهج الذي تأسست عليه مواقف البعث الوطنية المشار إليها، ظل البعث فاعلًا ومتفاعلًا مع قوى إعلان الحرية والتغيير منذ يناير 2019م، كأوسع مظلة وطنية جامعة مناهضة لنظام 30 يونيو الاستبدادي، وفق المبادئ والأهداف التي لخصتها ثورة ديسمبر 2018 المجيدة في إسقاط النظام وتفكيك مخالبه من مفاصل الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية بإزالة أسباب الشعور بالغبن الجهوي والمناطقي وإزالة آثار الحروب.. وتوظيف موارد البلاد الاقتصادية والتنمية المتوازنة اجتماعيا وجغرافيا لمصلحة القطاع الأوسع من جماهير الشعب وقواه المنتجة، ودعم وتوفير التعليم والصحة، والارتقاء بالبنى التحتية والخدمات، وانتهاج سياسة خارجية متوازنة تقوم على احترام استقلالية القرار الوطني للبلاد وسيادتها، وتحقيق العدالة وسيادة حكم القانون، وبناء نظام ديموقراطي.

إلا أن انقلاب 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية، مثّل انتكاسة كبيرة لمسيرة التحول الديموقراطي التي عبدتها جماهير الشعب السوداني في العاصمة والولايات والمدن والأرياف، بأرواح الشهداء، ودماء الجرحى والمصابين، وعذابات النازحين واللاجئين، وتضحيات غالية لا تُحصى ولا تقدر بثمن.
وبذلك ظل موقف القوى الوطنية والديمقراطية المختلفة رافضًا ومقاوما لهذا الانقلاب الذي لطخ يديه منذ يومه الأول بدماء الثوار والثائرات. وأشاع الفرقة والاحتراب بين مكونات الشعب، عاملًا بكل قواه لهزيمة الثورة والارتداد على شعاراتها ومنجزاتها، باستعادة فلول النظام البائد للسلطة وإعادة تمكينهم اقتصاديا، واستهداف قوى الثورة الفاعلة سواء في الحرية والتغيير، أو لجان المقاومة الباسلة، أو لجنة إزالة التمكين، أو اللجان النقابية والاتحادات المهنية والديمقراطية، والأجسام النسوية، وأسر الشهداء والمعتقلين. وتضييق معاش الناس بانفلات السوق، والجبايات المتعددة، وملاحقة صغار الكسبة والتجار والمنتجين بالضرائب الباهظة، وارتفاع معدلات تهريب الذهب والمنتجات الوطنية الأخرى.
على هذا الأساس ظل ويظل الهدف المركزي لكل القوى الوطنية المخلصة لتطلعات الجماهير وأهداف انتفاضة ديسمبر الثورية؛ هو إسقاط انقلاب الردة وإزالة آثاره وسياساته وإلغاء قراراته وإجراءاته، كمدخل وحيد لاستئناف مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة بشعاراتها وأهدافها المخضبة بدماء الشهداء والمصابين والمفقودين وبالتضحيات والمعاناة.

*يا جماهير وقوى الانتفاضة الثورية:*

إن التوقيع على ما عرف بالاتفاق الإطارى في 5 ديسمبر 2022م، مع قادة انقلاب 25 أكتوبر 2021م، يؤدي إلى شرعنة الانقلاب وإطالة أمده، وإلى إرباك المشهد السياسي وإضعاف وحدة قوى ثورة ديسمبر.. وإن مشاركة أغلبية قوى الحرية والتغيير في التوقيع على الاتفاق الإطاري مع الانقلابيين؛ يتناقض مع الأهداف والمبادئ الأساسية التي من أجلها نشأ هذا التحالف الواسع. وهو ما يفرغه من محتواه الثوري بعد اصطفافه إلى جانب الانقلابيين، وبالضرورة لم يعد الإطار المناسب لحشد وتنظيم أوسع جماهير شعبنا في النضال ضد قوى الاستبداد والفساد.

*لقد بذل حزب البعث قصارى جهده، دون جدوى، مع الفرقاء في الحرية والتغيير للحيلولة دون ارتكاب هذا الخطأ الاستراتيجي، وكان هذا خيار أغلبيتهم الذي أدى إلى افتراقنا عنهم وانحيازنا إلى القوى الحية في شعبنا* لمواصلة النضال الدؤوب الصبور على طريق إسقاط الانقلاب وإخراج بلادنا من الأزمة الوطنية الشاملة والمتفاقمة.
وإيمانا منا بالعمل الجماعي لإسقاط الانقلاب وإخراج بلادنا من الأزمة الوطنية؛ *فسوف تتركز جهودنا على أولوية بناء الجبهة الشعبية الواسعة للديموقراطية والتغيير* لتوحيد وتنسيق جهود وطاقات القوى السياسية والاجتماعية في الحراك الثورى السلمي لتصعيد الانتفاضة وصولا للإضراب السياسي والعصيان المدني.

*★ المجد والخلود للشهداء الأكرم منا جميعا والشفاء للمصابين والعودة للمفقودين.*

*★ النصر حليف نضالات شعبنا وانتفاضته الثورية المتجددة.*

*★الجيش جيش الشعب والثورة ثورة الشعب والسلطة سلطة الشعب ولا وصاية على الشعب.*
*والردة مستحيلة*

*حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)*
قيادة قطر السودان
2022/12/13

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق