ندى عثمان:
قديما في الثمانينيات درسنا في لغة العربية قصيدة النخلة الحمقاء التي قصرت ظلها وثمرها علي نفسها وقطعها بذلك صاحب البستان وأصبحت فحما جزاء لضيق افقها..
تحضرني هذه القصيدة كلما قرأت اخبار وزارة الداخلية ووجه الشبه بين الاثنين إن الوزارة جعلت لها آلة إعلامية ضخمة وهذه محمده لكن أن تقصر تلك الآلة انتاج العمل الاعلامي علي تروسها فقط قطعا ستغني لنفسها ويصبح نشيدها مكرورا لإيجد له إذنا وستتاكل التروس بعد أن يقدم كل ماعنده .
تحدثنا كثيرا مع مختلف الرتب في الداخلية عن ضرورة إشراك الصحفيين في تغطية مناشط الوزارة لاعتبارات عدة أولاها أن نقل المادة الإعلامية سيتم عبر كافة القوالب الصحفية سوي كان خبر او تقرير اوعمود اوفيتشر حسب رؤية الصحفي ..كما أنها ستتيح للجانبين العمل علي إعادة بناء الثقة وردم الجفوة وثالثا تمكن الصحفيين من طرح استفساراتهم علي المسؤولين مباشرة وبالتالي نقل المعلومة من مصدرها الرئيسي وكذلك حضور الصحفي للفعاليات يملكه ذخيرة معلومات تمكنه فيما بعد تناول الموضوعات بموضوعية أكثر وتساعده في درء الشائعات .
لكن الداخلية آثرت أن تكتب وتعد وتنتج فأصبحت للعديد من إداراتها برامج تلفزيونية ومذيعات تم تعينهن كضابط فتركن مهمتهن إلي اضواء الكاميرات وأصبح البرنامج همهن ولم يتبقي من المهنة سوى الزي.
اعلام وزارة الداخلية يعمل بجد واجتهاد لكنه لن يحدث اختراقا مالم يترك المجال لغيره كي يشارك وينقل من أرض الواقع فهو مقيد والأخبار التي تنشرها مؤسسات الشرطة خير دليل إذ أنها تهتم بمن حضر الاجتماع ومن رعي الورشة ومن شرف الاحتفال دون محتوي الخبر أما البيانات !!. اشتغلوا شغلكم وخلونا نشوف شغلنا ..