مقالات

مصعب الصاوي ينعي أشهر خبراء التسجيلات الموسيقية بهنا أم درمان الرشيد فضل الله

 

شق علي نعي شيخ الفنيين بالإذاعة السودانية،  الفنان الإذاعة الكبير الرشيد أحمد فضل الله والذي تشهد بمواهبه وقدراته المذهلة مكتبة الأغاني بهنا أم درمان وهو من نجوم المهنة وروادها وقد تخصص فقيدنا الأعز في صناعة المحتوى الغنائي والموسيقي وتوثيق غناء مطربي العصر الذهبي لاسيما الفنان العظيم محمد وردي، والذي كان يشترط وجود الفني المتمهر في صناعته الرشيد في حجز ستوديو الموسيقي وإلا فلا.

لم تكن علاقة الرشيد أحمد فضل الله، بالفنانين وأهل الموسيقى علاقة موظف يؤدي دوامه المعتاد ثم ينتظر الترحيل يقله إلى البيت وانما علاقة إنسانية موثقة بعرى المحبة والصداقة ومعرفة لصيقة بالوسط الفني لاسيما وهو ابن الموردة ذلك الحي العريق الحافل بنجوم الفن والرياضة فتشكل ذوقه ومزاجه بذات الاتجاه .

تلقى الرشيد أحمد فضل الله تدريبا متقدما في صناعة الصوتيات وتقنيات التسجيل الإذاعي بالاتحاد السوفيتي القديم، وكان في شبابه شغوفا بالسينما وصديقا لمعظم الموسيقيين وكان يقضي أمسياته مع أهل الفن بدار الفنانين موصولا بمجتمعاتهم وامتدت صلاته بأسرهم وأبنائهم.

استفاد الرشيد من التدريب المتقدم الذي تلقاه وأجرى تطبيقات مميزة على ذلك لمصلحة الإذاعة التي ابتعثته ورفض فكرة الهجرة خارج الوطن رغم العروض المادية المغرية التي تلقاها وفضل أن يعيش قانعا زاهدا في خدمة الوطن والإذاعة وكانت قمة سعادته أن يشرب قهوته الصباحية في قهوة سوق الموردة ثم يمشي راجلا إلى الإذاعة ويسهر مساءا بنادي الفنانين.

تجسدت مواهب الرشيد فضل الله، في رسم خارطة مايكرفونات الإذاعة بمايتناسب مع كل آلة في الاوركسترا حسب مستويات وكثافة الصوت وقوة النبر لكل آلة ثم ضبط وضعية الاوركسترا مع صوت المغني وأحيانا الكورس إذا وجد كورس نسائي أو رجالي بجانب مراعاة الكيفية التي يؤدي بها كل مطرب وقياس المدى الصوتي قرباً أو ابتعاداً عن المايك.

ونحن نودع هذا الهرم الإذاعي العظيم يجدر بنا ذكر صفاته الإنسانية فقد كان الرشيد فضل الله، جم التواضع هادئا طيب القلب نقي السريرة محبا وعاشقا لعمله شديد الارتباط بزملاء المهنة متفقدا لأحوالهم متفانياً في خدمتهم.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق